إسرائيل توقف زوجين جاسوسين جندتهما إيران

القدس - أعلنت الشرطة الإسرائيلية الخميس اعتقال إسرائيليَين للاشتباه بقيامهما بالتجسس لصالح إيران بعد أيام فقط من اعتقال مجموعتين يشتبه في عملهما لحساب الجمهورية الإسلامية فيما تكشف عمليات الإيقاف المتكررة للجواسيس نجاح الأجهزة الأمنية والاستخباراتية في مواجهة الظاهرة.
وجاء في بيان مشترك للشرطة وجهاز الأمن الداخلي أن "إحباط جهود إيران لتجنيد إسرائيليين مستمر".
وقالت الشرطة إن الإسرائيليين، وهما زوجان من مدينة اللد في وسط إسرائيل، متورطين في جمع معلومات استخباراتية عن "البنى التحتية الوطنية والمواقع الأمنية وتعقب (شخصية) أكاديمية".
وأشار البيان إلى أن "رافائيل ولالا غولييف ... من سكان اللد اعتقلا بعد أن نفذا مهام نيابة عن خلية إيرانية تجند إسرائيليين من دول القوقاز في إسرائيل" مضيفا "تم تجنيد الزوجين من قبل إلهان أحاييف وهو مواطن أذريبجاني يعمل نيابة عن مسؤولين إيرانيين".
وأوضح أن الزوجين راقبا مواقع إسرائيلية حساسة، بما في ذلك مقر الموساد (جهاز الاستخبارات الخارجية) وجمعا معلومات استخباراتية عن أكاديمية تعمل في معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب.
بدورها كشفت وسائل اعلام إسرائيلية أن الزوجان نفذا عمليات جمع معلومات استخباراتية عن مواقع أمنية وبنية تحتية وطنية، فضلاً عن محاولة استهداف باحثة بارزة مشيرة وفق ما نقلته السلطات أن الأكاديمية "كانت مهددة بالتعرض لأذى جسدي".
وكشف موقع "واي نات" العبري ملفات المحكمة قائلا ان الزوجين بدآ التنسيق مع عميلين إيرانيين في عام 2021، وجمع المعلومات الاستخباراتية عن مواقع استراتيجية وإرسال صور ثابتة ومقاطع فيديو عبر تطبيقات المراسلة المشفرة.
ووجهت للزوجين وهما من أصول قوقازية "تهمة مساعدة العدو في الحرب ونقل المعلومات بقصد المساس بالأمن القومي. وقد طلبت النيابة العامة إيداع الزوجين الحبس الاحتياطي طوال الإجراءات القانونية.

ومن بين المواقع التي تم تصويرها وفق ما نشره الموقع العبري "مقر الموساد والقنصلية المولدوفية في تل أبيب، ونقاط رئيسية حول منطقة جليلوت، وشركة الكهرباء الإسرائيلية، وميناء حيفا، والملاجئ العامة في تل أبيب، ومقابر ضحايا هجوم حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، ومصنع كان يعمل فيه أحد المشتبه بهم.
واوضحت أن الرجلين نقلا هذه المعلومات إلى مشغليهما باستخدام اتصالات آمنة لتجنب الكشف.
وتنص لائحة الاتهام وفق الموقع على أن رافائيل غولييف تلقى تعليمات بتجنيد عملاء إضافيين لإنشاء شبكة سرية. وعلاوة على ذلك، يُتهم بمراقبة باحثة تابعة لمعهد دراسات الأمن القومي، وهو مركز أبحاث أمني بارز، لم يتم الكشف عن هويتها، وتصوير مسكنها وسيارتها على مدار ساعات من المراقبة.
وبحسب جهاز الأمن العام الإسرائيلي (شين بيت) والشرطة، فإن الإيرانيين كانوا يعتزمون إلحاق الأذى بالباحثة، حيث ورد أن غولييف كان يتلقى 600 دولار يومياً مقابل أنشطة المراقبة.
وظل غولييف طوال فترة تنفيذ المهمة على اتصال بمشغليه، وكان يتلقى أموالاً إضافية بشكل دوري. وتنص لائحة الاتهام على أن الزوجين تلقيا ما يقرب من 26 ألف دولار إجمالاً مقابل جهودهما.
وكشف التحقيق الذي أجراه جهاز الأمن العام (الشاباك) ووحدة الجرائم الدولية ووحدة السايبر في الشرطة، عن الشبكة المدعومة من إيران، والتي كانت تهدف إلى تجنيد أفراد من الجالية القوقازية في إسرائيل.
ويأتي إعلان الخميس بعد أكثر من أسبوع من كشف قوات الأمن الإسرائيلية عن مجموعتي تجسس أخريين.
وأعلنت الشرطة الإسرائيلية في 22 تشرين الأول/أكتوبر تفكيك شبكة تجسس تضم سبعة إسرائيليين كانوا يجمعون معلومات عن القواعد العسكرية في الدولة والبنية التحتية للطاقة لصالح الاستخبارات الإيرانية.
وسبق ذلك إعلان الشرطة اعتقال سبعة إسرائيليين آخرين من مدينة حيفا ووجهت إليهم اتهامات بتنفيذ مئات من مهام التجسس بتوجيه من طهران.
والشهر المنصرم، أعلنت الشرطة الإسرائيلية توقيف إسرائيلي للاشتباه بأن الاستخبارات الإيرانية جندته للتخطيط لاغتيال مسؤولين بارزين من بينهم رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو.
وقد نجا رئيس الوزراء الإسرائيلي من محاولة اغتيال بعد استهداف مسيرة لمنزله طلقتها جماعة حزب الله اللبنانية الموالية لطهران.
وتأتي هذه الاعتقالات في وقت تخوض إسرائيل مواجهات على عدة جبهات مع حزب الله في لبنان وحركة حماس في قطاع غزة والمتمردين الحوثيين في اليمن، وجميع هذه الجماعات مدعومة من إيران.