أول موجة انقراض كبرى من صنع البشر تجتاح الأرض

تقرير للأمم المتحدة بشأن التنوع الحيوي يكشف أن خطر الاندثار يهدد حوالي مليون فصيلة من الحيوانات والنباتات.
وضع التنوع الحيوي لا يقل خطورة عن تداعيات التغير المناخي
فقدان التنوع الحيوي يؤثر على البشر في الغذاء والطاقة والأدوية
سادس موجات الانقراض الواسع النطاق منسوبة للبشر

باريس - أظهرت مسودة تقرير للأمم المتحدة بشأن التنوع الحيوي أن ما يصل إلى مليون فصيلة من الحيوانات والنباتات قد تواجه خطر الانقراض، وهو ما قد يطاول الكثير منها في العقود المقبلة.
ومن المتوقع أن يكون وضع التنوع الحيوي مقلقا بدرجة لا تقل خطورة عن التقديرات المتصلة بالتغير المناخي.
هذا التقرير الواقع في 1800 صفحة والذي يعمل على إنجازه 150 خبيرا من 50 بلدا منذ ثلاث سنوات سيكون مصحوبا بـ"ملخص موجه لصناع القرار" سيخضع للنقاش عبر الإنترنت وستقره البلدان الأعضاء الـ130 في المنتدى، وفق نموذج التقارير الصادرة عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ.
وتظهر مسودة الملخص التي حصلت عليها وكالة فرانس برس والمؤرخة في كانون الثاني/يناير، وجود "أدلة مستقلة" مختلفة "تؤشر إلى تسارع كبير داهم في وتيرة انقراض الأجناس حتى من دون تسارع العوامل (المسببة لهذا الاندثار)".
ومن أصل 8 ملايين فصيلة تم إحصاؤها في العالم (بينها 5,5 ملايين فصيلة من الحشرات)، "هناك ما بين نصف مليون إلى مليون فصيلة ستكون مهددة بالانقراض، بينها الكثير في العقود المقبلة"، بحسب المسودة.

السلاحف الملكية
بعض الأجناس لم يتبق معها إلا أعداد قليلة

وقد تتغير المفردات المستخدمة في التقرير تبعا لما ستريد الحكومات التركيز عليه، غير أن الخلاصات العلمية لن تتغير.
وتتماشى هذه التقديرات مع التحذيرات الكثيرة من علماء يعتبرون أن الأرض على طريق سادس موجات "الانقراض الواسع النطاق" في تاريخها، وهي الأولى المنسوبة للبشر الذين تسببوا بزوال ما لا يقل عن 680 جنسا من الفقاريات منذ خمسة قرون.
ويستند التقرير بجزء منه إلى تحليل لأجناس أجريت بشأنها دراسات كثيرة، خصوصا من الفقاريات، لكن معديه يحذرون من "مكامن الغموض" بشأن أجناس أخرى لا يُعرف عنها الكثير، بما يشمل خصوصا الحشرات.
ولفقدان هذا التنوع الحيوي أثر مباشر على البشر في الغذاء والطاقة والأدوية، إذ يشير النص إلى أن "الفوائد التي ينعم بها البشر من الطبيعة أساسية للوجود وغنى الحياة البشرية على الأرض، وأكثريتها لا يمكن استبدالها تماما".
على سبيل المثال، يعتمد أكثر من ملياري شخص على الحطب في إنتاج الطاقة، ويستخدم أربعة مليارات الحطب الطبيعي فيما تحتاج 75% من المحاصيل الزراعية لتلقيحها من الحشرات.

الفوائد التي ينعم بها البشر من الطبيعة أساسية للوجود وغنى الحياة البشرية على الأرض، وأكثريتها لا يمكن استبدالها تماما

والعامل الأول المسؤول عن هذا الوضع القاتم هو استهلاك الأراضي في الزراعة وقطع الأشجار والمناجم، فضلا عن الاستغلال المباشر للموارد (في الصيد الجوي والبحري مثلا).
وتأتي بعدها عوامل أخرى تشمل التغير المناخي والتلوث والأجناس الغازية، وهي ذو أثر "أدنى نسبيا حتى اليوم" لكنه "إلى تسارعط.
غير أن النص يركز أيضا على الصلات بين هذا التراجع في التنوع الحيوي والتغير المناخي، وهما مساران يتفاقمان جراء العوامل عينها أحيانا، خصوصا النموذج الزراعي في هذا العالم الآخذة أعداد سكانه بالازدياد.
ويشير التقرير إلى أن ثلاثة أرباع المساحات البرية و40 % من البيئة البحرية ونصف المجاري المائية "تضررت بصورة خطرة".
كما أن المناطق الأكثر تضررا هي تلك التي تعيش فيها مجموعات من السكان الأصليين ممن يعتمدون بشكل خاص على الطبيعة أو السكان الفقراء المعرّضون بشدة أصلا لتبعات التغير المناخي.