إنكلترا تفك عقدتها الألمانية وتحجز مكانا في ربع نهائي كأس أوروبا

الانتصار بثنائية نظيفة بحضور قرابة 40 ألف متفرج للمرة الأولى في 'ويمبلي' منذ بدء تفشي كورونا كان الأول لإنكلترا في معقلها على الألمان في آخر ثماني مواجهات بين المنتخبين على هذا الملعب وتحديداً منذ اللقاء الودي بينهما في آذار 1975.

لندن - تمكنت إنكلترا أخيراً من فك عقدتها الألمانية وبلغت ربع نهائي كأس أوروبا بفوزها على "مانشافت" 2-صفر الثلاثاء على ملعب "ويمبلي" في لندن أمام قرابة 40 ألف متفرج.

صحيح أن الإنكليز توجوا بلقبهم الوحيد على الإطلاق، إن كان قارياً أو عالمياً، بفوزهم في نهائي مونديال 1966 على ألمانيا الغربية على نفس الملعب الذي جمع المنتخبين الثلاثاء، إلا أن "مانشافت" شكل عقدة تاريخية لمنتخب "الأسود الثلاثة" منذ ذلك النهائي المثير للجدل (4-2 بعد التمديد).

وودع الإنكليز نهائيات كأس العالم أعوام 1970 من ربع النهائي و1990 من نصف النهائي و2010 من ثمن النهائي على يد الألمان، كما ودعوا البطولة الأخيرة التي استضافوها على أرضهم عام 1996 في كأس أوروبا من نصف النهائي على يد الغريم التاريخي الذي توج لاحقاً بلقبه الثالث والأخير في البطولة القارية.

ولعب مدرّب إنكلترا الحالي غاريث ساوثغيت دوراً في الخروج المرير لمنتخب بلاده بإهداره ركلة ترجيحية في تلك المباراة قبل 25 عاماً، ما جعل انتصار الثلاثاء ثأراً شخصياً له وذلك بفضل هدفين متأخرين سجلهما رحيم سترلينغ (75) والقائد هاري كاين (86).

وانتصار الثلاثاء بحضور هذا العدد من الجمهور للمرة الأولى في "ويمبلي" منذ بدء تفشي فيروس كورونا في آذار/مارس 2020، كان الأول لإنكلترا في معقلها على الألمان في آخر ثماني مواجهات بين المنتخبين على هذا الملعب، وتحديداً منذ اللقاء الودي بينهما في آذار/مارس 1975 (2-صفر).

وتخطت إنكلترا بذلك دوراً اقصائياً في البطولة للمرة الثانية فقط منذ ربع نهائي 1996 حين تغلبت على إسبانيا بركلات الترجيح.

وتلتقي إنكلترا التي تحافظ على شباكها نظيفة في مبارياتها الأربع الأولى في بطولة كبرى منذ مونديال 1966 حين توجت باللقب الأول والوحيد له على كافة الأصعدة، في ربع النهائي الفائزة من المواجهة المقررة لاحقاً في غلاسكو بين السويد وأوكرانيا.

نهاية حقبة لوف 

وبخروجها من ثمن النهائي، ودعت ألمانيا مدربها منذ 2006 يواكيم لوف الذي كان يخوض البطولة الأخيرة مع المنتخب قبل أن يترك منصبة لهانزي فليك.

وتأهلت إنكلترا الى ثمن النهائي من دون هزيمة وبشباك نظيفة لكنها لم ترتق الى مستوى التطلعات من ناحية الأداء في الفوزين اللذين حققتهما على كرواتيا وصيفة بطلة العالم وتشيكيا، فيما أحرجت بالتعادل السلبي أمام جارتها المتواضعة اسكتلندا.

ولم تكن حال الألمان أفضل من "الأسود الثلاثة" إذ خسروا أمام غريمتهم فرنسا بطلة العالم افتتاحاً (صفر-1)، قبل أن يكشروا عن أنيابهم أمام البرتغال حاملة اللقب (4-2) وصولاً الى مباراتهم المصيرية أمام المجر التي كادت أن تطيح بهم خارج البطولة لو لم يدرك ليون غوريتسكا التعادل 2-2 في الدقائق القاتلة.

تعديل تكتيكي للإنكليز 

واختار ساوثغيت أن يبدأ اللقاء بتعديل تكتيكي حيث اعتمد على خط خلفي من ثلاثة مدافعين عوضاً عن أربعة هم كايل ووكر وجون ستونز وهاري ماغواير، فيما أوكل الى كيران تريبيير مهمة الجناح الأيمن على حساب جاك غريليش، وللوك شو مهمة الجناح الأيسر فيما تكون ثلاثي المقدمة من بوكايو ساكا وهاري كاين ورحيم سترلينغ.

