إيران بلسانين، تؤجج النزاع في اليمن وتتوسط للتهدئة

وزير الخارجية الإيراني يلتقي المتحدث باسم الحوثيين في مسقط في خطوة تأتي بعيد دعوة ولي العهد السعودي المتمردين في اليمن إلى العودة للمفاوضات وإعلانه عدم ممانعة المملكة إقامة علاقات طيبة مع طهران.
ظريف يجدد دعم إيران لوقف إطلاق النار في اليمن
مفتاح حل الأزمة اليمنية في يد إيران وليس في يد الحوثيين
إيران تريد دفع المفاوضات النووية مع واشنطن من خلال الحشد لتهدئة في اليمن
لقاء ظريف بمسؤول حوثي يأتي مبادرات سلام اقترحها ولي العهد السعودي

مسقط - التقى وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف المتحدث باسم المتمردين الحوثيين محمد عبدالسلام في مسقط الأربعاء، حيث أكد له موقف طهران المؤيد لوقف إطلاق النار والعودة لطاولة المفاوضات لإنهاء الحرب المدمرة في اليمن.

وتبحث إيران على الأرجح عن تهدئة في اليمن تبدو مطلوبة في الظرف الحالي لتسريع جهود تسوية محتملة مع واشنطن حول الاتفاق النووي، حيث تجري محادثات غير مباشرة بين واشنطن وطهران في فيينا من أجل صيغة تعيد الطرفين لخطة العمل المشتركة حول النووي الإيراني.

وتسعى إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى إعادة إحياء جهود السلام اليمنية، بينما يبقى مفتاح هذه الأزمة في يد إيران التي تدعم الحوثيين سياسيا وبالمال والسلاح.

سبق وأن أعلنت طهران تأييدها لوقف إطلاق النار في اليمن. وجاءت تصريحات ظريف بعد ساعات على دعوة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان المتمردين الحوثيين إلى وقف الحرب والتفاوض وإعلانه أيضا أن المملكة لا تمانع إقامة علاقات طيبة مع الجمهورية الإسلامية.

وبحسب وزارة الخارجية الإيرانية، فإنّ ظريف "جدد التأكيد على موقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بأن الحل السياسي هو السبيل الوحيد لتسوية الأزمة في اليمن والمطالبة بوقف إطلاق النار وتفعيل المفاوضات اليمنية اليمنية".

ويقيم عبدالسلام وقياديون آخرون في صفوف المتمردين المتحالفين مع إيران، في مسقط منذ أعوام. وانعقدت عدة لقاءات بين الوزير الإيراني والمتحدث باسم الحوثيين في العاصمة العمانية في السنوات الأخيرة.

وتشهد الحرب في اليمن حيث قتل وأصيب عشرات آلاف الأشخاص منذ بداية النزاع على الحكم بين المتمردين والحكومة في 2014، تصاعدا منذ أكثر من شهرين مع سعي الحوثيين للتقدم والسيطرة على مدينة مأرب، آخر معقل للحكومة المعترف بها في شمال اليمن.

وفي خضم معركة مأرب، اقترحت السعودية التي تدعم الحكومة عسكريا، وقفا "شاملا" لإطلاق النار الشهر الماضي والعودة للمفاوضات وهو اقتراح رفضه الحوثيون على الفور، مطالبين أولا بإعادة فتح مطار صنعاء المغلق بقرار من السعودية منذ 2016.

وتتّهم الرياض خصمها اللدود إيران بدعم المتمردين بالسلاح والصواريخ ومساعدتهم على تصنيع طائرات مسيّرة يستخدمها هؤلاء لمهاجمة المملكة، لكن طهران تنفي ذلك وتؤكد أنّ دعمها للحوثيين سياسي.

وبعدما هاجمها في عدة مقابلات، قال ولي العهد السعودي لقناة "السعودية" في مقابلة بثت مساء الثلاثاء "في الأخير إيران دولة جارة وكل ما نطمح أن يكون لدينا علاقة طيبة ومميزة مع إيران".

وفي وقت سابق من الشهر الحالي، قال مصدر حكومي عراقي وآخر دبلوماسي غربي إن لقاء جمع مطلع أبريل/نيسان ببغداد وفدين رفيعي المستوى من السعودية وإيران.

وأكّد الأمير محمد في المقابلة التلفزيونية المطولة أنّ المقترح السعودية للحل في اليمن "هو وقف إطلاق النار والدعم الاقتصادي وكل ما يريدونه مقابل وقف إطلاق النار من قبل الحوثي والجلوس إلى طاولة المفاوضات".

وبدأت السعودية عملياتها في اليمن المجاور على رأس تحالف عسكري في مارس/اذار 2015، بعيد تعيين الأمير محمد في منصب وزير الدفاع وقبل عامين من توليه منصب ولي العهد.

وخلال لقائه عبدالسلام، أعرب ظريف عن "أسفه للحرب المفروضة على مدى ستة أعوام ضد الشعب اليمني"، مطالبا "برفع الحصار وإنهاء هذه الحرب"، وفقا لوزارة الخارجية الإيرانية.

وتأتي تحركات ظريف أيضا على وقع مفاوضات نووية في فيينا غير مباشرة بين طهران وواشنطن بوساطة الأطراف المشاركة في الاتفاق النووي للعام 2015 والرامية لإعادة إيران والولايات المتحدة للاتفاق الذي تحلل منه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في مايو/ايار 2018 وأعاد فرض عقوبات على الجمهورية الإسلامية التي قامت بدورها بانتهاك التزاماتها النووية وبدأت في رفع نسبة تخصيب اليورانيوم إلى 60 بالمئة وهو مستوى يقترب من نسبة الـ90 بالمئة المطلوبة لإنتاج أسلحة نووية بينما ينص اتفاق 2015 على نسبة لا تتعدى 3.6 بالمئة.