إسرائيل تعزز دفاعاتها بنظام اعتراض ليزر استعدادا لحرب طويلة

القدس - تستعد إسرائيل لتعزيز دفاعاتها الجوية بنظام اعتراض متطور من طراز 'شعاع الحديد' الذي يعمل بالليزر لدعم المنظومة الحالية (القبة الحديدية) التي أظهرت التطورات العملياتية افلات صواريخ ومسيرات من نطاق اعتراضاتها ومن ضمنها المسيرة الانتحارية التي أطلقها حزب الله وسقطت على منزل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قبل أيام.

ونشرت الولايات المتحدة منظومة الدفاع الجوي 'ثاد' في إسرائيل مع تبادل تل أبيب وطهران الهجمات في إطار ردّ محدود أقرب لحفظ ماء الوجه لكليهما بينما لا يرغبان فعلا في خوض حرب مباشرة، في حين دفعت إيران بوكلائها في المنطقة لازعاج الدولة العبرية بصواريخ ومسيرات تطلق من العراق واليمن ولبنان ومن غزة ذاتها من دون أثر ولا ضرر كبير، لكنها تدخل في نطاق ما يعتبره الجيش الإسرائيلي خطرا مستمرا يفترض التصدي له.

وتشير هذه التطورات إلى أن الجيش الإسرائيلي يستعد على ما يبدو لحرب طويلة في الشرق الأوسط على الجبهتين الشمالية والجنوبية ومع إيران وسط تصاعد التوترات وتبادل كل من تل أبيب وطهران التهديدات برد مؤلم.

وأعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية اليوم الاثنين عن صفقة كبيرة بقيمة نحو 2 مليار شيكل (نحو 500 مليون دولار) لتعزيز مشترياتها من أنظمة اعتراض الليزر المتقدمة من طراز "شعاع الحديد".

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن المدير العام للوزارة اللواء (احتياط) إيال زامير الذي وقع الاتفاق يوم الأحد، قوله إن "هذه الصفقة تبشر بعصر جديد - عصر الدفاع بالليزر"، مضيفا أنه من المتوقع نشر القدرة التشغيلية الأولى لنظام الليزر الأرضي في غضون العام المقبل، لكنه لم يحدد على وجه الدقة تاريخ نشر هذه المنظومة اذ يفصل العالم عن العامم الجديد بضعة أشهر.

وتمثل الاتفاقية التي تم التوصل إليها بين مديرية البحث والتطوير الدفاعي والمقاولين الرئيسيين شركتي رافائيل لأنظمة الدفاع المتقدمة وإلبيت سيستمز، زيادة كبيرة في وتيرة الإنتاج لضمان التسليم في الوقت المناسب وبكميات كبيرة من وحدات الليزر.

وقال موقع واي نت العبري الاثنين في تقرير سلط فيه الضوء على المنظومة الاعتراضية الجديدة "لقد أثبت نظام الشعاع الحديدي المصمم لاعتراض مختلف التهديدات الجوية مثل الصواريخ وقذائف الهاون والطائرات بدون طيار والصواريخ المجنحة، قدراته في التجارب الأخيرة ومن المقرر أن ينضم إلى شبكة الدفاع الإسرائيلية متعددة المستويات كإضافة فعالة من حيث التكلفة للقبة الحديدية".

ونقل عن زامير قوله "منذ اندلاع الحرب، وقعت وزارة الدفاع مئات من أوامر الشراء بقيمة مليارات الدولارات لتعزيز القدرات الدفاعية المصنعة في إسرائيل وضمان اعتماد إسرائيل على نفسها".

وأشارت وزارة الحرب الإسرائيلية في بيانها إلى أن دمج نظام الشعاع الحديدي من شأنه أن يعزز بشكل كبير القدرة الدفاعية لإسرائيل ضد التهديدات الحالية والمستقبلية مقابل جزء بسيط من تكاليف الاعتراض التقليدية.

ونقلت وسائل اعلام عبرية عن العميد (احتياط) داني غولد رئيس إدارة الدفاع والتطوير قوله "إن شعاع الحديد هو شهادة أخرى على الاحتراف والإبداع والبراعة المبتكرة لصناعاتنا الدفاعية، بدعم من الشراكات بين شركات الدفاع والشركات الناشئة".

واعتبر أن قدرة إسرائيل على تطوير ونشر تكنولوجيا اعتراض الليزر المتقدمة في ساحة المعركة هي انعكاس للإتقان التقني والإدارة الفعالة للمشاريع، بينما أكد الرئيس التنفيذي لشركة رافائيل يوآف ترجمان أنه بعد سنوات من البحث، أصبح نظام الليزر Iron Beam - الأول من نوعه في العالم - جاهزا للنشر. وقال ترجمان "تفخر رافائيل بقيادة تطوير نظام اعتراض الليزر عالي الطاقة ومتعدد الاستخدامات هذا. بعد سلسلة من الاختبارات الصارمة، سيصل Iron Beam قريبا إلى مرحلة النضج التشغيلي".

ووصف رئيس مجلس إدارة شركة إلبيت ومديرها التنفيذي بزاليل ماكليس (بوتزي) هذا التطور بأنه "قفزة كبيرة إلى الأمام في الدفاع ضد التهديدات المتنوعة".

وقد تعاونت شركة إلبيت المعروفة باسم "قوة الليزر" في إسرائيل، بشكل وثيق في تطوير شعاع الحديد. وقال ماتشليس "لقد لعبت فرقنا في إلبيت دورا حاسما في تعزيز هذه القدرة الدفاعية الرائدة والتي نعتقد أنها ستضع معيارا جديدا في الدفاع الاستراتيجي لإسرائيل".