إخوان ليبيا يحشدون للحرب دفاعا عن الاتفاقيات مع تركيا

أسامة الجويلي وعدد من قيادات الاخوان المسلمين يهاجمون بشدة طلب اللجنة العسكرية 5+5 إلغاء الاتفاقيات السابقة مع تركيا وسحب جميع القوات الأجنبية وعلى رأسها القوات التركية والآلاف من مرتزقتها السوريين.
أسامة الجويلي: فلتكن الحرب والسلام على من اتبع الهدى
آمر غرفة عملية البركان يرفض المساس بالاتفاقيات السابقة مع تركيا
قناة التناصح التابعة لمفتي ليبيا المعزول تقود من اسطنبول حملة ضد لجنة 5+5
قيادي اخواني يتوعد الدبيبة بالحرب في حال المساس بالاتفاقيات مع تركيا
المشري وقائد الجيش الليبي لا يعتبران القوات التركية قوات أجنبية

طرابلس - صدرت تصريحات عن بعض قيادات في جماعة الإخوان المسلمين الليبية أو من الموالين لها ممن لهم دور وازن وتأثير قوي كونهم كانوا من أمراء الحرب التي أطاحت بنظام معمر القذافي، تشجع كلها على العودة للاحتكام للسلاح، بينما يكابد رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة لإنجاح المرحلة الانتقالية وإتمام الانتخابات العامة التشريعية والرئاسية في الرابع والعشرين من ديسمبر/كانون الأول 2021. 

وغير بعيد عن سياقات شحذ السكاكين والتحريض لم يستبعد أسامة الجويلي القائد العام السابق لمجلس الزنتان العسكري وآمر غرفة العمليات المشتركة بالمنطقة الغربية في عملية بركان الغضب، اندلاع حرب جديدة، في تصريحات تتزامن مع حملة ممنهجة لقيادات اخوانية على قناة 'التناصح' التابعة لمفتي ليبيا المعزول الصادق الغرياني المقيم في تركيا  والذي يعتبر الأب الروحي للإخوان، تصب في الاتجاه نفسه.

وقال الجويلي المقرب من جماعة الإخوان المسلمين في بيان نشره المركز الإعلامي لعملية بركان الغضب عبر صفحته بتويتر "هنالك إشارات متكررة لاحتمال اندلاع الحرب مجددا"، موضحا أنه "إذا كان هناك طرف لا يزال يرى أن الحرب هي خياره المفضل، فلتكن الحرب والسلام على من اتبع الهدى".

ورفض "بشدة طلب لجنة 5+5 تجميد الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي أبرمتها الحكومة الشرعية السابقة"، في إشارة إلى الاتفاقيات التي وقعتها حكومة الوفاق الليبية بقيادة فايز السراج مع تركيا والتي كان فيها الجويلي رأس الحربة في مواجهة الهجوم الذي أطلقته قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر.

وتابع "‏الاتفاقية مع تركيا جاءت بناء على طلب حكومة معترف بها دوليا للمساعدة في صد العدوان على طرابلس أما روسيا والدول الأخرى الموجودة على الأرض لا تقر بأي اتفاقية مع ليبيا".

وأعاد الناطق باسم الجيش الليبي محمد قنونو، نشر تصريحات الجويلي الخاصة باحتمالية الحرب، على حسابه بتويتر، معلقا "وإن عدتم عدنا".

والسبت طالبت اللجنة العسكرية 5+5، المجلس الرئاسي الليبي بتجميد الاتفاقيات الدولية، ومذكرات التفاهم المبرمة مع أي دولة كانت.

واللجنة جزء من مسار سياسي أفضى في نهايته لولادة سلطة تنفيذية جديدة تشمل حكومة وحدة وطنية بقيادة عبدالحميد الدبيبة ومجلسا رئاسيا بقيادة الدبلوماسي السابق محمد المنفي.

وعلى إثر ذلك طالب المجلس الأعلى للدولة الليبي الذي يراسه القيادي الاخواني خالد المشري الأحد الماضي اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 بضرورة "النأي بنفسها" عن الحديث في الشأن السياسي والاتفاقيات الدولية بالبلاد.

وتضم اللجنة العسكرية المشتركة 5 أعضاء من الحكومة، المعترف بها دوليا و5 من طرف قوات شرق ليبيا.

وتختص اللجنة بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في 23 أكتوبر/تشرين الأول بمدينة جنيف السويسرية الذي ينص على فتح الطريق الساحلي (مصراتة - سرت) وإزالة الألغام وسحب المرتزقة والقوات الأجنبية من البلاد.

