إيران تتجاهل التنديد الدولي بخرق الاتفاق النووي

روحاني يؤكد ان بلاده ستزيد بعد السابع من يوليو معدل تخصيب اليورانيوم الى الحد الأقصى المنصوص عليه في الاتفاق ويهدد باستئناف نشاط مفاعل اراك.
الرئيس الايراني يصف آلية 'انستكس' للالتفاف على العقوبات الاميركية بانها فارغة ولا تنفع
ايران تقول انها قادرة على العدول عن تقليص التزاماتها بموجب الاتفاق النووي خلال ساعة واحدة
فرنسا تؤكد ان إيران لن تكسب شيئا من مخالفة بنود الاتفاق النووي
جونسون يرى ان ايران ترتكب خطا فادحا باصرارها على خرق الاتفاق النووي

طهران - نقلت وكالة الأنباء والتلفزيون الإيرانية عن الرئيس الإيراني حسن روحاني قوله الأربعاء إن بلاده ستزيد بعد السابع من يوليو/تموز معدل تخصيب اليورانيوم إلى أكثر من 3.67 في المئة وهو الحد الأقصى المنصوص عليه في الاتفاق النووي المبرم عام 2015.

وأضاف أنه إذا لم تف الدول التي لا تزال ضمن الاتفاق النووي بوعودها فسيعود مفاعل آراك لأنشطته السابقة بعد السابع من يوليو/تموز.

وتأتي تصريحات الرئيس الإيراني لتزيد من تعقيد الأوضاع وسط محاولات دولية وأوروبية لايجاد تسوية وحلول قادرة على تجنيب المنطقة خطر الحرب.

لكن القيادة الإيرانية تصر على مزيد من التصعيد بعد إعلانها الاثنين تجاوز سقف مخزونها من اليورانيوم المخصّب المنصوص عليه في الاتّفاق النووي لعام 2015.

وقال روحاني ان خفض إيران لالتزاماتها يأتي في إطار الحفاظ على الاتفاق النووي وليس لتوجيه ضربة له". وحث الدول الأوروبية على الالتزام أيضا بالاتفاق، ووصف الآلية المالية التي صاغتها أوروبا لمواصلة النشاط التجاري مع إيران والالتفاف على العقوبات الأميركية بأنها "فارغة ولا تنفع".

وتحاول ايران استعمال سياسة التصعيد كورقة ضغط لدفع الولايات المتحدة والدول الغربية لتقديم تنازلات دون مراعاة لنتائج هذا التصعيد على الاستقرار الدولي.

عندما يعود الجانب الآخر لوعوده فسنقلص تخصيبنا لليورانيوم إلى أقل من حد 300 كيلوغرام المنصوص عليه في الاتفاق

واكد الرئيس الايراني انه يمكن لإيران العدول عن تقليص التزاماتها بموجب الاتفاق النووي خلال ساعة واحدة لكنه اشترط تنفيذ الجانب الاخر لوعوده في اشارة الى الولايات المتحدة الاميركية.

وتابع "عندما يعود الجانب الآخر لوعوده فسنقلص تخصيبنا لليورانيوم إلى أقل من حد 300 كيلوغرام المنصوص عليه في الاتفاق.

ويستخدم قادة ايران خطابا يحوي كثيرا من التحدي للقوى العظمى لكنه يخفي في المقابل ازمة داخلية حادة فرضتها العقوبات الاميركية حيث تعيش ايران على وقع ازمة اقتصادية خانقة تهدد بانفجار داخلي بفعل تراجع صادراتها النفطية.

وقالت وزارة الخارجية الفرنسية الأربعاء إن إيران لن تكسب شيئا من مخالفة بنود الاتفاق النووي.

وقالت أنييس فون دير مول المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية للصحفيين في إفادة يومية "لن تكسب إيران شيئا من الخروج من اتفاق فيينا"، مضيفة "التشكيك في (الاتفاق) سيؤدي فقط إلى زيادة التوترات المتصاعدة بالفعل في المنطقة".

واضافت فون دير مول "لهذا السبب تطالب فرنسا وشركاؤها الأوروبيون إيران بقوة بالتراجع عن التخصيب الزائد دون تأخير والامتناع عن أي إجراءات أخرى تقوض التزاماتها النووية".