وبعدما اضطر لعزل نفسه لعشرة أيام بسبب مخالطة لاعب اسكتلندا بيلي غيلمور المصاب بفيروس كورونا، عاد مايسون ماونت الى المنتخب لكنه جلس على مقاعد البدلاء، فيما غاب زميله في تشلسي وفي المخالطة بن تشيلويل عن التشكيلة بأكملها.

وفي الجهة المقابلة، أجرى لوف ثلاثة تعديلات على التشكيلة التي تعادلت مع المجر، حيث أشرك المتعافي من الإصابة توماس مولر وتيمو فيرنر وليون غوريتسكا أساسيين على حساب لوروا سانيه وسيرج غنابري وإيلكاي غوندوغان الذي تعافي في الوقت المناسب من إصابة لكنه جلس على مقاعد البدلاء.

 كاين يفرط بالفرصة الأخطر في الشوط الأول 

وبدأت الحساسية حتى قبل بدء المباراة مع توجيه الجمهور صافرات الاستهجان خلال عزف النشيد الوطني الألماني نظراً للخصومة التاريخية بين البلدين ليس فقط على الصعيد الكروي، بل على الصعيد السياسي والحربين العالميتين الأولى والثانية اللتين خاضهما البلدان بمواجهة بعضهما.

وبدا الألمان عازمين على الرد في أرض الملعب حيث حاصروا أصحاب الضيافة في ملعبهم وهددوا مرمى جوردن بيكفورد منذ البداية لكن من دون خطورة حقيقية، قبل أن يدخل الإنكليز تدريجياً في الأجواء وكانوا قريبين من افتتاح التسجيل بتسديدة بعيدة لسترلينغ تألق مانويل نوير في صدها (16).

وتسيَّد الإنكليز المباراة بعد ذلك لكن من دون خطورة تذكر حتى نهاية الوقت الأصلي من الشوط الأول الذي شهد في الدقائق الـ45 محاولتين خطيرتين فقط وكانتا لسترلينغ ولفيرنر من الجهة الألمانية في الدقيقة 32 من زاوية صعبة بعد تمريرة من هافيرتس لكنه اصطدم بتألق بيكفورد.

إلا أن الفرصة الأخطر على الإطلاق كانت في الثواني الأخيرة من الوقت بدل الضائع لكاين بعدما وصلته الكرة إثر توغل لسترلينغ أوقفه الألمان لكن الكرة سقطت أمام مهاجم توتنهام المتواجد بمفرده أمام المرمى الخالي بعد تخطيه نوير، إلا أنه تباطأ في التسديد ما سمح لماتس هوملس في اعتراض الكرة وابعادها.

واستهل الألمان الشوط الثاني بفرصة رائعة لهافيرتس بتسديدة "على الطاير" من مشارف المنطقة تألق بيكفورد في صدها (48)، ثم عاد الإنكليز لفرض سيطرتهم لكن من دون خطورة.

ومع الاقتراب من الدقائق العشرين الأخيرة، قرر ساوثغيت الزج بغريليش بدلاً ساكا من ولوف بسيرج غنابري بدلاً من فيرنر بحثاً عن تغيير واقع المباراة.

هدف ثالث لسترلينغ 

ولم ينتظر الإنكليز طويلاً بعد هذا التبديل الأول من الوصول الى المرمى بفضل سترلينغ الذي بدأ الهجمة بلعبة رباعية شارك فيها كاين وغريليش وشو الذي مرر الكرة لجناح مانشستر سيتي الذي تابعها في الشباك (75)، مسجلاً هدفه الثالث في البطولة.

وبتسجيله جميع أهداف بلاده في البطولة حتى الآن، بات سترلينغ أول لاعب يسجل أهدافه بلاده الثلاث الأولى في نهائيات كأس أوروبا أو كأس العالم منذ غاري لينيكر في مونديال 1986.

وحصلت ألمانيا على فرصة ذهبية لإدراك التعادل حين فقد سترلينغ الكرة في منتصف ملعب "ناسيونال مانشافت" فانطلق بها هافيرتس ومررها لتوماس مولر الذي انفرد ببيكفورد لكنه سدد بجانب القائم الإيمن (81).

وحسمت إنكلترا الأمور نهائياً بتسجيلها الهدف الثاني عبر القائد كاين بكرة رأسية بعدما وصلته الكرة من البديل غريليش إثر خطأ في منتصف المنطقة من الألمان ما سمح لشو في خطفها وبناء هجمة الهدف القاتل.0