أين برلمانك يا قطر؟

لا تعرف قطر أن الأشياء الزائفة تنقضي سريعا ويعود الناس إلى الحقيقة.

مرة أخرى تقوم دولة قطر باستعراض ديبلوماسي أمام العالم وتستضيف مؤتمرا للاتحاد العالمي للبرلمانات، وهي لا تملك برلمانا، ولا عجب، فهي سوف تستضيف أولمبياد 2022 وشعبها لا يمارس الرياضة ولا يحضر مباريات وربع نسائها يعانين من فقر الدم، هذا بالإضافة إلى النسبة المرتفعة للسمنة بين الأطفال القطريين، وربما تستضيف مؤتمرا لحقوق الانسان وهي التي توفى في ديارها آلاف العمال.

هل تعرف قطر أن البرلمان هو صوت الشعب الذي يقف في وجه السلطة التنفيذية وعلى رأسها الحاكم، ولو كان لدى قطر برلمان فعلي لكف يدها عن التخريب في بلاد العرب، وكف يدها عن النفي وسحب جنسيات أبنائها من العرب الأقحاح الذين عاشوا قبل الحكام في أرض قطر، وهم قبيلة المرة الذين يضرب بهم المثل في النخوة والمروءة والعروبة الصادقة. أما القطريون من بلاد فارس فهم معززون مكرمون في قطر ويسيطرون على أسواقها وتجارة الذهب فيها.

لا تعرف قطر أن الأشياء الزائفة تنقضي سريعا ويعود الناس إلى الحقيقة، ومهما استضافت من فعاليات فإنها معروفة عالميا بأنها لا تقيم وزنا لجيرانها العرب ولا لشعبها وهي لا تهتم حتى بإنشاء برلمان لتعرف رأي الشارع القطري. من المؤكد أن العرب في قطر يريدون أن يخرجوا من القمقم الذي وضعوا فيه عنوة ويريدون أن يختلطوا بجيرانهم وأقربائهم في دول الجوار، ولو كان لهم برلمان لاشتكوا ورفضوا الواقع الذي فرض عليهم فرضا. هل يعقل أن الشعب القطري راض عن القطيعة بينه وبين امتداده الاجتماعي في دول الخليج؟ هل يعقل أن تقاطع أربع دول قطر دون سبب وجيه يتعلق بسلامتها وسلامة شعوبها؟ هل هناك إحصائيات لعدد العرب الذين قتلوا بسبب سياسات قطر؟ إن صفة التناقض ارتبطت باسم قطر ولا يعرف أحد على وجه التحديد هل تتصرف من تلقاء نفسها أم أن التحركات تملى عليها إملاء من الخارج. ولماذا هذا التحالف مع ايران وهي تعلم أن إيران تتأهب لتقتنص أية فرصة للهيمنة على دول الجوار العربية؟

لا يمكن لقطر أن تنشئ برلمانا منتخبا لأن فيه خطورة شديدة، لأن الرجال والنساء المنتخبين سيقولون الحقيقة، وسوف يسألون مائة سؤال عن سياسات دولتهم وبناء على رغبة من تجري، ولمصلحة من تعادي دول الجوار وتعمل ضدهم في الخفاء. وهذه أسئلة لن يستطيع أحد الإجابة عنها، لأن كل السياسات تنفذ برغبة رجل واحد أو اثنين وليس الشعب القطري. وحري بالدول المجتمعة أن تسأل "أين برلمانك يا قطر؟"