وقال بوريس جونسون، الذي قد يصبح رئيسا لوزراء بريطانيا بنهاية يوليو/تموز إن الاتفاق النووي المبرم مع إيران في عام 2015 "يزداد هشاشة على ما يبدو" وحث طهران "على عدم المضي قدما في برنامج الأسلحة النووية".

وأضاف جونسون "أحث الحكومة الإيرانية مجددا على التفكير مليا بشأن... خرق التزاماتها بموجب اتفاق إيران النووي".

ومضى قائلا "أعتقد أن عليهم مواصلة الالتزام به وأعتقد أنه سيكون خطأ فادحا الآن لإيران أن تتخلى عن نهج ضبط النفس وتختار تخصيب مواد نووية. أعتقد أن ذلك سيكون خطأ جسيما".

وكانت فرنسا حثت إيران الثلاثاء على العدول سريعا عن أول تحرك كبير لها ينتهك الاتفاق النووي وندد الرئيس الاميريكي دونالد ترامب بتلك الخطوة ووصفها بأنها "لعب بالنار" بينما تحاول قوى عالمية منع حدوث مواجهة بين واشنطن وطهران.

الرئيس الاميركي دونالد ترامب
ترامب حذر ايران من اللعب بالنار

وقالت الصين، أحد الأطراف الموقعة على الاتفاق النووي في عام 2015 مثل فرنسا، إنها تأسف لهذا التحرك من جانب إيران لكنها حثت جميع الأطراف على التحلي بضبط النفس.

وفي محاولة لتحمل الولايات المتحدة بعضا من المسؤولية قالت الصين ان سياسة تصعيد الضغط التي تمارسها واشنطن مع إيران هي "السبب الجذري للتوترات الراهنة".

ودعت روسيا الثلاثاء إيران إلى "عدم الانسياق وراء العواطف" واحترام "الأحكام الأساسية" من الاتفاق النووي رغم الضغوط الأميركية.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف "ندعو زملاءنا الإيرانيين إلى ضبط النفس، وعدم الانسياق وراء العواطف واحترام الأحكام الرئيسية من الاتفاق" الموقع في فيينا عام 2015.

ندعو زملاءنا الإيرانيين إلى ضبط النفس وعدم الانسياق وراء العواطف

ودعا أيضاً الأوروبيين إلى "الوفاء بوعودهم والتزاماتهم والقيام بكل شيء كي تكون الآلية التي أنشأوها (للسماح للشركات الأوروبية بمواصلة التعامل مع إيران رغم العقوبات) عملانية فعلاً".

واعتبر أن "من دون ذلك، سيكون من الصعب جداً إجراء حوار بنّاء ومنتج بشأن إنقاذ الاتفاق".

وكانت روسيا أعربت الاثنين عن "أسفها" لتجاوز مخزون طهران من اليورانيوم المنخفض التخصيب حدّ الـ300 كلغ ودعت إلى "عدم المبالغة في تصوير الوضع". ونددت بـ"الضغوط الأميركية غير المسبوقة" التي تمارسها الولايات المتحدة على إيران منذ قرار ترامب الانسحاب بشكل أحادي من الاتفاق النووي في أيار/مايو 2018 في محاولة لتحميل الولايات المتحدة جزءا من المسؤولية.

وأكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة والتي تراقب برنامج إيران النووي بموجب الاتفاق إعلان طهران أن مخزونها من اليورانيوم منخفض التخصيب تجاوز الحد المسموح به والمنصوص عليه في الاتفاق.

وقال دبلوماسيان أوروبيان إن بريطانيا وفرنسا وألمانيا لن تفعل في الوقت الراهن آلية فض النزاع الواردة في الاتفاق النووي المبرم مع إيران عام 2015 والتي قد تؤدي إلى إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على الجمهورية الإسلامية.

وأكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي تراقب برنامج إيران النووي بموجب الاتفاق، إعلان طهران الاثنين أن مخزونها من اليورانيوم منخفض التخصيب تجاوز الحد المسموح به.

وقال دبلوماسي أوروبي "ليس الآن. نريد نزع فتيل الأزمة".

واضاف الدبلوماسي الآخر إن القوى الثلاث ستركز على حمل إيران على العودة للالتزام بالاتفاق وإنها تريد كسب مزيد من الوقت للحوار.

وقال أحد الدبلوماسيين إن عقد اجتماع وزاري مزمع للقوى الأوروبية وروسيا والصين وإيران لبحث الأزمة الراهنة أصبح أمرا حتميا لبحث الخطوات التالية لكل الأطراف.