إسرائيل تتوعد باستهداف الأسد رأسا

الهجمات الصاروخية الإيرانية على أهداف اسرائيلية في الجولان المحتل والرد الاسرائيلي بتدمير عشرات المواقع العسكرية الإيرانية في الأراضي السورية تشكل بروفة حرب تطرق بقوة أبواب المنطقة.


نتنياهو ينذر الأسد كما أنذر إيران
بروفة حرب بين اسرائيل وإيران في الساحة السورية
اسرائيل تعتبر أن ايران تجاوزت الخط الأحمر بهجماتها على الجولان

القدس المحتلة – قال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الخميس، إن تحرك إسرائيل كان رسالة واضحة للرئيس السوري بشار الاسد مفادها أنه إذا تحركت القوات السورية ضد إسرائيل "فسوف نتحرك ضده".وكان نتنياهو يعلق على الرد الاسرائيلي على هجوم صاروخي إيراني على قواعد عسكرية إسرائيلية في مرتفعات الجولان.

وقال إن إيران تجاوزت "خطا أحمر" بإطلاقها صواريخ على إسرائيل انطلاقا من سوريا، مضيفا في شريط فيديو على موقع تويتر "إيران تجاوزت خطا أحمر وردنا كان متناسبا. جيش الدفاع شن هجوما واسعا جدا ضد أهداف إيرانية في سوريا. لم يسقط أي صاروخ داخل الأراضي الاسرائيلية".

وتركزت الغارات الجوية الإسرائيلية في سوريا على مدار الأزمة التي تعصف بالبلاد منذ سنوات، على المناطق التي تنتشر فيها المجموعات المسلحة المدعومة من إيران جنوبي سوريا.

وقصفت إسرائيل 26 موقعا في سوريا الأربعاء تنتشر فيها ميليشيات إيرانية بالصواريخ والمدفعية. واللافت أن القصف الإسرائيلي جاء مباشرة بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني.

وكان الجيش الإسرائيلي قال إن القصف جاء ردا على إطلاق الميليشيات الإيرانية التي تحارب إلى جانب نظام الأسد، صواريخ على مرتفعات الجولان.

طائرة حربية اسرائيلية بأحد المطارات العسكرية
الطيران الحربي الاسرائيلي استهدف في الفترة الماضية عشرات الأهداف الإيرانية في سوريا

وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه استهدف 50 موقعا تابعا للقوات الإيرانية في سوريا، فجر الخميس، ردا على إطلاق 20 صاروخا على منطقة الجولان السورية المحتلة.

وأضاف "في أعقاب الهجوم على أهداف إسرائيلية أمس (الأربعاء)، فإن إسرائيل تحمل حكومة إيران مع النظام السوري، المسؤولية المباشرة وسنواصل الدفاع عن مواطنينا بقوة ضد جميع أعمال العدوان".

وتابع "إسرائيل ليست معنية بالتصعيد، لكن تحت أي ظرف من الظروف لن نسمح لإيران بتأسيس وجود عسكري في سوريا هدفه مهاجمتنا في وضع هش أصلا في المنطقة".

واعتبر دانون أن "هذا الهجوم الجريء على سيادتنا لا يأتي من فراغ، لقد حذّرنا مرارا وتكرارا من وجود إيران المثير للقلق في سوريا وهذا العمل العدواني هو للأسف يؤكد هذه التحذيرات".

وكانت إسرائيل تتوقع ردا إيرانيا انتقاميا، بعد سلسلة غارات شنتها على أهداف عسكرية إيرانية في سوريا خلال الأشهر الأخيرة، قتل فيها ضباط إيرانيون بينهم المسؤول عن منظومة الطائرات دون طيار الإيرانية في سوريا.

وتحتل إسرائيل مناطق واسعة من الجولان التي تعتبر جزءا من الأراضي السورية منذ حرب يونيو/حزيران عام 1967. وفي العام 1981 أعلنت ضمّها، لكن المجتمع الدولي لا يعترف بذلك.

وقصفت اسرائيل 3 مواقع عسكرية تحت سيطرة نظام الأسد في محافظة حمص وسط سوريا و11 في العاصمة دمشق و5 في درعا و2 في السويداء و5 في القنيطرة.

وذكرت مصادر محلية أن رد النظام السوري براجمات الصواريخ على القصف، دفع المقاتلات الإسرائيلية إلى توسيع غاراتها في سوريا.

وشملت قائمة الأهداف بطاريات القصير للدفاع الجوي في حمص وسد زيتا ومدينة النزارية ومركز جمرايا للأبحاث العملية العسكرية واللواء المدرع الرابع ومطار المزة الجوي وبطاريات جرمانا والدروشة للدفاع الجوي واللواء 137 دفاع جوي وقاعدة الكسوة العسكرية وجبل المانع واللواء العاشر ومقر الحرس الجمهوري وقاعدة جباب ومواقع بطاريات الصنمين ومحجة للدفاع الجوي ومدينة إزرع وبطاريات السويداء للدفاع الجوي ومطار خلخلة العسكري وتلة ترينجة في القنيطرة ومدينة البعث وخان أرنبة واللواء 60.

وأبلغت إسرائيل كل من مجلس الأمن الدولي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الخميس، بأنها لن تسمح لإيران "بتأسيس وجود عسكري في سوريا".

ودعا المندوب الاسرائيلي لدى الأمم المتحدة داني دانون مجلس الأمن إلى إدانة الهجوم الإيراني وطالب طهران بإزالة وجودها العسكري من سوريا.

وجاء ذلك في رسالتين بعث بهما دانون إلى كل من رئيس مجلس الأمن الدولي السفيرة البولندية جوانا ورونيكا والأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش.

وقال المندوب الإسرائيلي في رسالتيه "يتعين على المجتمع الدولي ألا يقف مكتوف الأيدي، بينما يهاجم نظام استبدادي (في اشارة إلى إيران) دولة ذات سيادة (في اشارة إلى إسرائيل)، ولا يزال يهدد وجود دولة عضو في الأمم المتحدة".