إسرائيل تطالب بعزل عباس شرطا للسلام مع الفلسطينيين

الرئيس الفلسطيني يؤكد أن السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين مازال ممكنا، مجددا رفضه لصفقة السلام الأميركية ومتوعدا بمواجهة تطبيقها على أرض الواقع.
هل تفكر إسرائيل في استنساخ سيناريو حصار عرفات مع عباس
عباس مستعد لشراكة دولية إستراتيجية لتحقيق السلام الشامل والعادل
عباس يدعو إلى منع اعتماد صفقة القرن الأميركية مرجعية للسلام

نيويورك - دعا المندوب الإسرائيلي الدائم لدى الأمم المتحدة داني دانون الثلاثاء إلى ضرورة إزاحة محمود عباس عن منصبه رئيسا للسلطة الفلسطينية، فيما جدد الأخير في كلمة له هجومه على خطة السلام الأميركية المعروفة باسم صفقة القرن، مؤكدا أنها لن تمر ومتوعدا بمواجهة تطبيقها على أرض الواقع.

وقال الدبلوماسي الإسرائيلي أمام الصحفيين بمقر الأمم المتحدة في نيويورك، أنه "لا يمكن التوصل إلى سلام مع الفلسطينيين طالما بقي عباس في منصبه".

وجاءت تصريحاته قبيل دقائق من بدء جلسة مجلس الأمن المنعقدة بمقر الأمم المتحدة في نيويورك حول خطة السلام الأميركية.

وقال في كلمته بالجلسة "التقدم نحو السلام لن يتحقق طالما استمر عباس في منصبه. فقط حين يتنحى يمكن للفلسطينيين أن يمضوا قدما إلى الأمام".

وأضاف أنه "لو كان عباس صادقا في دعوته إلى السلام لذهب إلى إسرائيل مفاوضا كما فعل الرئيس المصري الراحل أنور السادات، حين تحدث أمام الكنيست (البرلمان الإسرائيلي)".

وجدد الرئيس الفلسطيني رفضه لصفقة القرن الأميركية قائلا "لن نقبل بالصفقة وسنواجه تطبيقها على أرض الواقع"، مضيفا إن "الرفض الواسع للصفقة يأتي لما تضمنته من مواقف أحادية الجانب ومخالفتها الصريحة للشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية".

وبيّن أن الصفقة "ألغت قانونية مطالب الشعب الفلسطيني في حقه المشروع بتقرير مصيره ونيل حريته واستقلاله"، مستدركا بالقول إن "السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين ما زال ممكنا وجئتكم لبناء شراكة دولية لتحقيق السلام الشامل والعادل والدائم كخيار استراتيجي".

كما شدد على "وجوب عدم اعتبار هذه الصفقة أو أي جزء منها كمرجعية دولية للتفاوض، لأنها صفقة أميركية-إسرائيلية استباقية".

وتابع "لم يُعرض علينا في الصفقة ما يلبي الحد الأدنى من العدالة. الصفقة شرّعت الاستيطان وضم الأراضي وهي تلغي قضية اللاجئين وستؤدي حتما إلى تدمير الأسس التي قامت عليها العملية السلمية".

كما ذكّر بأنه لم يترك فرصة للسلام إلا وأخذها بكل جدية "لأن السلام مصلحة لنا ولكل شعوب العالم"، مضيفا "لم نضيع أية فرصة للسلام وتجاوبنا مع جهود الإدارات الأميركية والمبادرات الدولية والدعوات للحوار".

كما دعا عباس اللجنة الرباعية الدولية لعقد مؤتمر دولي للسلام لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية، معبّرا عن الاستعداد لبدء مفاوضات السلام "إذا وُجد شريك للسلام في إسرائيل".

وخاطب عباس الإسرائيليين قائلا "إن استمرار الاحتلال لن يصنع لكم سلاما ولا أمنا"، مشددا على الالتزام باتفاق أوسلو المُوقع عام 1993 بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل.

وفي 28 يناير/كانون الماضي، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب خطة تتضمن إقامة دولة فلسطينية في صورة 'أرخبيل' تربطه جسور وأنفاق وعاصمتها "في أجزاء من القدس الشرقية"، مع جعل مدينة القدس المحتلة عاصمة لإسرائيل.

ورفض كل من الفلسطينيين وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والاتحاد الإفريقي وعدة دول في مقدمتها تركيا، تلك الخطة لكونها "لا تلبي الحد الأدنى من حقوق وتطلعات الشعب الفلسطيني المشروعة وتخالف مرجعيات عملية السلام".