أوروبا تقابل التصعيد الإيراني بالتهدئة

الاتحاد الأوروبي يرى أن انتهاكات إيران لالتزاماتها النووية بموجب اتفاق 2015 ليست كبيرة وأن الاتفاق لم يمت بعد، مؤكدا أن لا نية لتفعيل آلية فض النزاع المعتمد في مثل هذا المأزق.

أوروبا تبدي مرونة في التعاطي مع انتهاك إيران للاتفاق النووي
إصرار أوروبي على إنقاذ الاتفاق النووي من الانهيار
موغيريني تتحدث عن تفعيل آلية التجارة غير الدولارية مع غيران
الاتحاد الأوروبي يحاول مساعدة إيران للالتفاف على العقوبات الأميركية

بروكسل - قالت فيدريكا موغيريني مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي اليوم الاثنين إن الأطراف الباقية في اتفاق إيران النووي لا تعتبر مخالفات طهران للاتفاق انتهاكات كبيرة ولم تشر إلى أي نية لتفعيل آلية فض النزاع بالاتفاق.

وأضافت في مؤتمر صحفي بعد اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل "في الوقت الحالي، لم يشر أي من أطراف الاتفاق إلى أنه ينوي تفعيل هذا البند وهو ما يعني أنه لا أحد منهم يعتبر في الوقت الحالي وفي ظل البيانات الحالية التي تلقيناها ولاسيما من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أن المخالفات تعتبر انتهاكات كبيرة".

وأعلنت أن الاتفاق النووي مع إيران ليس في وضع جيد، لكنه لا يزال حيا ولا يمكن تحديد إن كان في ساعاته الأخيرة.

وأضافت "أكدنا خلال اجتماع بروكسل ضرورة الحفاظ على الاتفاق النووي مع إيران، وعلينا أن نبدأ أولا بتطبيق الآلية المالية بين الدول أعضاء الاتفاق النووي (انستيكس وهي أداة دعم التبادلات التجارية مع إيران) ثم سنتيح البرنامج لدول أخرى".

وتابعت "لم يشر أي طرف لنيته خرق الاتفاق النووي ومن ثم لا حاجة لتفعيل آلية فض النزاع. الاتفاق النووي لم يمت بعد ونحاول العمل على تطبيق الآلية المالية وهذه المرحلة الأصعب في عمر الاتفاق".

موغيريني أجرت في السابق مبحثات في طهران مع القيادة الإيرانية لانقاذ الاتفاق النووي من الانهيار
موغيريني أجرت في السابق مبحثات في طهران مع القيادة الإيرانية لانقاذ الاتفاق النووي من الانهيار

وأشارت إلى أن الآلية المالية بين الاتحاد الأوروبي ستكون متاحة لمشاركة دول أخرى لاحقا، قائلة "هناك بعض الدول من خارج الاتحاد الأوروبي (لم تسمها) التي ترغب في المشاركة في آلية انستيكس وسيكون هذا متاح لاحقا".

ودعت المسؤولة الأوروبية إيران لالتزام كامل بالاتفاق النووي، مؤكدة أن كل الخطوات التي اتخذتها خارج الاتفاق النووي يمكن التراجع عنها مستقبلا".

وتابعت "نأمل أن تفهم السلطات الإيرانية أننا ملتزمون بالتنفيذ الكامل للاتفاق النووي لأنه في صالح الأمن العالمي ونأمل أن تفهم أن من مصلحتها العودة للالتزام الكامل بالاتفاق".

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم الاثنين إنه سيتحدث إلى الرئيس الإيراني حسن روحاني والرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأميركي دونالد ترامب هذا الأسبوع في إطار مبادرة فرنسية لتفادي تصعيد التوتر في الشرق الأوسط.

وأضاف في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الصربي "الزخم الذي بنيناه في الأسابيع القليلة الماضية حال، حسب اعتقادي، دون وقوع الأسوأ ودون ردود الفعل المبالغ فيها من الجانب الإيراني. في هذه الظروف الصعبة سنواصل وساطتنا وعملنا التفاوضي".

والأحد، جددت فرنسا وبريطانيا وألمانيا "التزامها" بالاتفاق النووي الإيراني، معربة عن "انزعاجها الشديد من هجمات وقعت في مياه الخليج وأماكن أخرى ومن الوضع المتدهور للأمن في المنطقة".

وتشهد المنطقة توترا متصاعدا بين الولايات المتحدة ودول خليجية من جهة، وإيران من جهة أخرى، إثر تخفيض طهران بعض التزاماتها بموجب الاتفاق النووي متعدد الأطراف، المبرم في 2015.

واتخذت طهران تلك الخطوة مع مرور عام على انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق، وفرض عقوبات مشددة على طهران لإجبارها على إعادة التفاوض بشأن برنامجها النووي، إضافة إلى برنامجها الصاروخي.

كما تتهم دول خليجية في مقدمتها السعودية والإمارات، إيران باستهداف سفن ومنشآت نفطية خليجية وهو ما نفته طهران وعرضت توقيع اتفاقية "عدم اعتداء" مع دول الخليج.