إدلب قاب قوسين أو أدنى من سيطرة النظام السوري

الجيش السوري بات على بعد أربعة كيلومترات من خان شيخون من جهة الغرب، ولم تعد يفصله عن المدينة إلا أراض زراعية.

إدلب (سوريا) - بعد أكثر من ثلاثة أشهر على تصعيد قصفها على مناطق في شمال غرب سوريا، تعمل قوات النظام بغطاء جوي روسي على التقدم ميدانياً داخل محافظة إدلب للسيطرة على مدينة خان شيخون الاستراتيجية في ريفها الجنوبي.

وفيما تحدثت دمشق ومصادر أخرى عن تقدم ميداني، ذكرت مصادر بالمعارضة المسلحة والمرصد السوري لحقوق الإنسان أن المعارضة أسقطت طائرة حربية تابعة للحكومة السورية في محافظ إدلب اليوم الأربعاء مع تضييق القوات الحكومية التي تدعمها روسيا الخناق على بلدة ذات أهمية إستراتيجية.

وقال المرصد الذي يراقب الحرب من مقره في بريطانيا إن الطيار الذي قفز من الطائرة وقع في الأسر. ولم تأت وسائل الإعلام الحكومية السورية على ذكر واقعة من هذا القبيل.

وأفادت هيئة تحرير الشام الإسلامية المتشددة بأن مقاتليها أسقطوا طائرة حربية من طراز سوخوي-22 كانت قد أقلعت من قاعدة جوية بمحافظة حمص.

وسقطت الطائرة قرب خان شيخون وهي بلدة تسيطر عليها المعارضة وتعرضت لهجوم بغاز السارين في 2017 وتواجه حاليا هجوما حكوميا تسانده روسيا.

وتتعرض محافظة إدلب وأجزاء من محافظات مجاورة منذ 30 نيسان/أبريل لتصعيد في القصف من قبل الجيش السوري وحليفته روسيا. وتكثّف قوات النظام منذ نحو أسبوع عملياتها القتالية في ريف إدلب الجنوبي، بعدما اقتصرت غالبية الاشتباكات على ريف حماة الشمالي المجاور منذ بدء التصعيد.

ويحاول الجيش السوري التقدّم إلى مدينة خان شيخون، كبرى مدن ريف إدلب الجنوبي بعد تعرضها لقصف جوي كثيف منذ بدء التصعيد، لم يستثن الأحياء السكنية ولا المرافق الخدمية، وتسبب بنزوح غالبية سكانها تدريجياً.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن إن قوات النظام "باتت الأربعاء على بعد أربعة كيلومترات من خان شيخون من جهة الغرب، ولم تعد تفصلها عن المدينة إلا أراض زراعية".

وفي المنطقة الواقعة شرق خان شيخون، تدور الأربعاء معارك عنيفة بين قوات النظام من جهة وهيئة تحرير الشام والفصائل المعارضة من جهة ثانية، بينما تحاول قوات النظام السيطرة على تلة استراتيجية تقع على بعد نحو ستة كيلومترات من المدينة.

وقال عبدالرحمن إن المدينة "أصبحت عملياً بين فكي كماشة من جهتي الشرق والغرب".

وتمكنت قوات النظام الأربعاء من السيطرة على خمسة قرى غرب خان شيخون، قريبة من بلدة الهبيط التي سيطرت عليها الأحد بعد معارك شرسة ضد هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) وفصائل إسلامية ومعارضة.

وأوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" أن السيطرة على هذه القرى تمّت "بعد القضاء على آخر تجمعات إرهابيي تنظيم جبهة النصرة والمجموعات التي تتبع لهم فيها".

وتتزامن المعارك مع قصف كثيف وغارات سورية وأخرى روسية على ريف إدلب الجنوبي، حيث قتل مدني في قرية معرة حرمة جراء غارة روسية.

وتسببت الغارات والمعارك بحركة نزوح واسعة من المناطق التي لا تزال تضم مدنيين.

وقال شهود عيان إن عشرات السيارات والحافلات المحملة بالسكان وحاجياتهم توجهت من المنطقة الجنوبية باتجاه مناطق الشمال التي لا يشملها التصعيد.

وقرب مدينة سرمدا شمالاً، قال أبو أحمد (55 عاماً) الذي فرّ مع عائلته من مدينة معرة النعمان "الطيران يقصف والمدفعية تقصف.. والحالة سيئة جداً".

وتابع بحسرة "نريد النجاة بأرواحنا.. تركنا الغنم وتركنا بيوتنا وهربنا" بعدما طال القصف في الأيام الأخيرة المدينة.