إيران تؤلب ميليشياتها في العراق على السفير الأميركي

إيران تفرض عقوبات على السفير الأميركي ونائبه والقنصل في أربيل، متهمة الدبلوماسيين الثلاثة بأنه كان لهم دور في اغتيال قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني والقيادي بالحشد الشعبي العراقي أبومهدي المهندس.
الخارجية الإيرانية: الخطوات المناهضة لطهران لن تمر من دون ردّ
العقوبات الإيرانية على السفير الأميركي رد بالمثل على إجراء أميركي
العراق يكابد لتحقيق توازن في علاقاته بين حليفيه الخصمين

طهران - فرضت إيران اليوم الجمعة عقوبات على السفير الأميركي ماثيو تولر لدى العراق ونائبه والقنصل في مدينة اربيل إقليم كردستان شبه المستقل في شمال البلاد، وفق بيان صادر عن الخارجية الإيرانية.

 وأشارت طهران في بيانها إلى أن السفير تولر كان له دور في أعمال "إرهابية" ضد المصالح الإيرانية ومنها عملية اغتيال قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني الذي قتل في غارة أميركية في الثالث من يناير/كانون الأول استهدفت موكبه وكان معه نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي أبومهدي المهندس.

ومن شأن البيان الإيراني أن يؤجج مشاعر عداء الميليشيات العراقية الشيعية المسلحة الموالية لايران ضد الوجود الأميركي الدبلوماسي والعسكري في العراق ومن المحتمل أن يعرض السفير الأميركي ونائبه والقنصل في أربيل لاعتداءات.

وسبق أن حاولت تلك الميليشيات تتقدمها كتائب حزب الله العراقي اقتحام السفارة الأميركية وإحراقها في واحدة من حلقات التصعيد بالوكالة في الساحة العراقية.

وقالت إنها فرضت عقوبات على السفير ماثيو تولر ونائبه والقنصل الأميركي في مدينة أربيل مركز إقليم كردستان العراق، لكونهم "انخرطوا بشكل فاعل في تنظيم وتمويل وقيادة وارتكاب أعمال إرهابية ضد مصالح حكومة أو شعب الجمهورية الإسلامية الإيرانية".

واتهمت الخارجية الإيرانية الدبلوماسيين الثلاثة بـ"انتهاك القوانين الأساسية ومبادئ الحقوق الدولية"، لا سيما "الضلوع في اغتيال الجنرال الحاج قاسم سليماني" قائد فيلق القدس في الحرس الثوري.

وعددت الخارجية من بين أسباب هذه العقوبات الرمزية إلى حد كبير، دور الدبلوماسيين الأميركيين وبلادهم في دعم تنظيمات "إرهابية" في المنطقة أبرزها تنظيم الدولة الإسلامية، و"دورهم في تطبيق العقوبات الظالمة وغير القانونية ضد شعب إيران".

وشدد خطيب زاده في تغريدته التي نشر من خلالها البيان، على أن "الخطوات المناهضة لإيران لن تمر من دون ردّ".

وكانت الولايات المتحدة فرضت الخميس عقوبات على السفير الإيراني في بغداد إيرج مسجدي، متهمة إياه بمحاولة "زعزعة استقرار العراق" وبارتباطه المباشر بالحرس الثوري الإيراني.

السفير الأميركي ماثيو تولر كان قبل توليه مهمة الدبلوماسية في العراق سفيرا لدى اليمن حيث ينشط الحوثيون أحد الأذرع الايرانية في المنطقة
السفير الأميركي ماثيو تولر كان قبل توليه مهمة الدبلوماسية في العراق سفيرا لدى اليمن حيث ينشط الحوثيون أحد الأذرع الايرانية في المنطقة

ورأى مسجدي في وقت سابق الجمعة، أن العقوبات بحقه "أثبتت أحقية أهدافي وأعمالي وجعلتني أكثر تصميما وثباتا لتحقق الأهداف المقدسة للجمهورية الإسلامية الإيرانية والشعب الإيراني".

وأضاف في تصريحات أوردتها وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا) "سررت لسماع هذا الخبر. النظام الإرهابي والإجرامي للولايات المتحدة قد وضعني مرة أخر عل قائمة عقوباته الظالمة إلى جانب 80 مليون إيراني، حيث واجه أبناء بلدي وآلاف الأطفال والمرضى، صعوبات في تلقي الدواء والغذاء وعانون من الضغوط اللا إنسانية في ذروة تفشي كورونا".

واعتمدت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب سياسة "ضغوط قصوى" حيال الجمهورية الإسلامية، لا سيما منذ قرار واشنطن الانسحاب بشكل أحادي من الاتفاق حول البرنامج الإيراني في العام 2018، وإعادة فرض عقوبات اقتصادية قاسية على طهران.

وغالبا ما يجد العراق نفسه نقطة تجاذب بين العدوين اللدودين إيران والولايات المتحدة، إذ تحظى جارته بنفوذ سياسي وعسكري واسع فيه، ويحتاج إليها في مجالات أبرزها التجارة والطاقة، بينما يشكل للثانية مجموعة من المصالح السياسية والعسكرية الكبيرة.

وتعرضت مصالح أميركية في العراق من بينها السفارة وقواعد عسكرية يتواجد فيها جنود أميركيون، لهجمات صاروخية متكررة في الأشهر الأخيرة.

وحذّر مسؤولون أميركيون من أن واشنطن لا يمكنها "التسامح" مع هذه الهجمات التي تتهم مجموعات مسلحة مقربة من طهران بالمسؤولية عنها.