إسرائيل تفكك شبكة كانت تخطط لتنفيذ اغتيالات لصالح إيران

تحقيق إسرائيلي يكشف أن مسؤولا إيرانيا جنّد رئيس الشبكة التي كلّفت بجمع معلومات عن رؤساء بلديات واغتيال أحد كبار العلماء النوويين.

القدس - أعلنت السلطات الإسرائيلية عن تفكيك شبكة كانت تخطط لتنفيذ اغتيالات لصالح إيران، فيما يأتي ذلك بعد يوم من اعتقال 7 من أفراد خلية بالقدس الشرقية بعد الاشتباه في تورط أفرادها في قضية تجسس.

وأفضى تحقيق إسرائيلي بين جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (شين بيت) وشرطة القدس إلى توقيف سبعة شبان تتراوح أعمارهم بين 19 و23 عاما، من سكان بلدة بيت حنينا في القدس الشرقية، بعد الاشتباه في تخطيطهم لاغتيال عالم نووي ورئيس بلدية مدينة في وسط البلاد. 

وهي ليست المرة الأولى التي تعلن فيها إسرائيل عن اعتقال جواسيس يعملون لصالح إيران العدو اللدود للدولة العبرية، كما أعلنت طهران بدورها عن تفكيك العديد من شبكات التجسس التي جندها الموساد الإسرائيلي، دون تقديم أي تفاصيل.

وكشفت التحقيقات في قضية الشبكة أن مسؤولا إيرانيا جنّد المشتبه به الرئيسي ويدعى رامي عليان مقابل مبالغ مالية، مشيرة إلى أنه تمكن من تجنيد ستة أشخاص آخرين من حيه لتنفيذ المهام التي تشمل إحراق مركبات في عين كارم، ورسم عبارات على الجدران، وإلقاء قنبلة يدوية على منزل أحد أفراد قوات الأمن.

وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن أفرد الشبكة تقلوا تعليمات من المسؤول الإيراني بشراء أسلحة وقنابل يدوية، كما كلفهم بجمع معلومات استخباراتية عن رؤساء بلديات إحدى المدن في وسط البلاد واغتيال أحد كبار العلماء النوويين في البلاد.

وبحسب المصادر نفسها فقد جمع الشبان المعلومات المطلوبة وأجروا اتصالات لاقتناء الأسلحلة قبل أن يتم اعتقالهم، لافتة إلى أنهم اعترفوا بتورطهم في التجسس لصالح إيران.

وكشفت أن المشتبه به الرئيسي في القضية "تحرك بناء على تعليمات من إيران التي زودته بتفاصيل دقيقة عن هدف الاغتيال"، مشيرة إلى أن طهران حولت الأموال إلى أفراد الشبكة رغم فشلهم في شراء الأسلحة لتنفيذ المخطط.

وكشف التحقيق أن الشبان حصلوا على مبالغ مالية مختلفة مقابل مهام مختلفة من بينها 500 شيكل لتصوير أماكن مختلفة، بما في ذلك معهد وايزمان و1500 شيكل لتصوير وجهة معينة وألفي شيكل لحرق سيارة، بينما تم تخصيص مبلغ يتراوح بين 13 و15 ألف شيكل لشراء الأسلحة.

وأشارت المصادر نفسها إلى أن عناصر الشبكة اعترفوا بالتواصل مع الإيرانيين كما كشفوا أن الدافع الرئيسي لانخراطهم في العملية قومي.

وقال مصدر كبير في جهاز "الشين بيت" بشكل منفصل نقلا عن معلومات من أجهزة الأمن "العلماء ورؤساء البلديات، فضلا عن كبار أعضاء المؤسسة الأمنية وغيرهم من كبار المسؤولين الإسرائيليين، أهداف لهجمات من عناصر إيرانية".

وذكر بيان مشترك صادر عن الشرطة و"الشين بيت" أن الواقعة هي الخامسة التي تنطوي على محاولات اغتيال بإيعاز من المخابرات الإيرانية وأحبطتها أجهزة الأمن الإسرائيلية في الشهر الماضي.

وتأتي هذه الاعتقالات بعد يوم من الكشف عن قضية تجسس تتعلق أيضا بإيران، تشير تفاصيلها إلى أن سبعة إسرائيليين هاجروا من أذربيجان، بينهم أب وابنه، ظلوا على اتصال لمدة عامين بمسؤولين إيرانيين كجزء من قيامهم بتصوير قواعد عسكرية استهدفتها إيران خلال هجومها الصاروخي الأخير على إسرائيل.

وأفادت مصادر إسرائيلية بأنه تم القبض على عدد من عناصر هذه الشبكة عندما كانوا يترصدون مسؤولا إسرائيليا كبير، بينما يشتبه في أنهم كانوا يخططون لاغتيالهما.

وكشفت محكمة الصلح في "ريشون لتسيون" الاثنين أن السبعة، وجميعهم من سكان حيفا وشمال إسرائيل، سيُقدمون للمحاكمة يوم الجمعة. ومن بين المشتبه بهم جندي فر من الخدمة وقاصران، فيما ستشمل لائحة الاتهام تهمة التعاون مع أعداء الدولة التي تصل عقوبتها إلى السجن المؤبد.

وتشير تقارير إسرائيلية إلى أن "المشتبه بهم عملوا تحت إشراف عملاء إيرانيين مقابل مئات الآلاف من الشواكل المدفوعة نقدا وبالعملات المشفرة".