أوروبا تفتح أبوابها لـ15 جنسية بينها 3 دول عربية

الاتحاد الأوروبي يقرر فتح حدوده للدول 'الآمنة' اعتبارا من مطلع يوليو، مستثنيا من القرار تركيا والولايات المتحدة.
منظمة الصحة تنذر بالأسوأ في ظل غياب الوحدة الدولية في مواجهة كورونا

بروكسل - قرر الاتحاد الأوروبي حيث يسجّل وباء كوفيد-19 تراجعاً، إعادة فتح حدوده أمام 15 دولة اعتباراً من الأربعاء بينهما 3 دول عربية، مستثنيا من قراره تركيا والولايات المتحدة.

يأتي هذا في ظل تحذيرات منظمة الصحة العالمية من موجة ثانية لفيروس كورونا، قائلة إن أن التوقعات العالمية لا تزال قاتمة وتدعو إلى "ترقّب الأسوأ".

وبعد أيام من المفاوضات، قررت دول الاتحاد الأوروبي الثلاثاء إعادة فتح حدودها اعتباراً من الأول من يوليو/تموز لرعايا 15 دولة من خارج الاتحاد يُعتبر وضع الوباء فيها جيّد. وسيتم كل أسبوعين تحديث القائمة التي أعدّها سفراء دول الاتحاد الاوروبي الجمعة.

وأُقرّت قائمة الدول هذه المبنية بشكل أساسي على معايير متعلقة بوضع الوباء، الثلاثاء بعد تصويت الغالبية المؤهلة لدول الاتحاد عقب مفاوضات صعبة، تزامناً مع بدء الموسم السياحي الصيفي.

وضمت قائمة الدول "الآمنة" من تفشي كورونا بحسب رؤية الخبراء الأوروبيين ثلاث دول عربية هي الجزائر وتونس والمغرب والتي سيسمح لمواطنيها السفر لأوروبا من دون قيود.

كما تضمّ لائحة الدول التي سيُسمح للوافدين منها بدخول الاتحاد الأوروبي ومنطقة شنغن أستراليا وكندا وجورجيا واليابان ومونتينيغرو ونيوزيلندا وراوندا وصربيا وكوريا الجنوبية وتايلاند والأوروغواي.

وتشمل القائمة أيضاً الصين، لكن شرط أن تستقبل على أراضيها الوافدين من الاتحاد الأوروبي. وهذه ليست الحال في الوقت الراهن إلا بشكل محدود جداً.

ووضع الاتحاد عدة معايير لإدراج دولة ما على هذه القائمة، لاسيما أن يكون معدّل الإصابات الجديدة قريباً أو ما دون الـ16 من أصل كل مئة شخص (وهو المعدّل في الاتحاد الأوروبي) في الأربعة عشر يوماً الماضية.

لكن لا ينبغي الانخداع بهذا التحسّن في أوروبا؛ فقد حذّرت منظمة الصحة العالمية الاثنين من أن على المستوى العالمي الوباء الذي تجاوز الاثنين عتبتين رمزيتين بأكثر من نصف مليون وفاة وعشرة ملايين إصابة"أبعد ما يكون من نهايته" وحتى أنه "يتسارع".

ورغم خروجها من الاتحاد الأوروبي في 31 يناير/كانون الثاني، إلا أن بريطانيا تُعتبر عضوا فيه حتى انتهاء الفترة الانتقالية في 31 ديسمبر/كانون الأول القادم.

ولا يشمل منع السفر إلى الاتحاد الأوروبي لا رعايا الدول الأوروبية ولا المقيمين فيها وعائلاتهم ولا بعض الفئات من المسافرين (العاملون في المجال الصحي والعمال الموسميون والدبلوماسيون والمسافرون لأسباب عائلية قاهرة).

منظمة الصحة لا تتوقع نهاية قريبة لوباء كورونا
منظمة الصحة لا تتوقع نهاية قريبة لوباء كورونا

غير إلزامي

ومُنعت الرحلات "غير الضرورية" إلى أوروبا منذ 17 مارس/آذار، بهدف الحدّ من تفشي وباء كوفيد-19. والقرار الذي تمّ تبنيه ليس إلزامياً من الناحية القانونية، كون دول الاتحاد الأوروبي تتمتع بالسيادة في التحكم بحدودها وبإمكانها مثلاً عدم فتح حدودها إلا لقسم من الدول المدرجة على اللائحة.

