7 قتلى في مواجهات مناوئة لتركيا في شمال سوريا

معبر باب الهوى الحدودي بين تركيا والشمال السوري يعتبر الشريان الوحيد لدخول شاحنات المساعدات الأممية وحركة التجارة وعبور المرضى إلى الأراضي التركية.
إغلاق المعابر يخنق شمال سوريا بعد موجة عنف في تركيا

ادلب (سوريا) - ارتفع عدد قتلى الاحتجاجات المناوئة لتركيا في شمال سوريا إلى 7 أشخاص، وفق ما أكدت مصادرة متطابقة في أحدث حصيلة لأعنف مواجهات تشهدها مدن وبلدات ريف حلب الشمالي على اثر موجة اعتداءات تعرض لها سوريون في ولاية قيصري والتي تعتبر المتنفس الوحيد للمنطقة، فيما كانت السلطات التركية قد أغلقت أمس الاثنين، جميع المعابر الحدودية التي تربطها مع شمال غربي سوريا، بسبب هذه التطورات.

وقالت مصادر محلية إن الجانب التركي أغلق معابر باب السلامة والراعي وجرابلس شمالي حلب، من دون تحديد موعد لإعادة عملها، بعدما شهدت هذه المعابر وقفات احتجاجية ومظاهرات غاضبة تطورت لاحقاً إلى محاولات اقتحامها.

كما أغلق الجانب التركي معبر باب الهوى الحدودي شمالي إدلب أيضاً، على الرغم من عدم خروج احتجاجات في المنطقة، وأعلنت إدارة المعبر مساء الاثنين، إغلاقه أمام المسافرين والمرضى والشاحنات التجارية والمساعدات الإنسانية، دون تحديد موعد لإعادة افتتاحه.

ونشر المعبر على حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي، بيانا مقتضبًا جاء فيه "نحيطكم علما أن معبر باب الهوى سيكون مغلقا أمام حركة المسافرين والمرضى والشاحنات الثلاثاء"، مضيفًا "سنبلغكم باستئناف العمل في تنويه لاحق".

ويعد معبر باب الهوى الحدودي بين تركيا والشمال السوري "الشريان الوحيد لدخول شاحنات المساعدات الأممية وحركة التجارة وعبور المرضى" إلى تركيا، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.

ويأتي ذلك بعد عدة أحداث استهدفت سوريين في تركيا، في ظل موجة عنصرية يتعرضون لها، أسفرت عن حالة احتقان شعبي ومظاهرات تخللها إطلاق نار على نقاط للجيش التركي.

وأضاف المرصد أن تركيا أغلقت من جانبها معابر باب السلامة والراعي وجرابلس، وذلك تزامنا مع الأحداث المتصاعدة في الشمال السوري والمظاهرات الغاضبة في إدلب وريفها ومناطق سيطرة القوات التركية والفصائل الموالية لها، تنديدا باعتداءات بحق اللاجئين السوريين في تركيا.

وقتل أربعة أشخاص، الاثنين، خلال الاحتجاجات التي شارك فيها مئات الأشخاص بحسب المرصد السوري، قبل أن ترتفع الحصيلة إلى سبعة قتلى اليوم الثلاثاء، فقد عبّر المتظاهرون عن غضبهم غداة أعمال عنف اندلعت إثر اتهام سوري بالتحرش بطفلة، واستهدفت أعمالا تجارية وممتلكات تابعة لسوريين في مدينة قيصري التركية، وأوقفت الشرطة التركية على خلفيتها 67 شخصا.

وأفاد مدير المرصد السوري رامي عبدالرحمن، في تصريحات لوكالة فرانس برس بأن "أربعة أشخاص قتلوا خلال تبادل إطلاق النار بين متظاهرين وحراس مواقع تركية، ثلاثة منهم قتلوا في عفرين، وآخر في جرابلس". وأصيب 20 آخرون بجروح".

ودان الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، موجة العنف الأخيرة ضد اللاجئين السوريين في تركيا. وقال "بغض النظر عن هوياتهم، فإن إضرام النيران في الشوارع وفي المنازل هو أمر غير مقبول"، مشددا على وجوب عدم استخدام خطاب الكراهية لتحقيق مكاسب سياسية.

وأظهرت تسجيلات مصوّرة انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي إضرام النيران في متجر للبقالة في قيصري.

 

وأشار وزير الداخلية التركي، علي يرلي كايا، إلى أن مواطنين أتراكاً ألقوا القبض على المشتبه به السوري وسلموه إلى الشرطة، وكتب على منصة أكس بأنه يشتبه بأن السوري تحرّش بقريبته السورية.

وشهدت تركيا التي تستضيف حوالي 3.2 ملايين لاجئ سوري أعمال عنف في السنوات الأخيرة، أثارتها في أكثر الأحيان شائعات تنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقات الرسائل النصية.

وجاءت أحداث قيصري، بالتزامن مع حملة أمنيّة مكثّفة تستهدف اللاجئين السوريين في ولاية غازي عنتاب جنوبي تركيا، حيث تُجري السلطات التركية عمليات تفتيش واسعة النطاق على منازل اللاجئين وأماكن عملهم، وفي الأسواق والمولات ومحطات المواصلات.

وحذّر رئيس الحكومة السورية المؤقتة (معارضة) عبد الرحمن مصطفى من فتنة تسعى أطراف لزرعها لإلحاق الضرر بالتحالف بين السوريين والدولة التركية.

وأضاف في تصريحات لقناة "سي.إن.إن.تورك" التركية مساء الاثنين، إنّ الجيش التركي يكافح الإرهاب بسوريا تحت العلم التركي، مضيفا "وكما هو العلم التركي مقدس للأمة التركية فهو مقدس أيضًا بالنسبة لنا". وأشار مصطفى لوجود عمل تحريضي، وأنّ الضرر الذي لحق بتركيا لحق بالشعب السوري أيضا.

وقال "لا يمكن نقل الأحداث في سوريا إلى تركيا أو الأحداث في تركيا إلى سوريا، وسنحاسب على ما حدث في سوريا. والجمهورية التركية تحاسب من انتهك القانون. إذا حولنا الأحداث الفردية إلى أحداث اجتماعية فلن يستفيد من ذلك إلا أعداءنا".

وأشار مصطفى إلى أن السوريين المقيمين في تركيا ضيوف ويجب عليهم الالتزام بقوانين الجمهورية التركية، وأوضح أنه حتى لو استغرق التوصل إلى حل في سوريا وقتا طويلا، فإن هدف المعارضة مع تركيا جعل شمال سوريا منطقة آمنة وضمان عودة اللاجئين السوريين إلى أراضيهم.

ونوه "الدولة التركية تعاقب أي شخص لا يلتزم بالقانون ويخلّ بالسلم الاجتماعي، ويتم ترحيله إلى سوريا"، مبينا أنه من الخطأ تعميم الأخطاء الفردية على الجميع.

ودعا مصطفى الشعب السوري إلى ضبط النفس قائلاً "دعونا لا نعطي فرصة لمن يريد الإضرار بمستقبل الجمهورية التركية وأمنها القومي والتحالف بيننا لخلق سوريا مستقرة".