أوزيل يخلع القميص الألماني ويثير إعجاب تركيا

نجم الكرة التركي الأصل يعتزل اللعب مع المنتخب الألماني بسبب 'إهانات عنصرية' ظل يتعرض لها منذ نشر صورة له مع اردوغان وخروج ألمانيا من الدور الأول لمونديال روسيا.
أوزيل لا يشعر بالفخر لارتداء قميص ألمانيا
وزير تركي: أوزيل سجّل هدفا ضد فيروس الفاشية
23 هدفا لأوزيل في 92 مباراة دولية

برلين/اسطنبول - قال مسعود اوزيل الفائز بكأس العالم لكرة القدم 2014 مع المانيا الأحد إنه اعتزل اللعب مع المنتخب بسبب "الإهانات العنصرية" التي أحاطت بلقائه مع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان في مايو/ايار.
وسارع وزراء أتراك الاثنين الى الاشادة  بقرار أوزيل، واعتبر أحدهم بأن اللاعب التركي الأصل سجل "هدفا ضد فيروس الفاشية".
وشارك اوزيل البالغ عمره 29 عاما ضمن تشكيلة المانيا التي خرجت من دور المجموعات في كأس العالم في روسيا وتعرض لانتقادات واسعة بسبب مستواه ولقائه مع اردوغان المتهم بانتهاكات ضد حقوق الإنسان.
ودافع لاعب ارسنال ذو الأصول التركية عن تصرفاته في بيان مطول وهي المرة الأولى التي يتحدث فيها عن الأمر.
وقال اوزيل في بيان نشره في حسابه الرسمي في تويتر "بالنسبة لي التقاط صورة مع الرئيس إردوغان لا يمت للسياسة أو الانتخابات بصلة بل له علاقة باحترام أعلى منصب في بلد عائلتي".
وأضاف "وظيفتي هي لاعب كرة قدم ولست سياسيا. اجتماعنا لم يكن دعما لأي سياسات. المعاملة التي تلقيتها من الاتحاد الالماني وآخرين جعلتني لا أرغب في ارتداء قميص المانيا.

في اعين اتحاد الكرة، انا ألماني عندما نفوز ومهاجر عندما نخسر
في اعين اتحاد الكرة، انا ألماني عندما نفوز ومهاجر عندما نخسر

وأضاف "أشعر أنني غير مرغوب فيه واعتقد أن كل ما حققته منذ مشاركتي الأولى مع المنتخب في 2009 تم نسيانه. الأشخاص أصحاب الخلفية العنصرية لا يجب السماح لهم بالعمل في أكبر اتحاد كرة قدم في العالم يوجد به لاعبون من أصول مزدوجة. نهجهم لا يمثل وببساطة انعاكسا للاعبين المفترض أنهم يمثلونهم".
وحظي قرار اوزيل بتأييد رسمي في تركيا حيث غرد وزير العدل عبدالحميد غول "أهنئ مسعود أوزيل الذي سجل بقراره ترك المنتخب الألماني أجمل هدف ضد فيروس الفاشية".
أما وزير الرياضة التركي محمد كاسابوغلو الذي حذا حذو غول ونشر صورة أوزيل المبتسم مع أردوغان، فقال "نحن نؤيد بصدق الموقف المشرف الذي اتخذه شقيقنا مسعود أوزيل".
وفي تغريدة سبقت اعلان اوزيل تركه المنتخب الألماني الذي توج معه بكأس العالم قبل أربعة أعوام، قال إبراهيم كالين، المتحدث باسم أردوغان، إن اضطرار اللاعب الى الدفاع عن لقائه بالرئيس التركي "مؤسف لأولئك الذين يدعون بأنهم متسامحون ومتعددو الثقافات"!
وتابع نجم الكرة الماني التركي "بحزن بالغ وبعد فترة تفكير طويلة بسبب الأحداث الأخيرة لن ألعب مع المانيا على المستوى الدولي مرة أخرى بسبب شعوري بإهانة عنصرية وعدم احترام. اعتدتُ ارتداء قميص المانيا بفخر وحماس لكن لا أشعر بذلك الآن".
وخاض اوزيل 92 مباراة دولية مع المانيا وسجل 23 هدفا.
ويأتي بيان اوزيل وسط مناقشات سياسية حول تدفق المهاجرين إلى المانيا وصعود اليمين المتشدد على حساب الأحزاب التقليدية.

هل لأنها تركيا؟ هل لأنني مسلم؟ اعتقد أن هنا تكمن المشكلة الأساسية

وأضاف اوزيل "هل لأنها تركيا؟ هل لأنني مسلم؟ اعتقد أن هنا تكمن المشكلة الأساسية".
وأبدت الجماهير ومجموعة من السياسيين الألمان غضبهم من الصورة مع إردوغان وتعرضت لانتقادات من سياسيين والاتحاد الألماني للعبة الذي أعلن أن الرئيس التركي لا يحترم القيم الألمانية بما يكفي.
وكان راينهارد غريندل رئيس الاتحاد الالماني ألقى باللوم على اوزيل في أداء المانيا السيئ في كأس العالم.
وتابع اوزيل "في أعين غريندل ومسانديه فأنا ألماني عندما نفوز ومهاجر عندما نخسر".
وقال اوزيل انه لا يستطيع قبول "إلقاء وسائل إعلام ألمانية باللائمة مرارا وتكرارا على إرثي المزدوج واعتباره نموذجا مصغرا لفشل الفريق ككل في كأس العالم".
وتدهورت العلاقات بين المانيا وتركيا خلال العامين الماضيين بسبب حملة القمع التي تنفذها حكومة إردوغان لمن يشتبه في ضلوعهم في محاولة انقلاب عسكري فاشلة في تركيا في يوليو/تموز عام 2016. وتضم المانيا ثلاثة ملايين نسمة من أصول تركية.