لكن التنسيق يُعتبر ضرورياً بسبب حرية التنقل في فضاء شنغن حيث رُفعت تدريجياً القيود التي كانت مفروضة لمكافحة الوباء.

ولائحة الدول هي ثمرة تسوية بين المتطلبات الصحية والحرص على إنعاش الاقتصاد المتضرر كثيراً جراء الأزمة من خلال إعطاء الأولوية للسياحة والاعتبارات الجيوسياسية. وكان إعداد القائمة مهمة شاقة.

وكان الأوروبيون منقسمين حول حجم ووتيرة رفع القيود. فقد بدأت اليونان التي تعتمد بشكل كبير على السياحة، اعتباراً من 15 يونيو/حزيران إعادة فتح مطاراتها أمام الوافدين من دول عدة خارج الاتحاد الأوروبي بينها الصين ونيوزيلندا وكوريا الجنوبية.

ويعطي الأوروبيون أولوية للمسافرين الآتين من دول يُعتبر الوضع الوبائي فيها مشابهاً أو أفضل من الوضع

وبين المعايير الأخرى، اتجاه الإصابات الجديدة نحو الاستقرار أو التراجع وكذلك التدابير المفروضة في الدول لمكافحة الوباء بما في ذلك إجراء الفحوص وصدقية المعطيات، بالإضافة إلى “اعتبارات اقتصادية واجتماعية”.

وفي حين سُمح بدخول الوافدين من الجزائر، إلا أن العكس ليس صحيحاً، فقد أعلنت الجزائر مساء الأحد أن حدودها ستبقى مغلقة حتى إشعار آخر.

ويحرم الوضع الوبائي في الولايات المتحدة القارة العجوز من عائدات طائلة بسبب غياب السياح. واستقبلت فرنسا عام 2019 خمسة ملايين سائح أميركي. وفي إيطاليا، أعلنت نقابة المزارعين الرئيسية أن غياب السياح الأميركيين هذا الصيف سينعكس خسارة قدرها 1.8 مليار يورو.

وفي وقت تمنع الولايات المتحدة دخول الوافدين من معظم الدول الأوروبية منذ 13 مارس/آذار، أعرب وزير الخارجية الأميركي عن أمله في التوصل إلى حلّ "في الأسابيع المقبلة" لاستئناف التبادلات، معتبراً أن "من المهمّ بالنسبة للولايات المتحدة أن يتمكن الأوروبيون من القدوم" والعكس صحيح.

كورونا يشل الحركة السياحية حول العالم مسببا خسائر كبيرة لدول عدة
كورونا يشل الحركة السياحية حول العالم مسببا خسائر كبيرة لدول عدة

عالم منقسم

وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس "نريد جميعاً أن ينتهي ذلك. لكن الواقع الصعب هو أن الأمر أبعد ما يكون من نهايته".

ويواصل الفيروس تفشيه الواسع النطاق في أميركا الجنوبية والولايات المتحدة ويبدو أنه يظهر من جديد في الصين. وحذّر غيبريسوس من أنه في ظل "عالم منقسم" و"نقص في الوحدة الوطنية والتضامن العالمي، ترقبوا الأسوأ".

وسترسل منظمة الصحة "الأسبوع المقبل" فريقاً إلى الصين، حيث ظهر فيروس كورونا المستجدّ في ديسمبر/كانون الأول لتحديد مصدره وفهمه بشكل أفضل.

وأودى وباء كورونا المستجدّ حتى الثلاثاء بحياة ما لا يقلّ عن 505 آلاف شخصاً وفق تعداد أجرته وكالة فرانس برس استناداً إلى مصادر رسميّة، وسُجّلت رسميّاً إصابة أكثر من 10.3 ملايين شخصاً في 196 بلداً ومنطقة بالفيروس منذ بدء تفشّيه.

وتضاعف عدد الوفيات المسجّل في أقلّ من شهرين (250 ألفاً في 5 مايو/أيار) مع تسجيل خمسين ألف وفاة إضافية في الأيام العشرة الأخيرة في العالم.

ولا تزال مجموعات الصناعة العملاقة وشركات الطيران، تدفع ثمناً باهظاً نتيجة الأزمة الصحية. فيُتوقع أن تعلن شركة 'إيرباص' للصناعات الجوية الثلاثاء خطتها لإلغاء 15 ألف وظيفة، في وقت يُفترض أن تعلن شركة 'إير فرانس' إلغاء أكثر من 7500 وظيفة بحلول نهاية العام 2022.