إسرائيل تتشاور مع الأميركيين لمساعدة أكراد سوريا

دونالد ترامب وافق على عرض بنيامين نتنياهو تقديم مساعدات للأكراد الشهر الماضي.

القدس - تحاول إسرائيل اقتناص فرصة عزلة الأكراد شمال سوريا لاستغلالها، لعلها تتمكن من انتشال وحدات حماية الشعب الكردية الواقعة من مأزقها بعد أن خذلتهم وتخلت عنهم الولايات المتحدة وعجز الأوروبيون عن مساعدتهم، لمنع الهجوم الذي يشنه الجيش التركي ضدهم على الحدود السورية، في خطوة تسعى من خلالها للحفاظ على مصالحها أولا ثم مصالح الأقلية الكردية ثانيا.

وقالت تسيبي هوتوفلي نائبة وزير الخارجية الإسرائيلي اليوم الأربعاء إن إسرائيل تساعد أكراد سوريا الذين يتعرضون لهجوم تركي على مدى شهر، إذ تعتبرهم ثقلا يوازن النفوذ الإيراني كما تدافع عنهم في المحادثات مع الولايات المتحدة.

وشنت أنقرة هجومها مستهدفة وحدات حماية الشعب الكردية بعد الانسحاب المفاجئ لألف جندي أميركي من شمال سوريا أوائل أكتوبر/تشرين الأول، في خطوة اعتبرها الأكراد خيانة من واشنطن شريكتهم في قتال تنظيم الدولة الإسلامية.

وفي اختلاف علني نادر الحدوث مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب عرض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مساعدات إنسانية "للشعب الكردي الصامد" في العاشر من أكتوبر/تشرين الأول قائلا إن الأكراد تعرضوا "لتطهير عرقي" على يد تركيا وحلفائها السوريين.

وقالت نائبة وزير الخارجية الإسرائيلي أمام البرلمان اليوم الأربعاء إن العرض قوبل بالموافقة.

وأضافت "تلقت إسرائيل الكثير من الطلبات لتقديم المساعدة لا سيما في المجال الدبلوماسي والإنساني ندرك المحنة الكبيرة التي يعانيها الأكراد ونساعدهم من خلال عدة قنوات".

ولم يعلق المسؤولون الأكراد، الذين اجبروا على قبول التعاون مع الرئيس السوري بشار الأسد وروسيا ليخرجوا بأخف الأضرار، بعد على العرض الإسرائيلي.

ولم تذكر هوتوفلي أي تفاصيل بشأن المساعدات الإسرائيلية بخلاف القول إنه خلال "الحوار مع الأميركيين... نعبر عما نراه حقيقة بشأن الأكراد... ونشعر بالفخر لوقوفنا إلى جانب الشعب الكردي".

وحافظت إسرائيل على علاقات سرية عسكرية ومخابراتية وتجارية مع الأكراد منذ ستينيات القرن الماضي إذ اعتبرت أن الأقلية العرقية تشكل عازلا بينها وبين أعداء مشتركين. ويتوزع الأكراد على مناطق في العراق وتركيا وسوريا وإيران.

وقالت هوتوفلي "إسرائيل لها مصلحة كبرى في واقع الأمر في الحفاظ على قوة الأكراد والأقليات الأخرى في منطقة شمال سوريا باعتبارهم عناصر معتدلة وموالية للغرب".

وتابعت "الانهيار المحتمل للسيطرة الكردية في شمال سوريا هو سيناريو سلبي وخطير بالنسبة لإسرائيل. من الواضح تماما أن مثل هذا الأمر سيؤدي إلى تشجيع العناصر السلبية في المنطقة بقيادة إيران".

يذكر أن إسرائيل طالما عبرت عن مساندتها ودعمها لقيام دولة كُردية مستقلة في الشرق الأوسط.

وفي مقابلة مع قناة تلفزيونية إسرائيلية إثر الهجوم التركي ضد الأكراد في شمال سوريا، دعا مسؤول كردي إسرائيل إلى ممارسة ضغوط على الولايات المتحدة لإبقاء قوات في شمال شرق سوريا.

وقال المسؤول في حديثه إلى قناة كان الإخبارية إن "هذه هي الطريقة الوحيدة التي تستطيع بها إسرائيل الآن مساعدة الأكراد".

وأضاف إنه "إذا استمرت العملية، فلن يواجه الأكراد الانقراض فحسب، بل هذا ما ستواجهه الأقليات الأخرى في شمال شرق سوريا، وهو ما يمثل تهديدا لإسرائيل أيضا التي يعد وجودها في عزلة بين بلدان عربية ترفض احتلالها للأراضي الفلسطينية.