أول جلسة محادثات مباشرة بين وفدي طالبان وكابول

المفاوضون من الجانبين يتفقون على القواعد والإجراءات دون تحديد ماهيتها، لكن بعض القضايا لا تزال معلقة ولم يتضح ما إذا كان الطرفان قد اتفقا على جدول أعمال بشأن القضايا التي يجب تناولها أو ترتيبها.
كابول: جعل طالبان توافق على وقف النار يُعد من الأولويات
أجواء ايجابية بلا ضمانات فعلية لصمود اتفاق وقف إطلاق النار

كابول - عقد وفدا الحكومة الأفغانية وحركة طالبان اليوم الثلاثاء أول محادثات مباشرة بينهما في الدوحة في ظل سعي الطرفين المتصارعين لوضع جدول أعمال وتحديد كيفية التفاوض على اتفاق سلام مع سحب الولايات المتحدة لقواتها من البلاد، وفق ما أكد متحدثان باسم الوفدين.

وقال المفاوض الحكومي الأفغاني نادر نادري والمتحدث باسم طالبان محمد نعيم في بيانين متطابقين على تويتر "اجتمع كلا الفريقين المفاوضين بكامل أعضائهما اليوم في الساعة الرابعة والنصف مساء، مضيفا "رئيسا الوفدين أكدا مجددا ضرورة التحلي بالصبر والتسامح ونحن نمضي قدما في هذا الطريق".

والتقت مجموعة صغيرة من المفاوضين من كلا الطرفين في الأيام القليلة الماضية لمحاولة بحث كيف ستسير المفاوضات المهمة.

وقال المتحدثان إن المفاوضين اتفقوا على القواعد والإجراءات دون تحديد ماهيتها، لكن بعض القضايا لا تزال معلقة. ولم يتضح ما إذا كان الطرفان قد اتفقا على جدول أعمال بشأن القضايا التي يجب تناولها أو ترتيبها.

وقال مسؤول بالقصر الرئاسي الأفغاني إن جعل طالبان توافق على وقف لإطلاق النار أو تخفيض ملموس في العنف يُعد من الأولويات.

وتواصل العنف في أفغانستان حتى بعد إطلاق محادثات السلام التاريخية في مراسم بالدوحة يوم السبت.

وكان يُفترض بدء المحادثات بين الجانبين بعد وقت قصير من اتفاق الولايات المتحدة وطالبان في فبراير/شباط لكنها بدأت بعد أشهر، وهو ما يرجع جزئيا إلى استمرار هجمات طالبان في البلد الذي مزقته الحرب وكذلك الخلاف بشأن إطلاق سراح السجناء.

وجعل الرئيس الأميركي دونالد ترامب من إنهاء الحرب في أفغانستان أحد الوعود الرئيسية في حملته الانتخابية. ومن المقرر أن تسحب الولايات المتحدة كافة قواتها من هناك بحلول مايو/أيار 2021 بشرط التزام طالبان بضمانات أمنية محددة منها منع مهاجمة القوات الأجنبية في أفغانستان.

ولا توجد إلى حدّ الآن أي ضمانات فعلية لصمود اتفاق وقف إطلاق النار، لكن الوضع يعتبر أقل توترا من ذي قبل بينما تتواصل المفاوضات بين طالبان وكابول.

وفي كل الحالات تعتبر الجلسة المباشرة اليوم الثلاثاء بين الطرفين اختراقا مهما في جدار أطول أزمة في تاريخ أفغانستان.

ويراهن المجتمع الدولي على تسوية سياسية تنهي أكثر من 19 عاما من الاقتتال، فيما يبقى صمود الاتفاق الذي طال انتظاره رهين مدى التزام كل طرف بوقف النار.