إرهاب السكاكين يعود مجددا لفرنسا

مصادر إعلامية وأمنية تعلن مقتل شرطية فرنسية متأثرة بإصابتها بعد أن تعرضت لعملية طعن قرب باريس، فيما لم تتضح بعد دوافع الهجوم الذي يرجح أن منفذه تونسي الجنسية.
منذ الهجوم تونسي الجنسية، لكن دوافع الجريمة لم تتضح بعد
فرنسا شهدت في السنوات الأخيرة تنامي جرائم الطعن ذات الطابع الإرهابي

باريس - قال وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان إن مهاجما مسلحا بسكين طعن شرطية عند مدخل مركز للشرطة في رامبوييه بالقرب من باريس اليوم الجمعة، فيما ذكرت قناة بي.إف.إم التلفزيونية وإذاعة أوروبا 1 أن الضحية توفيت متأثرة بجراحها.

ولم تتضح دوافع الهجوم، بينما ذكرت وسائل إعلام فرنسية أن رجال الشرطة أطلقوا النار على منفذ الاعتداء وتمكنوا من السيطرة عليه. وقالت قناة بي.إف.إم التلفزيونية إن المهاجم تونسي الجنسية وأنه قتل رميا بالرصاص. وقال دارمانان إنه سيتوجه إلى مكان الحادث، في الوقت الذي أحيل فيه الملف إلى المدعي العام في فرساي ليحقق في الواقعة.

ولم يدل مسؤولون بأي معلومات حول أي دوافع محتملة للهجوم، لكن فاليري بيكريس المسؤولة عن منطقة باريس قالت لقناة 'بي.إف.إم' إنه لا يمكن استبعاد الإرهاب من الدوافع المحتملة وراء الهجوم.

وفيما قال رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستكس إنه في طريقه لموقع الهجوم وكذلك وزير الداخلية جيرالد دارمانان، كتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الجمعة في تغريدة على حسابه بتويتر تعليقا على حادثة الطعن التي أحيت المخاوف من موجة إرهاب جديدة، "في المعركة ضدّ الإرهاب الإسلامي لن نتنازل عن شيء".

وأضاف "كانت شرطية. ستيفاني قُتلت في دائرة شرطة رامبوييه، على أراضي إيفلين التي سبق أن شهدت أحداثا أليمة"، في إشارة إلى قطع رأس المدرّس صامويل باتي عام 2020 وقتل شرطيَين في يونيو/حزيران 2016 في الإقليم نفسه من المنطقة الباريسية.

وقال مسؤول إن المدعي العام في فرساي يحقق في الواقعة وإن الادعاء المختص بمكافحة الإرهاب لم يتم استدعاؤه بعد لقيادة التحقيق.

وقال مصدر بالشرطة إن منفذ هجوم بسكين قتلت فيه موظفة إدارية في الشرطة في رامبوييه خارج العاصمة الفرنسية باريس لم يهتف بشعارات إسلامية خلال الهجوم، مؤكدا ما ورد من قبل في وسائل إعلام عن أن المهاجم تونسي الجنسية. وأضاف أنه دخل فرنسا بطريقة قانونية وليس له سجل إجرامي.

ووقع هجوم بسكين أسفر عن مقتل أربعة أشخاص في مقر للشرطة في باريس في 2019. وقبل ستة أشهر، ذبح إسلامي متشدد مدرسا في ذات المنطقة الإدارية من فرنسا.

وفي ما يمكن بتسميته بإرهاب السكاكين، فقد شهدت فرنسا عدة عمليات من هذا النوع في السنوات الأخيرة، ففي سبتمبر/ايلول 2020 أصاب رجل مسلح بساطور شخصين في هجوم اعتبر إرهابيا وذلك أمام مقر صحيفة شارلي إيبدو الساخرة في باريس، فيما جاء الهجوم حينها بعد ثلاثة أسابيع على بدء جلسات محاكمة شركاء مفترضين لمنفذي الاعتداء الدموي على موظفي المجلة عام 2015.

وفي ابريل 2020 قام لاجئ سوداني في العقد الثالث من عمره بقتل شخصين طعنا في بلدة رومان سور إيزير بجنوب شرق فرنس في وضح النهار.

وفي يناير من العام ذاته قُتل رجل كان يسير مع زوجته طعنا بسكين في حديقة جنوب باريس وأصيب في الهجوم شخصان آخران قبل أن تقتل الشرطة المهاجم.

وفي أكتوبر/تشرين الأول 2019 قتل ميكايل هاربون خبير الكمبيوتر البالغ من العمر 45 عاما في دائرة المعلومات في مركز شرطة باريس أربعة من زملائه بسكيني مطبخ. وتبين لاحقا أن هاربون الذي ارتدته الشرطة، اعتنق الإسلام قبل نحو 10 سنوات وكان قريبا من التيار السلفي.

وفي مايو/ايار 2018  قام فرنسي من اصل شيشاني بطعن رجل (29 عاما) حتى الموت في حي أوبرا المكتظ في باريس قبل أن يلقى مصرعه على يد الشرطة وهو الهجوم الذي تبناه تنظيم الدولة الإسلامية.

وفي أكتوبر/تشرين الأول 2017 قتل تونسي عمره 29 عاما شابتين طعنا في محطة القطارات الرئيسية في مرسيليا (جنوب) قبل أن يطلق عليه جنود النار. وتبنى تنظيم الدولة الإسلامية الاعتداء.