أيام قرطاج للفن المعاصر توقد شمعتها الأولى

المهرجان في دورته الأولى والمقام في 'مدينة الثقافة' بتونس يقدم لوحات لفن الخط ومجسمات صغيرة وصورا فوتوغرافية تؤرخ للحرية ومكانة المرأة.

تونس – تنتشر في "مدينة الثقافة" في تونس لوحات لفن الخط ومجسمات صغيرة معبّرة لفنانين يقدمون أعمالهم لأول مرة ضمن معرض مخصص للفن المعاصر وفي محاولة لإطلاق سوق للفن.
وتقول الفنانة التشكيلية صابرين الشاوش والتي تشارك بأعمالها في أيام قرطاج للفن المعاصر في دورته الاولى "لم يكن يوجد في تونس مكان مثل هذا..أن نعمل لسنوات ونصل في النهاية، فهذا يولّد إحساسا حقيقيا بالرضى".
وتضيف الفنانة الشابة التي تلقت عرضا لشراء أحد أعمالها ودعوات من معارض أخرى "ربما يكون هذا انفتاحا نحو العالمية، فبإمكان معارض وأشخاص آخرين متابعتنا".

قرطاج للفن
محاولة لإطلاق سوق الفن

وعرض المئات من الفنانين و17 صالة عرض فنية من تونس وبلدان أخرى منها ليبيا قرابة 200 عمل خلال أيام قرطاج للفن المعاصر بمدينة الثقافة التونسية والتي فتحت أبوابها في آذار/مارس.
ومن القطع المعروضة لوحات فنية بحجم كبير ذات ألوان زاهية، ومنحوتات وصور فوتوغرافية تؤرخ للحرية ومكانة المرأة.
والهدف من مدينة الثقافة تنشيط التظاهرات الفنية وجمع شتى الفنون وجعلها ملتقى للتبادل الثقافي.
ويقول الفنان التونسي خالد بن سليمان والذي يعرض بانتظام أعماله بالخارج "هي تظاهرة تعكس بانوراما جيدة للإبداع في تونس، هي خطوة أولى لجلب جمهور أكبر من الخارج".

قرطاج للفن
انفتاح على العالمية

وتؤكّد العارضة سندة بن خليل بو شرارة "انتظرناها منذ سنوات، هي خطوة أولى".
وسبقت أيام قرطاج للفن المعاصر والتي تتواصل إلى الأحد، أنشطة ثقافية صيفية بهدف التعريف بالفنانين وأعمالهم في مختلف المناطق بالبلاد.
وقال وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين في تصريح خلال حفل الافتتاح "لدينا كل الحظوظ للحصول على اعتراف دولي..وسوق الفن المعاصر".  
والتظاهرة الفنية الواعدة تقام في مدينة الثقافة التي تعد من أبرز المعالم الثقافية في تونس.
بعد أكثر من عشرين عاما بين تأجيل وتعثُّر أُعيدت الروح إلى مشروع مدينة الثقافة في تونس، ليكون قطبا يساهم في إبراز الهوية الثقافية التونسية.
وبالعودة إلى تاريخ المشروع، بدأت فكرة إنشاء الصرح الثقافي مع بداية 1992، لكن أشغال التنفيذ كانت تتعثر باستمرار لأسباب مجهولة، إلى أن شهدت 2006 انطلاقة حقيقة لتنفيذه.

قرطاج للفن المعاصر
تظاهرة تعكس بانوراما جيدة للإبداع في تونس

وقدّر مدير عام إنجاز مدينة الثقافة، محمد الهادي الجويني تكلفة المشروع بحوالي 150 مليون دينار تونسي (نحو 62 مليون دولار).
وأضاف الجويني أن "إنشاء المدينة بمثابة تحقيق حلم 60 سنة، فمنذ الاستقلال (1956) لم تبنِ تونس مسرحا كبيرا للأعمال الفنية العملاقة".
ولفت إلى أن تونس لديها فقط "مسرح قرطاج الأثري" المبني في العهد الروماني، والثاني "المسرح البلدي" المُشيّد نهاية القرن 19 في عهد الاستعمار الفرنسي (1881-1956).
أوضح الجويني أن هذا المشروع الضخم يعدّ من أكبر المشاريع الوطنية، وسيهتم بالمبدعين التونسيين داخل العاصمة وخارجها.
واستطرد قائلا "يضم دار أوبرا تحوي ألفا و800 مقعد، ومسارح، وقاعات سينما، ومتحف حضاري، يستعرض حضارات تونس منذ 3 آلاف سنة، وبرج تجاري عملاق يمكن من خلاله مشاهدة تونس وضواحيها".
ولفت الجويني إلى أن مركز تونس للاستثمار الثقافي سيتولى مهمة تطوير الصناعات الثقافية داخل المدينة، مؤكدا إنشاء دائرة من أجل التركيز على الصناعات ذات البعد الثقافي الترويجي.
وجرى تخصيص 7 استديوهات للفنانين والمبدعين التونسيين لتحضير أعمالهم الفنية وعرضها في قاعات المدينة الثقافية، بحسب مدير عام إنجاز المشروع.
وأشار الجويني إلى أن المشروع يشمل المجالات التجارية والاقتصادية والتنموية والسياحية، وتولت سلطة الإشراف دعم المدينة ماديا.