أُمْسِية بَارِدَة لبنت السراة

فاطمة عبدالله بن رافعة تكبت عن مشاعر كل امرأة فقدت دفء العلاقة الروحية والرومانسية الحميمة التي يُبينها الرجل لها طيلة وجوده في حياتها.
قلبٌ يملأه الصقيع، وكأن الحياة فقدت معناها في لحظة أو في أُمْسِية بَارِدَة
كانت فوضاي التي عشتها تلك الليلة وحُسِمت نتيجتها قُبيل الفجر لصالحي

بيروت ـ ترتبط الكتابة بالألم الذي يحيل إلى الآخر من حيث الغياب في المجموعة القصصية المعنونة «أُمْسِية بَارِدَة» للكاتبة فاطمة عبدالله بن رافعة "بنت السراة"، فالمكتوب هنا يُمثل غياب المعشوق؛ وحكاية المرأة العاشقة في النص قد انتهت بخيبة كبيرة، وخاتمة حزينة، وقلبٌ يملأه الصقيع، وكأن الحياة فقدت معناها في لحظة أو في «أُمْسِية بَارِدَة» تُعبّر فيها "بنت السراة" عن مشاعر كل (امرأة) فقدت دفء العلاقة الروحية والرومانسية الحميمة التي يُبينها (الرجل) لها طيلة وجوده في حياتها، وما يتولد من فقدها من إحساس بالضياع والوحدة والفراغ.
في القصة المعنونة «أُمْسِية بَارِدَة» نقرأ: "... حجرة نومي ما زالت باردة رغم إغلاقي جهاز التكييف.. أغطيتي كالثلج، وقلبي صقيع.. كيف أنام في سرير كان يحتله اثنان؟ بعناد ألقيت بالوسادة الأخرى على الأرض، وتوسطت السرير.. يجب أن اعتاد على أن تكون كل هذه المساحة لشخص واحد، كل يوم أقول هذا الكلام، لكنني اليوم أقرر: هذه المساحة فقط... لشخص واحد، وعقل واحد، ويدين.. لِم الضحك على العقل؟.. منذ البداية كانت فقط.. يدان...".
قدمت الكاتبة لكتابها بـ (كلمة) تقول فيها: كنت قد تساءلت بعد ليلة خانقة بالرطوبة وأنا أنظر إلى الفوضى التي خلفتها من خلال بحثي عن قصة قصيرة كتبتها في ليلة تشبه ليلتي هذه: وماذا بعد؟ كتبت ونشرت، كتبت ونشرت ثم... ما أنا الآن؟ وماذا بعد ذلك؟
كانت فوضاي التي عشتها تلك الليلة وحُسِمت نتيجتها قُبيل الفجر لصالحي: «مجموعة قصصية»، عبارة عن مختزنات في قاع النفس أطلت بثقلها على السطح: مشاعر متشابكة ومواقف متداخلة وصور جرتها على ذاكرتي بعض الأحداث القصصية التي تلبستني وعشتها حتى النخاع لأيام.
ورق، ورق، ورق في كل مكان... وفوضى مرئية قوامها تقني: أقراص مضغوطة، وذاكرات صغيرة وكبيرة الحجم حشوتُ بها أغلب ما كتبت، وكلما نسيت مكان أحد الأقراص المضغوطة أو الذاكرة ابتعت غيرها وخزنت لحظتي أو أيامي تلك، إلى أن وجدت عندي مخزوناً هائلاً من كتاباتي، أخرجته ليلتي تلك.. أغلبها قصص قصيرة ومقالات وتأملات كنت أنشر بعضها أسبوعيّاً في جريدة البلاد تحت عنوان «نقوش على الجدار»، ثم على الشبكة العنكبوتية في منتديات ثقافية جادة، والتي أرى أنّها أفضل بكثير من الصحف الورقية حيث تتاح لك ولغيرك قراءة أعمالك في كل وقت. والجميل حين تجد من ينقدك النقد البنّاء الذي يُحفزك لتقديم الأجود والأجمل".
يضم الكتاب - الصادر عن الدار العربية للعلوم ناشرون في 180 صفحة - عدداً من القصص القصيرة فضلاً عن كلمة للمؤلفة و"دراسة النقّاد والأدباء وتعليقهم على قصص المجموعة ومن عناوين القصص نذكر: "حوار من نوع آخر"، "لم يعد بالإمكان"، "غَالِب"، "لا يدق"، "دوائر التعب"، "نظرة بيضاء"، "فقط"، "أمسية باردة"، (...) وعناوين أخرى.