تيك توك يجمع واشنطن وبكين على طاولة مفاوضات الحسم

الرئيس دونالد ترامب يعلن عن انطلاق محادثات رسمية بشأن صفقة بيع التطبيق مطلع الأسبوع، مشيراً إلى وجود اتفاق مبدئي 'إلى حد كبير'، وسط ضغوط قانونية واشتراطات صينية صارمة تتعلق بتصدير التكنولوجيا.

واشنطن - أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجمعة أن الولايات المتحدة ستبدأ محادثات رسمية مع الصين في بداية الأسبوع الحالي حول صفقة تيك توك، مؤكداً أن بلاده تملك "إلى حد كبير" اتفاقاً لبيع التطبيق الشهير.

وأشار ترامب إلى أن المحادثات ستبدأ الاثنين أو الثلاثاء، وقد تشمل الرئيس الصيني شي جين بينغ أو أحد ممثليه. 

وقال خلال حديثه مع الصحفيين على متن طائرة الرئاسة "أعتقد أننا سنبدأ يوم الاثنين أو الثلاثاء التحدث إلى الصين، ربما الرئيس شي أو أحد ممثليه، ولكن لدينا صفقة إلى حد كبير".

تأتي هذه المحادثات بعد أن مدد ترامب في يونيو/حزيران الماضي الموعد النهائي لشركة بايت دانس لبيع أصول تيك توك الأمريكية إلى السابع عشر من سبتمبر، في التمديد الثالث منذ توليه المنصب في يناير.

كانت صفقة محتملة قد تعطلت هذا الربيع بعد أن أوضحت الصين أنها لن توافق على الاتفاق عقب إعلان ترامب فرض رسوم جمركية مرتفعة على السلع الصينية. 

وقال ترامب إن الولايات المتحدة ستحتاج على الأرجح إلى الحصول على موافقة الصين على أي صفقة.

وعندما سُئل عن مدى ثقته في موافقة الصين على الصفقة، أجاب ترامب "لست واثقاً من ذلك، لكنني أعتقد أن هذا سيحدث. تجمعني أنا والرئيس شي علاقة رائعة، وأعتقد أن الصفقة جيدة لهم وجيدة لنا".

تجمعني أنا والرئيس شي علاقة رائعة

وكان ترامب قد كشف في نهاية الشهر الماضي عن وجود "مجموعة من الأشخاص الأثرياء جداً" مستعدين لشراء تيك توك، وقال إنه سيكشف عن هوياتهم في غضون أسبوعين تقريباً.

تشير التقارير إلى أن شركة أوراكل، التي تُعتبر الشريك التكنولوجي الحالي لتيك توك في الولايات المتحدة، تقود المفاوضات لتولي إدارة عمليات التطبيق الأميركية.

 وتستضيف أوراكل بالفعل بيانات المستخدمين الأميركيين لتيك توك كجزء من مشروع "تكساس" الذي يهدف إلى فصل البيانات الأميركية.

كما تشمل قائمة المستثمرين المحتملين الآخرين شركة بلاك ستون وشركة رأس المال الاستثماري أندريسن هورويتز، وفقاً لتقارير صحفية.

يواجه التطبيق الذي يضم أكثر من مائة وسبعين مليون مستخدم أميركي خطر الحظر الكامل في الولايات المتحدة بموجب قانون صادر العام الماضي يتطلب من بايت دانس بيع أصولها الأميركية أو مواجهة الحظر لأسباب تتعلق بالأمن القومي.

وأكدت محكمة العدل الأميركية العليا في يناير الماضي دستورية القانون الذي يحظر التطبيق، مما يعني أن أي صفقة يجب أن تحصل على موافقة الحكومة الصينية التي تتطلب قوانينها الحصول على إذن حكومي لتصدير التكنولوجيا.

وأشارت الحكومة الصينية إلى أن أي اتفاق يجب أن يمتثل للقوانين الصينية، بما في ذلك تلك المتعلقة بتصدير التكنولوجيا. وقالت وزارة التجارة الصينية إن الترتيبات التجارية المحددة يجب أن تكون متوافقة مع اللوائح الصينية، خاصة تلك المتعلقة بصادرات التكنولوجيا التي تتطلب موافقة السلطات الصينية.

تُقدر قيمة عمليات تيك توك الأمريكية بما بين أربعين إلى خمسين مليار دولار، وفقاً لتقديرات شركة أبحاث السوق المالية. وحقق التطبيق حوالي ستة عشر مليار دولار من الإيرادات في الولايات المتحدة العام الماضي.

وتتطلب الصفقة المقترحة إنشاء كيان جديد مقره الولايات المتحدة تملكه وتديره أغلبية من المستثمرين الأمريكيين، مع احتفاظ بايت دانس بحصة أقلية تقل عن عشرين في المائة وفقاً للقانون الأميركي.

وفي الوقت نفسه، تستخدم الصين تيك توك كورقة مساومة في المفاوضات التجارية مع الولايات المتحدة، حيث تدرك بكين أن ترامب يرغب في بقاء التطبيق يعمل في أميركا.

وتشير مصادر مطلعة إلى أن الرئيس الصيني شي جين بينغ يسعى لتحقيق أفضل صفقة تجارية ممكنة مع الإدارة الأمريكية قبل الموافقة على بيع تيك توك.

ورغم التفاؤل الذي أبداه ترامب، تبقى المحادثات المقبلة حاسمة في تحديد مصير أحد أكثر التطبيقات شعبية في العالم، خاصة مع اقتراب الموعد النهائي في سبتمبر/ايلول المقبل.