إسرائيل تستعد لتصعيد خطير في اليمن

الجيش الاسرائيلي يدعو إلى "إخلاء" 3 موانئ يسيطر عليها الحوثيون في اليمن، في رسالة تحذير تحمل في طياتها نية لتوسيع استهداف البنى التحتية للمتمردين.

القدس - حض الجيش الاسرائيلي الأحد على "إخلاء" ثلاثة موانئ يسيطر عليها الحوثيون في اليمن، وذلك بعد بضعة أيام من استهدافه بنى تحتية عدة في هذا البلد بينها مطار صنعاء، ردا على إطلاق المتمردين صاروخا بالستيا.

وكتب المتحدث باسم الجيش باللغة العربية افيخاي ادرعي على منصة اكس "نظرا لقيام النظام الحوثي الإرهابي باستخدام الموانئ البحرية لصالح أنشطته الارهابية، نحث جميع المتواجدين في هذه الموانئ على ضرورة إخلائها والابتعاد عنها للحفاظ على سلامتكم، وذلك حتى اشعار آخر"، مشيرا الى موانئ رأس عيسى والحديدة والصليف.

ويشير التحذير المباشر للسكان بالإخلاء الفوري بقوة إلى أن إسرائيل تخطط لشن عمل عسكري وشيك ضد هذه الموانئ. وهذا ليس مجرد تهديد لفظي، بل هو إنذار عملي لتجنب وقوع مدنيين كضحايا.

لكن أي عمل عسكري من هذا النوع قد يتعارض مع الاتفاق الذي توصلت إليه واشنطن مع المتمردين الحوثيين بوساطة عمانية لوقف النار، ما يشير إلى أن أي تحرك إسرائيلي قد يعمق الخلافات بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي يعتزم القيام بجولة في المنطقة تبدأ من السعودية التي سبق لها أن توصلت لتهدئة في اليمن.

وإذا نفذت إسرائيل ضربات في هذه المناطق، فسيمثل ذلك تصعيدًا كبيرًا في التوتر الإقليمي، خاصة وأن هذه الموانئ حيوية لإدخال الإمدادات الإنسانية إلى اليمن.

والجيش الإسرائيلي، كما نقلت وكالة رويترز، صرح بأن جماعة الحوثي اليمنية تستخدم هذه الموانئ "لصالح أنشطتها الإرهابية" وإطلاق صواريخ وطائرات مسيرة على إسرائيل.

وهذه الاتهامات تأتي في سياق محاولة إسرائيل تبرير أي عمل عسكري محتمل بادعاء استهداف تهديدات أمنية مشروعة.

وقد يكون التحذير رسالة ردع قوية للحوثيين لوقف أي أنشطة تهدد إسرائيل انطلاقًا من هذه الموانئ. وقد تحمل الرسالة أيضا تحذيرا لإيران أو أي جهات أخرى تدعم الحوثيين من استخدام هذه الموانئ لاستهداف إسرائيل.

وإذا نفذت إسرائيل ضربات، فقد يفتح ذلك جبهة جديدة أو يزيد من حدة التوتر في منطقة البحر الأحمر وخليج عدن، التي تشهد بالفعل اضطرابات بسبب هجمات الحوثيين على السفن.

وأي عمل عسكري إسرائيلي في اليمن سيزيد من تعقيد الأوضاع الإقليمية المتوترة أصلاً بسبب الحرب في غزة وتصاعد التوتر بين إسرائيل وإيران.

وإصدار تحذير من هذا النوع والتلويح بعمل عسكري دون التنسيق مع الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا يعتبر انتهاكًا للسيادة اليمنية. كما استهداف موانئ حيوية لإدخال المساعدات الإنسانية يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية الصعبة وهو ما قد يثير انتقادات دولية واسعة.

ويأتي التحذير أيضا في ظل جهود مكثفة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، مما يثير تساؤلات حول تأثير التصعيد في اليمن على هذه الجهود، بينما ينذر هذا التصعيد بتوسيع نطاق الصراع الإقليمي وتجاهل السيادة اليمنية والمخاطر الإنسانية، ويأتي في سياق إقليمي ودولي حساس.