إذا كنت من عشاق القهوة فأسلافك هم السبب

دراسة أميركية حديثة تحدد لأول مرة سبب الرغبة في تناول المشروبات المنبهة الذي لا يرتبط أبدا بحاسة التذوق.
وراثة ترتبط بالمكونات ذات التأثير النفسي لهذه المشروبات
الناس يرتاحون لتأثير القهوة على حالتهم النفسية فيقبلون على تناولها

لندن - أوضح باحثون أميركيون لأول مرة سبب الرغبة في تناول المشروبات المنبهة وتفضيل نوع على آخر في دراسة جديدة نشرت في دورية "علم الوراثة الجزيئية البشرية" العلمية.
توصلت الدراسة إلى أن الرغبة في تناول المنبهات ومنها القهوة لا ترتبط أبدا بحاسة التذوق، وإنما تحددها طفرات جينية تتعلق بردود الفعل المختلفة تجاه المشروبات المنشطة.
وربط الباحثون نتيجة الدراسة بقدرة بعض الأشخاص على تناول القهوة قبل النوم، دون أن يتأثر نومهم بعمق، في حين لا يستطيع آخرون القيام بذلك.
وكشف أول اختبار للجين المرتبط بالمشروبات المرة والحلوة، أن الرغبة والتفضيل والاختيار بين مشروب وآخر تتم في الدماغ وليس لها علاقة بحاسة التذوق. 
ووفقا لموقع "روسيا اليوم" قامت الدكتورة مارلين كورنيليس وزملاؤها بتحديد الحمض النووي الكامل لنحو 336 ألف مشارك، من البنك الحيوي البريطاني، في دراسة استقصائية طويلة الأمد تتابع صحة زهاء نصف مليون بريطاني.

القهوة
الدراسة تفسر لماذا نفضل مشروبا دون آخر

وتوصل فريق البحث إلى أن الرغبة في شرب القهوة أو المشروبات الكحولية والحلوة، لا تعتمد على المتغيرات الجينية المرتبطة بالتذوق، بل ترتبط بخصائص "التأثير النفسي" الجينية، حيث تؤثر المواد الكيميائية، مثل الكافيين في القهوة، على الجهاز العصبي المركزي، ما يؤدي إلى تغييرات مؤقتة في الإدراك والحالة المزاجية والوعي والسلوك.
وأوضحت الدكتورة كورنيليس، الأستاذة المساعدة في الطب الوقائي بجامعة نورث وسترن في شيكاغو: "إن الوراثة المؤثرة على اختياراتنا ترتبط بالمكونات ذات التأثير النفسي لهذه المشروبات. يرتاح الناس لتأثير القهوة والكحول على حالتهم النفسية، لذا يقبلون على تناولها والأمر لا يتعلق بالمذاق".
ويأمل الباحثون أن تشكل نتائج هذه الدراسة فرصة جديدة للعلماء لمكافحة الإدمان، خاصة وأن الدراسة تدعم فهم العلاقة بين الوراثة واستهلاك المنبهات وتحدد مكونات مكافأة السلوك المهمة لاختيار المشروبات.