إسرائيل تحرم سكان غزة من لقاحات كورونا للضغط على حماس

منع السلطات الإسرائيلية إدخال اللقاحات إلى غزة يجبر الحكومة الفلسطينية على إرجاء عملية التطعيم في وقت يزداد فيه عدد الإصابات بالوباء.
إسرائيل تسعى لإظهار حماس أقل قدرة على إدارة الوضع في غزة

رام الله (الاراضي الفلسطينية) - أكدت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة الاثنين منع إسرائيل إدخال اللقاحات المضادة لفيروس كورونا إلى قطاع غزة، واعتبرته "تعسفيا"، فيما يبدو أن السلطات الإسرائيلية تسعى من خلال هذه الخطوة للضغط على حركة حماس الخصم التقليدي للاحتلال الإسرائيلي وكبح هجماتها، فيما تنفذ فصائل الحركة بين الحين والآخر ضربات صاروخية على الأراضي الإسرائيلية.

وتفرض إسرائيل منذ أربعة عشر عاما حصارا شاملا ومشددا على قطاع غزة الذي يعيش فيه نحو مليوني شخص ويعاني من فقر ونسبة مرتفعة من البطالة.

ودفعت هذه الخطوة الإسرائيلية التي اعتبرتها الكيلة منافية للأعراف والمواثيق الدولية، الحكومة الفلسطينية لإرجاء عملية تطعيم مواطنيها في وقت يزداد فيه عدد الإصابات.

وقالت الوزيرة في بيان إن الوزارة منعت من إدخال ألفي جرعة من لقاح سبوتنيك مخصصة للطواقم الطبية العاملة في غرف العناية المكثفة الخاصة بمرضى كوفيد-19 والعاملين في أقسام الطوارئ.

وحملت الكيلة "سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن هذا الإجراء التعسفي المنافي لجميع الأعراف والقوانين والاتفاقيات الدولية" مشيرة إلى أن الوزارة على تواصل مع المنظمات الدولية "لإدخال اللقاحات بأقصى سرعة".

وتأتي الخطوات الإسرائيلية بعد أن اتفقت حركتا حماس وفتح وباقي فصائل المقاومة خلال حوار استمر ليومين بالقاهرة على آليات إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية ومجلس وطني، ولم تحصل انتخابات في الأراضي الفلسطينية منذ 2006.

وفي الوقت الذي عادت فيه أعداد الإصابات في الأراضي الفلسطينية إلى الارتفاع، أعلنت الحكومة الفلسطينية ظهر الاثنين عن إرجاء عملية تطعيم مواطنيها ضد فيروس كورونا بسبب تأخر وصول اللقاحات المطلوبة.

وكان من المفترض أن تبدأ عملية تطعيم الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة ضد الفيروس منتصف الشهر الجاري، بعد الانتهاء من تطعيم الطواقم الطبية.

وقال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية قبيل جلسة الحكومة الأسبوعية "طرأ تأخير على وصول كميات اللقاحات المطلوبة لإطلاق عملية التطعيم، ما أدى إلى تأخير الموعد إلى وقت لاحق يتم الإعلان عنه حال استلامنا اللقاحات متعددة المصادر".

تسلمت السلطة الفلسطينية في رام الله الأسبوع الماضي عشرة آلاف جرعة من لقاح سبوتنيك-في الروسي من أصل مليوني جرعة اشترتها الحكومة الفلسطينية لعمليات تحصين في الضفة الغربية وقطاع غزة.

كذلك، نقلت إسرائيل التي بدأت في 10 ديسمبر/كانون الأول حملة تطعيمات طموحة، إلى الجانب الفلسطيني ألفي جرعة من لقاح موديرنا من أصل خمسة آلاف وافقت عليها.

وكانت السلطة الفلسطينية أعلنت الشهر الماضي أنها وقعت أربعة عقود للحصول على لقاحات بينها اللقاح الروسي، على أن يتم تسليمها خلال شهرين.

من جهة ثانية، أعلنت الحكومة الفلسطينية وعلى ضوء "ازدياد أعداد الإصابات خلال الأيام الماضية" تمديد العمل بإجراءات الإغلاق السابقة بدءًا من الأربعاء، بحيث تستمر في الإغلاقات الليلية والإغلاق الشامل يومي الجمعة والسبت.

وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس أصدر مطلع الشهر الجاري مرسوما قضى بتمديد حالة الطوارئ المعمول بها في الأراضي الفلسطينية منذ رصد أولى الإصابات بالفيروس في مارس/آذار 2020، لمدة ثلاثين يوما.

وأحصت الضفة الغربية المحتلة نحو 115 ألف إصابة بالفيروس و1398 وفاة، في حين سجل قطاع غزة نحو 54 ألف إصابة و537 وفاة.