أيام برتقالية لإخراس صوت العنف ضد النساء

حملة عالمية تحمل شعار "عالم برتقالي: اسمعني أيضا" تنطلق لـ16 يوما بهدف تعبئة المجتمع المدني لرفع الوعي وخلق رأي عام مناهض لكل أشكال العنف الواقع على المرأة ووضع حد لها.
الاغتصاب تكتيك مريع بحق النساء في الحروب والنزاعات
ثلث النساء في العالم يتعرضن للعنف الأسري
العنف سبب رئيسي للعجز والعقم والأمراض الخطيرة

عمان - انطلقت في دول العالم في الخامس والعشرين من نوفمبر/تشرين الثاني، حملة الـ16 يوما بهدف القضاء على العنف ضد المرأة بحلول 2030. 
وتسعى الحملة التي أطلقتها منظمة الأمم المتحدة عام 2009 إلى تعزيز الجهود العالمية الداعية إلى وضع حد للعنف ضد النساء والفتيات، الذي تتضرر منه واحدة من كل ثلاث في جميع أنحاء العالم، وخصصت الأمم المتحدة اللون البرتقالي لونا لحملتها حيث يرمز إلى مستقبل أكثر إشراقا وعالم خال من العنف ضد النساء.
ويعد العنف ضد المرأة وفقا لأبحاث اجتماعية ونفسية، سببا جوهريا للوفاة والعجز للنساء في سن الإنجاب، وطريقا إلى العلل والأمراض الخطيرة كالسرطان.
وتشارك غالبية الدول العربية في الحملة الأممية التي تنتهي في العاشر من ديسمبر/كانون الاول حيث تعد تعبئة المجتمع المدني من خلال الأنشطة التوعوية والمسيرات واللقاءات أمرا ضروريا من أجل تقوية تأثير الحملة.

لا تمتلك نصف النساء المتزوجات او المرتبطات في العالم حرية اتخاذ قراراتهن بشأن العلاقات الجنسية واستخدام وسائل منع الحمل والرعاية الصحية 

وحسب إعلان القضاء على العنف ضد المرأة الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1993، يعرّف العنف ضد المرأة بأنه "أي فعل عنيف تدفع اليه عصبية الجنس ويترتب عنه أو يرجح أن يترتب عليه، أذى أو معاناة للمرأة سواء من الناحية الجسمانية أو الجنسية أو النفسية، بما في ذلك التهديد بأفعال من هذا القبيل أو القسر أو الحرمان التعسفي من الحرية، سواء حدث ذلك في الحياة العامة أو الخاصة."
ويقيم العنف ضد المرأة حاجزا في سبيل تحقيق المساواة والتنمية والسلام واستيفاء الحقوق الإنسانية للمرأة والفتاة، ولا يمكن تحقيق أهداف التنمية المستدامة دون وضع حد للعنف ضد النساء والفتيات.
وتختار الأمم المتحدة كل عام موضوعا جديدا للحملة أو تكمل موضوع العام السابق. وتركز المواضيع على السلام والمساواة ومحاربة العنف.
وكان عنوان حملتي عام 2015 و2016: "من السلام في المنزل إلى السلام في العالم: جعل التعليم آمن للجميع"، وفي العام 2017 كان موضوع الحملة: "لن نخلف أحدًا وراءنا: لينته العنف ضد النساء والفتيات".
وموضوع العام الحالي هو "عالم برتقالي: اسمعني أيضا"، ومثل الإصدارات السابقة نسقت الحملة مجموعة كبيرة من الفعاليات العامة حيث ستضاف لمسة برتقالية على المباني البارزة والمعالم التذكارية للتذكير بالحاجة الماسة إلى مستقبل خالٍ من العنف.
وتتزايد الانتهاكات تجاه النساء في العالم، إذ تتعرض واحدة من كل ثلاث نساء للعنف الجسدي أو الجنسي خلال حياتهن، ويكون في معظم الأحيان من طرف الشريك الزوج أو أحد المقربين.

أيام برتقالية لإخراس صوت العنف ضد النساء
البرتقالي لمستقبل أكثر إشراقا دون عنف

ولا تمتلك نصف النساء المتزوجات او المرتبطات في العالم حرية اتخاذ قراراتهن بشأن العلاقات الجنسية واستخدام وسائل منع الحمل والرعاية الصحية.
ووفقا لإحصائيات منظمة الأمم المتحدة، فإنه يتم تزويج أكثر من 750 مليون فتاة في جميع أنحاء العالم قبل بلوغهن سن الثامنة عشرة، في حين تخضع حوالي 250 مليون امرأة وفتاة لتشويه الأعضاء التناسلية بواسطة الختان.
وقتلت واحدة من كل اثنتين من النساء اللواتي وقعن ضحايا للعنف في جميع أنحاء العالم على أيدي شريكهن أو أسرهن في عام 2012 ؛ بينما قتل واحد فقط من بين 20 رجلًا في ظروف مماثلة.
وتشكل النساء والفتيات 71%  من جميع ضحايا الاتجار بالبشر في العالم، و3 من أصل 4 من هؤلاء النساء والفتيات يتعرضن للاستغلال الجنسي ويعد الاغتصاب تكتيكا مستشريا أثناء الحروب والنزاعات بين الدول.
وإذا كان العنف ضد النساء لا يعرف حدودا أو عمرا أو عرقية أو ثقافة أو دينا، فإنه أيضا يتجاوز كل الأرقام المعلن عنها ويتخطى الإحصائيات والبيانات الصادرة عن المنظمات العالمية المعنية بانتهاكات حقوق الإنسان، فالغالبية العظمى من الحالات لا يبلغ عنها لأسباب كثيرة أهمها الخوف وسطوة العادات والتقاليد وغياب القوانين المنصفة للنساء، وفي كثير من الحوادث تعاني الناجيات من العنف بصمت، لائذات بالألم والعجز واليأس، نازفات بقهر وقلة حيلة وسط انحياز المجتمعات وعاداتها وثقافاتها إلى تهميش معاناة المرأة والتقليل من كينونتها الإنسانية.