إبراهيم غالي يستجدي زيارة رسمية روسيا أقرب إلى المستحيل

زعيم جبهة "بوليساريو" الانفصالية يمنّي النفس بإقامة علاقات مع موسكو، في وقت تعتبر روسيا المغرب شريكا مهمّا وتنسّق معه في عديد القضايا الإقليمية.

الرباط - انتهز إبراهيم غالي زعيم جبهة 'بوليساريو' الانفصالية مقابلة إعلامية مع وكالة الأنباء الروسية 'سبوتنيك' لإبداء رغبته في تأدية زيارة رسمية إلى موسكو، فيما يكشف هذا الطلب، الأقرب إلى الاستجداء، مساعي قائد الانفصاليين لإيجاد حلول لعزلته الدولية وانفضاض أغلب داعميه من حوله بعد أن باتت عديد الدول مقتنعة بأن الجبهة الانفصالية تشكل خطرا على استقرار المنطقة في ظل ممارساتها العدائية وتحمّلها مسؤولية إطالة أمد النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.

وبرر غالي في حواره مع الوكالة الروسية تودّده إلى موسكو برغبته في إقامة علاقات بين الجبهة الانفصالية وروسيا، فيما يبدو أنه يراهن على اصطفاف الجزائر داعمته الرئيسية مع روسيا.

ونقل موقع 'مدار 21' عن محمد سالم عبدالفتاح، الباحث في شؤون الصحراء ورئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان إن "استهداف العناصر القيادية الانفصالية لموسكو من أجل تنظيم زيارات يأتي بحكم اهتمامها بملف الصحراء المغربية"، لافتا إلى أن "روسيا تتمتع بحق النقض والعضوية الدائمة لمجلس الأمن".

واستدرك أن "روسيا وإن كانت تمتنع عن التصويت إزاء بعض القرارات ذات الصلة بملف قضية الصحراء المغربية إلا أنها لا تعترض على فحوى القرارات التي تشيد بالمبادرة المغربية للحكم الذاتي كما ورد على لسان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في أكثر من مناسبة، لكنها تعترض على ما تصفه بـ"المقاربة غير التشاركية" التي تهم إعداد الولايات المتحدة لقرارات مجلس الأمن المتعلقة بالملف".

وأوضح أن "روسيا تعترف عمليا بالسيادة المغربية على الصحراء"، لافتا إلى أن ذلك يتجسد من خلال عديد الشراكات الاقتصادية التي تربطها مع الرباط.

وتابع أن "موسكو أعلنت عن تأييدها لكافة قرارات مجلس الأمن بشأن الصحراء المغربية"، مضيفا أن روسيا رفضت توجيه دعوة إلى الجبهة الانفصالية لحضور القمة الروسية الأفريقية التي احتضنتها موسكو في يوليو/تموز الماضي، ما يقيم الدليل على عدم اعترافها بالكيان غير الشرعي.

وبيّن أن "روسيا التي تعاني من عديد الأزمات المرتبطة بقضايا إقليمية تحرص على رفض الطروحات الانفصالية ودعم الوحدة الترابية للدول والتمسك بمبدأ سيادتها ووحدتها". وزاد أن "موسكو في حال استجابت لطلب غالي بزيارتها فإنها ستقتصر على لقاءات روتينية"، ما يؤشر على أنها لن تكتسي أي بعد رسمي.

وأُصيب غالي بخيبة كبرى بعد أن نفت إيرلندا أن تكون زيارته التي أداها منذ نحو أسبوعين إلى دبلن رسمية، مفندة بذلك المزاعم الجزائرية.

وتشهد العلاقات المغربية الروسية تطوّرا مهما ويتبادل البلدان الزيارات الدبلوماسية بشكل دوري، فيما تعتبر موسكو الرباط شريكا تجاريا مهما ويشمل التعاون الثنائي العديد من القطاعات من بينها الطاقة والصناعة والزراعة.

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من أبرز المشاركين في منتدى التعاون العربي الروسي الذي احتضنته مراكش في ديسمبر/كانون الأول وجمعته لقاءات مع كبار المسؤولين المغاربية يتقدمهم وزير الخارجية ناصر بوريطة.

وصرح لافروف حينها بأن "روسيا تعتبر المغرب شريكا هاما يمكنها التعاون معه لحل القضايا"، مشيدا بالدور الذي تلعبه المملكة في حل مشاكل القارة الأفريقية.