وسبق تصريحات الجويلي حملة تحريض على قناة 'التناصح' التي تبث من اسطنبول والتابعة لمفتي ليبيا المعزول الصادق الغرياني والذي يقدم نفسه أبا روحيا لجماعة الإخوان المسلمين، تهاجم شخصيات ليبية وتوجه رسائل تحذير للدبيبة من التراجع عن الاتفاقيات مع تركيا التي وقعتها مع حكومة الوفاق السابقة.

وبلغت الحملة ذروتها مع تهديد قيادي بارز في جماعة الاخوان المسلمين الدبيبة بحرب جديدة في حال المساس بتلك الاتفاقيات، مهاجما في الوقت ذاته لجنة خمسة زايد خمسة (5+5) التي طالبت بسحب جميع القوات الأجنبية وآلاف المرتزقة ومن ضمنها القوات التركية ومرتزقتها من الميليشيات السورية المتطرفة الذين نقلتهم أنقرة إلى ليبيا في 2019 للقتال مع ميليشيات الوفاق.

وفي تصريحات لبرنامج "بين السطور" على قناة التناصح التابعة للغرياني قال عضو المؤتمر العام السابق عن حزب العدالة والبناء محمود عبدالعزيز "إياكم يا عبدالحميد الدبيبة والمجلس الرئاسي أن تمسوا الاتفاقية مع تركيا، قسما بالله ستكون ثورة جديدة و17 فبراير جديدة، لا يمكن أن تساوي المعتدي والمعتدى عليه، نحن نريد الصلح ولكن قولوا هذا ظالم وهذا مظلوم".

وكان يشير للاتفاقية الأمنية والعسكرية التي أباحت لتركيا التدخل عسكريا في ليبيا دعما لقوات وميليشيات الوفاق في 2019 في مواجهة هجوم شنه الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر على طرابلس.

وأتاح التدخل العسكري التركي وقف الهجوم وأجبر قوات حفتر على التراجع خاصة عبر استقدام أنقرة عشرات الآلاف من المرتزقة السوريين ممن جندتهم من ميليشيات سورية متطرفة موالية لها. كما دعمت تركيا قوات الوفاق بأسلحة ثقيلة وبطائرات مسيرة كانت حاسمة في معركة.

وكانت القيادة العامة للجيش الليبي في الشرق قد شددت على ضرورة سحب القوات التركية من ليبيا كخطوة ضمن تعزيز المصالحة الوطنية وإنجاح مسار الانتقال الديمقراطي وصولا إلى إجراء انتخابات عامة تشريعية ورئاسية في ديسمبر 2021.

كما تجري بموازاة ذلك رغم خلافات معلنة بين شرق وغرب ليبيا، اجتماعات للجنة العسكرية 5+5 أو لجنة العشرة والتي تضم خمسة عسكريين عن القيادة العامة للجيش الليبي وخمسة عن المجلس الرئاسي الليبي لاستكمال خطوات المصالحة الوطنية والترتيبات الأمنية.

وهاجم القيادي الاخواني بشدة رئيس البرلمان المستشار عقيلة صالح وأعضاء اللجنة العسكرية الممثلين لشرق البلاد كما شن هجوما عنيفا على حفتر ووصفه بالمتمرد.

واتهم عقيلة صالح بأنه "شريك، بل هو من أعطى الأوامر بصفته القائد الأعلى حسب موقعه لأنه القائد الأعلى، بالهجوم على طرابلس وانتهاك حرماتنا وقتل أبنائنا ودمار بيوتنا وقتل 1600 شاب من شباب البركان وهجوم على حكومة الوفاق الوطني في ذلك الوقت، الذي هو منتج من منتجات الصخيرات ولكن هذه الخيانة ونقض العهود. وبعدها يقول حتحات على ما فات وإن الهجوم على طرابلس كان خطأ والسذج والغافلون الذين يتحولون إلى مغفلين يقبلون، لا يوجد بهم شخص قال لا أنت قلت إن العاصمة مخطوفة ومغتصبة".

وقال "على أهلنا في المنطقة الشرقية أن يعلوا صوتهم ويبينوا الحق وأن يخرجوا ويقولوا هؤلاء لا يمثلوننا، ما دام عقيلة صالح يخرج ويتكلم هو للأسف يخرج لا يتكلم باسم ليبيا بل يتكلم باسم برقة وأعرف أنه لا يمثل برقة".