إسرائيل تلاحق خلايا إيران جنوب سوريا

إيران تبذل جهودا لإعادة مد خطوط التواصل والدعم مع مجموعات كانت تتبع لها وتعمل معها لسنوات في سوريا.

القدس – أعلن الجيش الاسرائيلي اعتقال خلية مسلحة في عملية خاصة بهضبة الجولان جنوب غرب سوريا، خلال ساعات الليل، قال إنها تعمل بتوجيه مباشر من إيران. وفقًا لوسائل إعلام عبرية.

وأضاف الجيش في بيان "نفذت قوات اللواء 474 التابع للفرقة 210 الليلة الماضية عملية خاصة للقبض على خلية من المسلحين تم تحريكها من قبل إيران في منطقة أم اللوقس وعين البصلي في الجنوب السوري، وذلك بالتعاون مع المحققين الميدانيين المنتمين للوحدة 504".

و"أم اللوقس" هي إحدى القرى المحتلة والمدمرة التابعة لمركز الخشنية بمحافظة القنيطرة في هضبة الجولان المحتلة جنوب غرب سوريا. فيما يبدو أن المقصود بـ "عين البصلي" قرية البصالي وهي إحدى القرى المحررة بمركز الخشنية أيضا.

وأفاد تلفزيون سوريا نقلا عن مراسله في القنيطرة بأن قوة خاصة من جيش الاحتلال اقتحمت مزرعة البصالي عند الساعة الثانية فجراً، واعتقلت عامر الأحمد وشقيقه مالك، إضافة إلى سالم الأحمد، الذي أُجبر على العودة من مدينة نوى بريف درعا ليُعتقل معهما.

وأوضح المراسل أن القوة الإسرائيلية انسحبت باتجاه الجولان المحتل من دون وقوع اشتباكات أو تدخل أي جهة أخرى، مشيراً إلى أن مصير المعتقلين ما يزال مجهولاً حتى الآن.

من جانبه، أفاد التلفزيون الرسمي السوري أن "دورية للاحتلال الإسرائيلي مؤلفة من 8 آليات ونحو 40 جنديا تعتقل 3 أشخاص من أبناء قرية البصالي بريف (محافظة) القنيطرة خلال توغلها فجر اليوم في القرية".

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن الثلاثة "من أصول فلسطينية"، وأن العملية الإسرائيلية تمت "دون وقوع أي اشتباكات أو تدخل من الجهات العسكرية أو الأمنية في المنطقة".

ونوّه المرصد إلى أن العملية جاءت "بعد مرور شهرين على اعتقال قريب المعتقلين الثلاثة واقتياده إلى أحد السجون الإسرائيلية".

وكانت وزارة الداخلية السورية أعلنت في 12 حزيران/يونيو، مقتل مدني و"اختطاف" سبعة آخرين في عملية توغل إسرائيلية جنوب دمشق.

ولم يذكر البيان الإسرائيلي عدد أو جنسيات عناصر الخلية المذكورة. وأشار إلى أنه "على ضوء معلومات استخبارية وردت في الأسابيع الأخيرة جراء التحقيقات نفذت قوات اللواء عملية ليلية مركزة نتج عنها القبض على عدد من المسلحين".

وتابع "بالإضافة إلى ذلك، عثرت القوات خلال العملية على وسائل قتالية منها أسلحة وقنابل يدوية في المنطقة التي تم فيها القبض على المسلحين"، وتابع أنه سيواصل جهوده لإحباط ترسيخ الجماعات الإرهابية التي لها صلة بإيران في سوريا، لاسيما بالقرب من الحدود الإسرائيلية.

ومنذ عام 1967 تحتل إسرائيل معظم مساحة هضبة الجولان السورية، واستغلت الوضع بعد سقوط نظام الأسد، فاحتلت المنطقة السورية العازلة وتوغلت في محافظتي القنيطرة وريف دمشق، وأعلنت انهيار اتفاقية فض الاشتباك بين الجانبين لعام 1974.

وشنت منذ ديسمبر/كانون الثاني 2024 عشرات الغارات مستهدفة قواعد عسكرية جوية وبحرية وبرية للجيش السوري السابق. ولم يصدر تعليق من طهران حول ادعاء إسرائيل تحريك الخلية من إيران.

وذكرت مصادر مطلعة أن إيران تبذل في الآونة الأخيرة جهودا لإعادة مد خطوط التواصل والدعم مع مجموعات كانت تتبع لها وتعمل معها لسنوات في سوريا، وتحديدا في درعا وحوض اليرموك، والمنطقة القريبة من الحدود السورية العراقية والسورية اللبنانية، في الوقت الذي تقول فيه السلطات السورية أنها تدرك أن إيران لن تُسلم بخسارتها في سوريا، وأن الأمن العام بدأ بتشكيل فرق رصد ومتابعة في عدة مناطق سورية حيوية منها الجنوب السوري، في محاولة لمنع إيران من إعادة إنتاج مجموعات جديدة تتبع لها.
وكانت وكالات تابعة لإيران نشرت في الثالث من مارس/آذار الجاري أخبارا عن تشكيلٍ جديد يُسمى "المقاومة الإسلامية في سوريا- أولي البأس" حيث من المرجح أن يكون هذا التشكيل هو المظلة التي ستعتمدها الماكينة الإعلامية الإيرانية لزعزعة الواقع الأمني الهش في سوريا.

ويوم الأحد الماضي، أطلق الجيش الاسرائيلي النار على شابين من قرية صيصون بريف درعا الغربي، ما أدى إلى إصابتهما بجروح متوسطة، قبل أن يعتقلهما وينقلهما إلى داخل الأراضي المحتلة.

ووقعت الحادثة وقعت عندما كان الشابان في طريقهما لزيارة جدتهما المقيمة قرب قرية معرية، الواقعة على مقربة من الشريط الحدودي.

وشاركت دبابة إسرائيلية من طراز "ميركافا" شاركت في عملية نقل الشابين المصابين، بعد أن تم اعتقالهما ميدانياً من قِبل القوات الإسرائيلية.

يُشار إلى أن وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام، جان بيير لاكروا، أكد في تصريح من سوريا أواخر شهر يونيو/حزيران الفائت، أن وجود القوات الإسرائيلية في المنطقة العازلة مع سوريا يُعد انتهاكاً، مضيفاً أنه بموجب اتفاق فض الاشتباك الموقّع عام 1974، يُسمح فقط لقوات "أندوف" بالوجود العسكري في تلك المنطقة.

والاثنين، قال وزير الخارجية الإسرائيلي إن بلاده "مهتمة" بتطبيع علاقاتها مع سوريا ولبنان، مؤكدا أن هضبة الجولان السورية المحتلة ستبقى "جزءا لا يتجزأ" من الدولة العبرية.

وتؤكد إسرائيل منذ سقوط الأسد أنها لن تتساهل مع أي "تهديد" في جنوب سوريا.

من جهته، يشدد الرئيس الانتقالي أحمد الشرع منذ وصوله الى السلطة أن دمشق غير راغبة في أي تصعيد مع جيرانها وأنها لن تشكّل تهديدا لهم.