إسرائيل تستدعي المزيد من الحريديم للقتال على جبهتي غزة ولبنان
القدس – أصدر الجيش الإسرائيلي استدعاءات للتجنيد لمزيد من اليهود المتزمتين دينيا (الحريديم) الأحد لتعزيز صفوف قواته مع استمراره في شن هجمات مكثفة على الحدود الجنوبية والشمالية، في خطوة قد تزيد من تأجيج التوتر بين الإسرائيليين المتدينين والعلمانيين.
وقضت المحكمة العليا في يونيو/حزيران بأن وزارة الدفاع لم تعد قادرة على منح إعفاءات شاملة لطلاب المعاهد الدينية اليهودية من الخدمة العسكرية الإلزامية، وهو ترتيب قائم منذ وقت قيام دولة إسرائيل تقريبا في 1948 عندما كان عدد الحريديم ضئيلا.
وفي وقت تخوض فيه إسرائيل حربين ضد حركة حماس في قطاع غزة وجماعة حزب الله في لبنان، قالت وزارة الدفاع الإسرائيلية الجمعة إن سبعة آلاف من الحريديم سيتلقون إخطارات تدريجيا، بدءا من الأحد.
وذكر بيان من وزارة الدفاع أنها ستعمل مع شخصيات قيادية من الحريديم لضمان تمكن الجنود من المتزمتين دينيا من الحفاظ على الأسلوب المتدين لحياتهم أثناء الخدمة.
وفي يوليو/تموز، استدعى الجيش ألفا من اليهود المتدينين. وعارض الحزبان الدينيان المشاركان في حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الائتلافية تغير السياسة في هذا الصدد مما فرض ضغوطا شديدة على الائتلاف اليميني.
وتقول شخصيات قيادية للحريديم، وهي مجموعة تزيد بسرعة، إن إجبار طلاب المعاهد الدينية على الخدمة جنبا إلى جنب مع الإسرائيليين العلمانيين ومنهم نساء يهدد بمحو هويتهم كيهود متدينين.
وتواجه الحكومة ضغوطا متزايدة من جنود الاحتياط الإسرائيليين، الذين خدم الكثير منهم لأغلب العام المنقضي لتجنيد الحريديم.
وذكرت هيئة البث العامة الإسرائيلية "راديو كان" الأحد أن بعض الحاخامات يحثون من تلقوا استدعاءات على رفض التنفيذ.
ويحتاج الجيش الإسرائيلي إلى المزيد من العناصر مع استمرار الحرب، حيث شن الأحد غارات على قطاع غزة أسفرت عن مقتل 20 شخصا على الأقل، وفقا للدفاع المدني، مع مواصلته قصف لبنان والغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت.
وأعلن الدفاع المدني في غزة مقتل 20 شخصا على الأقل بينهم أربع نساء وثلاثة أطفال، في غارات جوية إسرائيلية. وأوضح المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل أن 10 منهم سقطوا في ضربة صاروخية شنها الطيران الإسرائيلي و"استهدفت منزلًا لعائلة عقل في مخيم البريج" في وسط القطاع.
وفي لبنان، تعرضت ضاحية بيروت الجنوبية صباح الأحد لغارات جوية بعدما أصدر الجيش الإسرائيلي تعليمات بإخلاء. وأظهرت لقطات أعمدة دخان تتصاعد في سماء الضاحية التي لا يزال يلفها الدخان من غارات شنت السبت، بعيد تعليمات أوردها الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي عبر منصة اكس، تطلب من السكان في ثلاثة مواقع مغادرتها.
وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام بأنّ الطيران الإسرائيلي "شن غارة عنيفة على محيط مستشفى السان جورج في الحدت" على أطراف الضاحية الجنوبية لبيروت.
كذلك، استهدفت غارات إسرائيلية منطقة برج البراجنة و"مبنى سكني (…) بالقرب من كنيسة مار مخايل في الشياح"، وفق المصدر ذاته فضلا عن "حارة حريك بين شارع الجاموس واوتوستراد هادي نصرالله".
وفجر الأحد، شنّ الجيش الإسرائيلي سلسلة غارات على قرى في جنوب لبنان، من بينها سبع غارات على بلدة جبشيت في أقل من ساعتين، وفق الوكالة الوطنية للإعلام.
من جانبه، أفاد حزب الله في بيان بوقوع اشتباك مع القوات الإسرائيلية عند أطراف بلدة شمع. وقال إنّ مقاتليه "كمنوا لقوات جيش العدو الإسرائيلي المتقدمة عند الأطراف الشرقيّة لبلدة شمع"، مضيفا أنّهم اشتبكوا معهم "بالأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية من مسافة صفر"، عند وصولهم، "ما أدى إلى وقوع إصابات"، وأشار إلى أنّ الاشتباكات "ما زالت مستمرّة".
وفي الثامن من أكتوبر/تشرين الأول 2023، فتح حزب الله جبهة عبر الحدود إسنادا لحركة حماس في قطاع غزة، بعدما بدأ الجيش الإسرائيلي عمليات عسكرية في القطاع.
وبعد عام، كثفت الدولة العبرية اعتبارا من 23 سبتمبر/أيلول غاراتها على معاقل الحزب في جنوب لبنان وشرقه وضاحية بيروت الجنوبية. وأعلنت في 30 منه بدء عمليات برية "محدودة".
ومنذ بدء تبادل القصف بين حزب الله وإسرائيل في أكتوبر/تشرين الأول2023، قُتل 3452 شخصا في لبنان، وفق وزارة الصحة اللبنانية.
وأعلن الجيش الإسرائيلي السبت تضرر كنيس بـ"هجوم صاروخي كبير" شنه حزب الله على مدينة حيفا (شمال غرب)، ما أسفر عن إصابة شخصين. وأشار الجيش الإسرائيلي إلى أن حزب الله أطلق نحو 80 مقذوفا من لبنان باتجاه إسرائيل السبت.