أول زيارة لرئيس وزراء اسرائيل للإمارات بعد سنة من اتفاق التطبيع

على جدول زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي للإمارات أجراء لقاء ومباحثات مع ولي عهد أبوظبي وفق ما أعلن مكتبه مضيفا أنهما سيبحثان تعميق العلاقات الثنائية خاصة في المجال الاقتصادي وفي القضايا الإقليمية.

أبوظبي - وصل رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت إلى الإمارات مساء الأحد بحسب ما أعلن مكتبه، في أول زيارة رسمية لرئيس وزراء إسرائيلي منذ إقامة علاقات دبلوماسية بين أبوظبي وتل أبيب العام الماضي.

وفي وقت سابق قال مكتب بينيت في بيان "يغادر رئيس الوزراء نفتالي بينيت اليوم الأحد  إلى الإمارات"، موضحا أنه "من المتوقع أن يلتقي غدا (الاثنين) مع ولي عهد ابوظبي الشيخ محمد بن زايد".

وأكد البيان أنهما سيبحثان "تعميق العلاقات بين البلدين، خاصة في المجال الاقتصادي وفي القضايا الإقليمية مما يساهم في تعزيز الازدهار والرفاهية والاستقرار في البلدين".

وكان بينيت أعلن في أكتوبر/تشرين الأول عن "زيارة قريبة" للإمارات. وقال المتحدث باسمه انذاك إن رئيس الوزراء تلقى رسالة خطية من الشيخ محمد بن زايد، تضمنت دعوة لزيارة الإمارات.

ورغم أن اتفاقية التطبيع بين إسرائيل والإمارات، أُبرمت في عهد رئيس الوزراء السابق بنيامين نتانياهو، إلّا أنّ الأخير لم يقم بزيارة أبوظبي خلال فترة ولايته حيث تم إلغاء العديد من الزيارات بسبب تفشي كورونا وحالة الغلق.

وكان في استقبال بينيت الأحد وزير خارجية الاماراتي الشيخ عبدالله بن زايد بحسب صور وشريط مصور نشرها عوفير جندلمان أحد المتحدثين باسم بينيت عبر تويتر.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي للوزير الإماراتي بحسب ما نقل عنه جندلمان "أثمن استضافتكم الحارة وأتأثر كثيرا بحضوري هنا. نتطلع إلى تعزيز العلاقات بين البلدين".

وفي وقت سابق، أكد بينيت أن هذه الزيارة "تاريخية" و"الأولى من نوعها". وقال قبل استقلاله الطائرة في مطار بن غوريون قرب تل أبيب إن "الزيارة تهدف إلى تعميق التعاون بين البلدين في كافة المجالات"، مؤكدا أن "العلاقات ممتازة وشاملة وعلينا مواصلة رعايتها وتعزيزها وبناء سلام دافئ بين الشعبين".

ووقعت إسرائيل في 15 سبتمبر/أيلول 2020 في واشنطن برعاية الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب وبحضوره، اتّفاق إقامة علاقات مع الإمارات، في خطوة رفضها الفلسطينيون.

والإمارات أول دولة خليجية وثالث دولة عربية توقع اتفاق تطبيع للعلاقات مع إسرائيل بعد الأردن (1994) ومصر (1979)، وتلتها في ذلك البحرين ثم السودان وأخيرا المغرب.

وتوصلت إسرائيل إلى هذه الاتفاقات في عهد رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.

وكان وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد زار الإمارات أواخر يونيو/حزيران الماضي، وقام بتدشين أول سفارة إسرائيلية في الخليج.

ويعتبر الموقف المتقارب من إيران بين إسرائيل وبعض دول الخليج من الأسباب المساهمة في إقامة العلاقات.

وتأتي الزيارة بينما استأنفت طهران والقوى الكبرى محادثات تهدف إلى إحياء الاتفاق المبرم بين طهران وست قوى كبرى (الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين وألمانيا) عام 2015 بشأن البرنامج الإيراني النووي، بعد سنوات من التوتر والمفاوضات الشاقة.

وأتاح الاتفاق رفع الكثير من العقوبات المفروضة على الجمهورية الإسلامية، في مقابل تقييد أنشطتها النووية وضمان سلمية برنامجها.

وكانت الولايات المتحدة انسحبت بقرار أحادي في عهد ترامب من الاتفاق في 2018، ومن المقرر أن تشارك بشكل غير مباشر في المحادثات.

وطلبت إسرائيل في وقت سابق هذا الشهر من الولايات المتحدة "وقفا فوريا" للمحادثات الجارية في فيينا. وأكد بينيت أن إيران تمارس "ابتزازا نوويا باعتباره احد تكتيكات إجراء المفاوضات، وإنّ الردّ المناسب يكون بوقف المفاوضات فورا واتخاذ خطوات صارمة من قبل الدول العظمى".

وكان مستشار الأمن القومي الإماراتي الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان زار إيران في وقت سابق هذا الشهر، في أول زيارة من نوعها منذ 2016.

وتتطلع الإمارات وإسرائيل إلى جني ثمار التطبيع وتحقيق أرباح سريعة بعد التداعيات الاقتصادية السلبية محليا لأزمة تفشي وباء كوفيد-19، وقد وقعتا اتفاقات في مجال الإعفاء من التأشيرات والسياحة والمال وغيرها.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أعلنت شركة "البيت سيستمز" الإسرائيلية للأسلحة عن فتح فرع لها في الإمارات.

وزار نحو 200 ألف إسرائيلي الإمارات منذ إقامة العلاقات، بحسب القنصل العام لإسرائيل في دبي. وتشارك إسرائيل أيضا في معرض "اكسبو 2020" الذي يعقد في دبي حاليا.