إسبانيا تقاضي مسؤولين إسرائيليين بتهمة ارتكاب جرائم حرب
مدريد - فتح القضاء الإسباني تحقيقا جنائيا ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير خارجيته جدعون ساعر، ومسؤولين عسكريين بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، على خلفية الهجوم على سفينة "مادلين" الشهر الماضي.
وتشير الشكوى إلى تصاعد التوتر في العلاقات بين إسرائيل وإسبانيا التي كانت من الدول الأوروبية الأكثر صراحة في انتقاد العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة وقد وصل الأمر إلى استدعاء مدريد للقائم بالأعمال الإسرائيلي للاحتجاج على ما حدث لسفينة "مادلين".
وتضاف هذه القضية إلى قائمة متزايدة من الضغوط الدولية على إسرائيل، في وقت تطالب فيه منظمات حقوق الإنسان ودول مختلفة بإجراء تحقيقات بشأن مزاعم انتهاكات القانون الدولي في غزة، بما في ذلك اتهامات بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وحتى إبادة جماعية.
وتعكس الشكوى أيضًا دعوات متزايدة لإنهاء الحصار على غزة، والذي يعتبره الكثيرون عقابًا جماعيًا محظورًا بموجب القانون الدولي، بينما تسعى سفن أسطول الحرية، ومنها "مادلين"، إلى فتح ممر بحري آمن ومستدام إلى القطاع الفلسطيني.
وقال المحامي النائب بالبرلمان الأوروبي جاومي أسينز، على منصة "إكس" اليوم الثلاثاء، إنه تقدم بشكوى ضد نتنياهو لدى المحكمة الوطنية الإسبانية نيابة عن الناشط الإسباني سيرجيو توريبيو و"لجنة التضامن مع القضية العربية".
وأعلن أسينز أن المحكمة فتحت تحقيقا جنائيا ضد نتنياهو وساعر وعدد من كبار المسؤولين العسكريين الإسرائيليين، بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية على خلفية الحادثة.
وأكد أن قرار المحكمة يعني أن الهجوم على سفينة مادلين "يُشكل جريمة"، مبينا أن التحقيق سيبحث في استخدام الطائرات المسيرة والغاز المسيل للدموع، والاحتجاز غير القانوني لـ12 ناشطا كانوا على متن السفينة.
ولفت إلى أن قرار التحقيق يُعد "خطوة مهمة" في مكافحة إفلات إسرائيل من العقاب، مضيفا "عندما تفشل الدول في الوفاء بالتزاماتها، يقع على عاتق المجتمع المدني واجب حشد العدالة كأداة أخلاقية وقانونية وسياسية ضد هذا الرعب".
وأعرب أسينز عن أمله في أن تنتشر هذه المبادرة إلى دول أخرى، وألا يتمكن نتنياهو من دخول أوروبا دون مواجهة العدالة. وفي 9 يونيو/حزيران استولى الجيش الإسرائيلي على سفينة "مادلين" ضمن "أسطول الحرية" من المياه الدولية، بينما كانت في طريقها إلى قطاع غزة المحاصر لنقل مساعدات إنسانية، واعتقلت 12 ناشطا دوليا كانوا على متنها.
وفي اليومين التاليين، أبعدت إسرائيل 4 ناشطين وقّعوا على تعهد بعدم العودة إلى إسرائيل، فيما رفض الثمانية الباقون التوقيع. وأعلن "ائتلاف أسطول الحرية" في 16 يونيو/إطلاق سراح جميع المدافعين عن حقوق الإنسان الآخرين المعتقلين لدى الدولة العبرية.
ودعت إسبانيا، إلى جانب دول أخرى من بينها أيرلندا، داخل الاتحاد الأوروبي، لفرض عقوبات على إسرائيل وتعليق اتفاقيات التجارة بسبب حربها على غزة، فيما تعزز الشكوى بشأن "مادلين" موقف مدريد وتزيد من الضغط على التكتل لاتخاذ إجراءات أكثر حزمًا.