إهانة أتباع النظام النباتي الأخلاقي الصرف من أشكال العنصرية

القضاء البريطاني يحكم لصالح موظف طرد من عمله بسبب قناعاته المرتبطة بالنظام النباتي الصرف ويعتبر أنه معتقد فلسفي محمي بموجب تشريعات مكافحة التمييز.
الامتناع عن ارتداء الجلد أو الصوف واستخدام مستحضرات تجميل مجربة على الحيوانات

لندن – حكم القضاء البريطاني بأن النظام النباتي الصرف الأخلاقي يشكل "معتقدا فلسفيا" محميا بموجب تشريعات مكافحة التمييز، في إطار قضية بشأن عملية طرد من وظيفة.
وأظهر مسح أجراه معهد "إيبسوس موري" لحساب جمعية "ذي فيغن سوسايتي" إلى أن عدد الأشخاص الذين يتبعون نظاما نباتيا صرفا قارب الـ600 ألف في 2019.
وقال القاضي روبن بوستل من محكمة العمل في نوريتش في شرق إنكلترا إلى أن أي إهانة في حق أتباع النظام النباتي الصرف الأخلاقي "قد ينظر إليها على أنها من المضايقات بما يشبه التمييز المتصل بالإهانات العنصرية أو على أساس الجنس".

هذا حكم شديد الأهمية إذ يتضمن إقرارا للمرة الأولى بأن النظام النباتي الصرف الأخلاقي قد يتمتع بحماية ضد التمييز

 وقال روبن بوستل "أنا مقتنع تماما بأن النظام النباتي الصرف الأخلاقي يشكل معتقدا فلسفيا".
ويقوم النظام النباتي الصرف الأخلاقي على عدم تناول أي طعام من مشتقات الحيوانات كما يرفض معتنقو هذا المبدأ أي استغلال حيواني بأي شكل (ارتداء الجلد أو الصوف واستخدام مستحضرات تجميل مجربة على الحيوانات).
وينص القانون الصادر سنة 2010 بشأن المساواة على أن "المعتقد الفلسفي" هو معتقد أصلي وليس "رأيا أو وجهة نظر بشأن الوضع الحالي تستند إلى المعلومات المتوافرة". كذلك يجب أن يكون ذلك منسجما مع الكرامة البشرية وألا يحصل أي تعارض مع الحقوق الأساسية للآخرين.
واعتبر القاضي أيضا أن جوردي كاساميتيانا وهو رجل في الخامسة والخمسين من العمر يقيم في لندن يقول إنه صُرف من عمله بسبب قناعاته المرتبطة بالنظام النباتي الصرف، هو من أتباع هذا المعتقد.
وقال كاساميتيانا في تصريحات صحافية إن هذا الحكم "سيساهم في التشجيع على النظام النباتي الصرف لأن أتباع هذا المعتقد ممن يخافون التحدث عن قناعاتهم أو قد يشعرون بعدم الترحيب بهم، سيشعرون بأنهم أشخاص ذوي قيمة كبيرة".
وأشار إلى أن هذا الأمر سيفضي إلى ظاهرة عدوى أي أن ازدياد عدد أتباع النظام النباتي الصرف سيساعد على "زيادة عدد الحيوانات وتعزيز وضع البيئة والصحة".
وعلق بيتر دالي محامي كاساميتيانا قائلا "هذا حكم شديد الأهمية إذ يتضمن إقرارا للمرة الأولى بأن النظام النباتي الصرف الأخلاقي (…) قد يتمتع بحماية ضد التمييز".
وتحث منظمات صحية دولية على أهمية تناول الأنظمة الغذائية الصحية القائمة على الخضروات والفواكه بالاساس وزيت الزيتون والابتعاد عن اللحوم.
وتصدرت الوكالة الدولية لأبحاث السرطان التابعة لمنظمة الصحة العالمية عناوين الصحف حول العالم عندما قالت إن اللحوم المصنعة تسبب السرطان.
كما قالت أيضا إن اللحوم الحمراء "ربما تكون مسرطنة" لكن هناك أدلة محدودة على صحة الأمر.
ويعتقد أنه في المملكة المتحدة وحدها تتسبب اللحوم المصنعة بحوالي 5400 حالة من سرطان الأمعاء كل عام.
وتشمل اللحوم الحمراء اللحم البقري ولحم الضأن ولحم الخنزير ولحم العجل ولحم الغزال.
أما اللحوم المصنعة فهي تلك التي عولجت، إما لإطالة عمرها الافتراضي أو لتغيير مذاقها، والأساليب الأكثر شيوعا هي التدخين أو التقديد أو إضافة الملح أو المواد الحافظة.
تقول دراسة مثيرة للجدل إن الامتناع عن النقانق واللحم المفروم وشرائح اللحم وجميع أشكال اللحوم الحمراء أو المعالجة هي مضيعة للوقت بالنسبة لمعظم الناس.
وتضيف الدراسة التي لا تتفق مع معظم المنظمات الكبرى أن الدليل على ضرر اللحوم الحمراء ضعيف وأن الخطر الذي يشكله تناولها على صحة الناس محدود.
وقد أشاد بعض الخبراء بهذه الدراسة وتقييمها "الصارم".
لكن آخرين يقولون "يمكن تعريض الجمهور للخطر" من خلال مثل هذا البحث "المضلل بشكل خطير".