إسرائيل تهدم منازل قرب القدس وسط انتقادات دولية

مئات من الجنود وافراد الشرطة الاسرائيلية يباشرون الهدم قرب الجدار الفاصل في عملية تؤثر على 350 فلسطينيا.

صور باهر (الضفة الغربية) - بدأت قوات إسرائيلية هدم منازل قرب جدار عسكري على مشارف القدس صباح الاثنين وذلك أمام احتجاجات فلسطينية وانتقادات دولية.
ودخلت جرافات يرافقها مئات من الجنود والشرطة الإسرائيلية بلدة صور باهر الفلسطينية على مشارف القدس الشرقية.
ويخشى الفلسطينيون من أن يكون هدم أبنية بالقرية الواقعة قرب السياج سابقة يتبعها هدم مماثل في بلدات أخرى على طول الجدار الذي يمتد لمئات الكيلومترات حول وعبر الضفة الغربية المحتلة.
والهدم هو أحدث حلقة في جدل مطول بشأن مستقبل القدس التي يسكنها أكثر من 500 ألف إسرائيلي ونحو 300 ألف فلسطيني.
واجتازت قوات إسرائيلية قطاعا من السلك الشائك بالجدار في صور باهر فجر الاثنين وبدأت في إبعاد السكان من المنطقة.
وأضاءت الانوار الكاشفة المنطقة بينما نقلت عشرات المركبات أفرادا من الشرطة والجيش إلى القرية.
ومع أول ضوء للنهار، بدأت الحفارات في هدم منزل يتألف من طابقين، وانتقل جنود في عدة طوابق ببناية قريبة تحت الإنشاء.
وصور المشهد فلسطينيون وإسرائيليون ونشطاء دوليون احتشدوا بالمنطقة في محاولة لوقف الهدم.
وقال حمادة حمادة أحد وجهاء صور باهر "منذ الثانية صباحا يجلون الناس من منازلهم بالقوة وبدأوا في زرع متفجرات في المنازل التي يرغبون في هدمها. يوجد مئات الجنود هنا".

أريد أن أموت هنا

وكانت المحكمة العليا الإسرائيلية قضت في يونيو/حزيران بأن الأبنية تنتهك حظرا للبناء بالمنطقة. وينتهي الموعد النهائي الممنوح للسكان لهدم الأبنية يوم الجمعة.
وقال بعض السكان إنهم سيشردون. ويقول ملاك الأبنية إنهم حصلوا على تراخيص البناء من السلطة الفلسطينية التي تمارس حكما ذاتيا محدودا في الضفة الغربية.
وهتف رجل وهو يشاهد هدم منزله "أريد أن أموت هنا".
وأفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن القرار الإسرائيلي يشمل عشرة مبان بعضها قيد الإنشاء وسيتسبب بتشريد 17 شخصا ويؤثر على 350 آخرين.
وقام دبلوماسبون معظمهم أوروبيون من نحو 20 دولة في 16 تموز/يوليو بجولة في حي وادي الحمص ببلدة صور باهر حيث حضهم مسؤولون فلسطينيون على اتخاذ إجراءات لمنع إسرائيل من هدم المنازل.
ودعا محافظ القدس عدنان غيث الدبلوماسيين وبلدانهم إلى "وقف هذه الجرائم المستمرة".
وقام الدبلوماسيون وبينهم القنصل العام لفرنسا في القدس بيار كوشار بلقاء سكان من الحي.
وامام الدبلوماسيين، قال إسماعيل عبيدية (42 عاما) وهو أب لأربعة أطفال ويعيش مع أسرته في أحد المباني المعنية بالقرار الإسرائيلي "عندما يتم هدم المنازل سينتهي بنا الأمر في الشارع".

مخاوف من هدم جميع المنازل على طول الجدار
مخاوف من هدم جميع المنازل على طول الجدار

ويخشى السكان تعرض 100 مبنى آخر في المنطقة للخطر في المستقبل القريب.
وأصدرت السلطات الإسرائيلية أوامر بهدم المباني مبررة ذلك بوجودها في منطقة أمنية بالقرب من الجدار الإسرائيلي الذي يعزل القدس عن الضفة الغربية المحتلة.
ويتهم الفلسطينيون إسرائيل باستخدام الأمن ذريعة لإجبارهم على ترك المنطقة كجزء من المساعي المستمرة لصالح التوسع الاستيطاني وفتح الطرق التي تربط بين المستوطنات.
ويقول الفلسطينيون إن معظم المباني تقع في مناطق خاضعة للسيطرة المدنية للسلطة الفلسطينية بموجب اتفاقات أوسلو.
وتنفذ السلطات الإسرائيلية بانتظام عمليات هدم لما تعتبره ابنية غير قانونية لفلسطينيين في القدس الشرقية والضفة الغربية المحتلتين.
وتمتنع إسرائيل عن منح تصاريح بناء للفلسطينيين في المناطق الخاضعة لسيطرتها، ويقول الفلسطينيون ونشطاء حقوق الإنسان إن هذا المنع سبب نقصا في المساكن.