أول مسبار يهبط على الجانب المعتم من القمر بتوقيع الصين

المسبار 'تشانغ اه-4' سيهبط بشكل سلس لأول مرة على الجانب البعيد من القمر، والصين تخطو بثبات ونجاح على طريق برنامجها الفضائي الطموح.
'تشانغ اه-4' يقوم بالمراقبة الفلكية اللاسلكية ومسح التضاريس والسطح

بكين - قالت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) إن الصين أطلقت السبت أول مسبار على الاطلاق للهبوط على الجانب المعتم من القمر في خطوة تعد علامة بارزة على طريق برنامجها الفضائي الطموح.
ومن المتوقع أن يهبط المسبار (تشانغ اه-4) بشكل سلس لأول مرة على الجانب البعيد من القمر وفقا لما ذكرته شينخوا. ووصلت مركبات فضائية إلى الجانب البعيد من القمر من قبل لكن لم يسبق لأي منها الهبوط عليه.
والقمر مقيد بالأرض وفقا لحركة المد والجزر ويدور بنفس المعدل الذي يدور به حول كوكبنا لذا لا يمكن رؤية الجانب البعيد مطلقا من الأرض.
ويمثل تطوير برنامج الفضاء الصيني أولوية للزعماء الصينيين. ودعا الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى أن تؤسس الصين نفسها كقوة في مجال الفضاء.
وقالت شينخوا إن صاروخا ن طراز "لونغ مارش-3 بي" انطلق الساعة 2:23 صباحا (1823 بتوقيت غرينتش الجمعة) حاملا المسبار وكذلك مركبة هبوط ومركبة جوالة من مركز إطلاق الأقمار الصناعية "شيتشانغ" في جنوب غرب الصين.
ونقلت شينخوا عن إدارة الفضاء الوطنية الصينية القول إن مهام المسبار "تشانغ اه-4" تشمل المراقبة الفلكية اللاسلكية ذات التردد المنخفض ومسح التضاريس والسطح وكشف التركيب المعدني وقياس الإشعاع النيوتروني والذرات المحايدة من أجل دراسة البيئة على الجانب البعيد من القمر.
وكان يانغ لي ويه نائب المدير العام للوكالة الصينية للفضاء وأول رائد فضاء صيني قال إن المشروع "لن يستغرق وقتا طويلا" حتى يحصل على الموافقة الرسمية والتمويل.
وتسعى الصين إلى اللحاق بروسيا والولايات المتحدة لتصبح قوة كبرى في الفضاء بحلول عام 2030. وتعتزم تدشين بناء محطة فضاء مأهولة خاصة بها العام المقبل.

وفي حين تصر الصين على أن طموحاتها سلمية بحتة، فإن وزارة الدفاع الأميركية تتهمها بممارسة أنشطة تهدف إلى منع دول أخرى من استخدام معدات متمركزة في الفضاء وقت حدوث أزمة.
ويشمل برنامج الصين الفضائي خطة لتشغيل "محطة فضاء الدولية" في عام 2024، واستكشاف المريخ في عام 2020.
وأصبحت الصين في 2003 ثالث دولة ترسل إنسانا إلى الفضاء بواسطة صاروخها الخاص بعد الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة.
وروجت الصين لخططها لاستكشاف القمر وفي أواخر 2013 وأنجزت أول "هبوط سلس" على القمر منذ 1976 من خلال المركبة شانغ-3 المزودة بمسبار أطلق عليه اسم جيد رابيت.
ورغم التقدم الذي تحرزه في برنامجها الفضائي لأهداف عسكرية وتجارية وعلمية فإن الصين ما زالت متأخرة كثيرا عن القوتين الفضائيتين الأكبر الولايات المتحدة وروسيا.
لكن المهمة قد تضع ضغطا على الولايات المتحدة التي تفتقر لخطة طويلة الأمد للسفر البشري إلى الفضاء.