إخفاق تركي في الحفاظ على الهدنة يدفع ثمنه السوريون

مقتل سبعة مدنيين جراء غارات روسية من جهة وقصف للفصائل الجهادية والمعارضة من جهة ثانية وسط تصاعد للعنف في منطقة خفض التوتر.

دمشق - تسبب الإخفاق التركي في الحفاظ على الهدنة في شمال غرب سوريا في تداعيات خطيرة على حياة وامن السوريين القاطنين في منطقة خفض التوتر.

وقتل سبعة مدنيين على الأقل الثلاثاء في شمال غرب سوريا جراء غارات روسية من جهة وقصف للفصائل الجهادية والمعارضة من جهة ثانية، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان، غداة استئناف دمشق عملياتها العسكرية.

وأحصى المرصد مقتل أربعة مدنيين على الأقل وإصابة ثلاثة آخرين بجروح جراء غارات نفذتها طائرات روسية على مدينة خان شيخون في ريف إدلب الجنوبي.

كما تسببت قذائف صاروخية أطلقتها الفصائل على قريتين في ريف حماة الشمالي المجاور لإدلب، بمقتل ثلاثة مدنيين بينهم طفلة، وفق المرصد.

وتعرضت مناطق عدة في إدلب ومحيطها الثلاثاء لغارات سورية وأخرى روسية تركزت خصوصاً على ريفي إدلب الجنوبي وحماة الشمالي.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن وتيرة القصف السوري والروسي الثلاثاء أقل مما كانت عليه الإثنين.

واستأنف الجيش السوري الإثنين عملياته القتالية في إدلب ومحيطها، بعد اتهامه "المجموعات الإرهابية المسلحة المدعومة من تركيا" برفض "الالتزام بوقف إطلاق النار"، وبقصف قاعدة حميميم في محافظة اللاذقية (غرب) المجاورة لإدلب، والتي تتخذها روسيا مقراً لقواتها الجوية.

وقتل أربعة مدنيين جراء قصف سوري بالبراميل المتفجرة الإثنين على بلدة مورك في ريف حماة الشمالي، وفق المرصد.

ويري مراقبون ان أنقرة تتحمل تبعات الدم السوري نظرا لعدم قدرتها على دفع الفصائل المتشددة على الالتزام بالهدنة.

ويشير قرار النظام السوري باستئناف الهجمات في ادلب الى فشل ذريع للجهود التركية التي أقامت نحو 12 نقطة مراقبة في المنطقة المشمولة باتفاق خفض التصعيد.

القتال في ادلب
تركيا فشلت في اقناع الفصائل المتشددة سحب اسلحتها الثقيلة

واخفقت تلك الجهود في دفع الفصائل الإسلامية المتشددة ومنها هيئة تحرير الشام وبعضها مدعوم من أنقرة أو لها ارتباطات سريّة، للانسحاب من المنطقة بأسلحتها الثقيلة وبالتالي فشلت انقرة في الحفاظ على الهدنة الهشة أصلا.

وتسيطر هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) على المنطقة. وتتواجد فيها فصائل اسلامية ومعارضة أقل نفوذاً.

وجاء استئناف الغارات السورية والروسية بعد سريان اتفاق لوقف اطلاق النار منذ ليل الخميس الجمعة، أعلنت دمشق موافقتها عليه، مشترطة على الفصائل تنفيذ مضمون اتفاق سوتشي الذي توصلت اليه تركيا وروسيا في أيلول/سبتمبر ونص على إقامة منطقة منزوعة السلاح. وغابت بموجب الهدنة الطائرات الحربية عن أجواء إدلب بينما استمرت الخروقات عبر القصف الصاروخي والمدفعي.

وشهدت محافظة إدلب ومحيطها هدوءاً بموجب الاتفاق الروسي التركي، قبل أن تتعرض منذ نهاية نيسان/أبريل، لقصف شبه يومي من طائرات سورية وأخرى روسية، لم يستثن المستشفيات والمدارس والأسواق. كما دارت اشتباكات عنيفة تركزت في ريف حماة الشمالي بين قوات النظام من جهة وهيئة تحرير الشام وفصائل أخرى من جهة ثانية.

وتسبّب التصعيد بمقتل أكثر من 790 مدنياً خلال ثلاثة أشهر. كما قُتل أكثر من ألف مقاتل من الفصائل، مقابل أكثر من 900 عنصر من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، وفق المرصد.

وأحصت الأمم المتحدة فرار أكثر من 400 ألف شخص جراء التصعيد. وأفادت عن 39 هجوماً ضد منشآت صحية وطواقم طبية، كما تضررت خمسون مدرسة على الأقل جراء القصف، منددة بما وصفته بـ"اللامبالاة الدولية" مع استمرار القصف.