إيران تتمسك بنظرية المؤامرة الخارجية لتبرير قمع المحتجين

قائد ميليشيا الباسيج يدعي إحباط الاحتجاجات التي تسبب بها رفع أسعار الوقود في أنحاء البلاد زاعما بأن الأحداث ترقى إلى 'حرب عالمية'.

طهران - يبدو أن تبريرات السلطات الإيرانية للقمع المفرط تجاه المتظاهرين السلميين بالحديث عن مؤامرة خارجية أصبحت اليافطة الوحيدة التي يرفعها النظام في مواجهة تصاعد الإدانات الدولية.
وفي هذا الإطار اعتبرت ميليشيا الباسيج الإسلامية في إيران الجمعة أن الاضطرابات التي تسبب بها رفع أسعار الوقود في أنحاء البلاد ترقى إلى "حرب عالمية" ضد الجمهورية الإسلامية تم إحباطها.
واندلعت التظاهرات في أنحاء البلد الخاضع لعقوبات في 15 تشرين الثاني/نوفمبر بعدما تم رفع سعر البنزين بنسبة تقارب 200 بالمئة. 
وأفادت السلطات أنه تم توقيف قادة الاحتجاجات بعد اتهامهم بالتحريض على اعمال عنف في وقت تشير فيه اغلب التقارير الدولية بان المحتجين تعرضوا لانتهاكات جسيمة من قبل قوات الامن.
وقال قائد عمليات الباسيج العميد سالار آبنوش إن "حربًا عالمية شاملة ولدت ضد المنظومة والثورة ولحسن الحظ توفي المولود لحظة الولادة".
ونقلت وكالة الأنباء الطلابية (إسنا) شبه الرسمية الخميس عن آبنوش قوله إن استجواب الموقوفين كشف أن "تحالف شر" يضم "الصهاينة وأميركا والسعودية" يقف وراء "الفتنة" في الجمهورية الإسلامية.
ودائما ما يلقي النظام الايراني مسؤولية سياساته القمعية تجاه المتظاهرين على كاهل جهات اجنبية في وقت تتواصل فيه معاناة الشعب الإيراني الاقتصادية والاجتماعية مع الترفيع في سعر الوقود.

وتأتي تصريحات قائد عمليات الباسيج تماهيا مع تصريح مسؤولين في ايران بان اعداء خارجيين يقفون وراء الاحتجاجات التي يجمع جميع المراقبين انها عفوية وناتجة عن قرار برفع سعر البنزين دون اعتبار للمقدرة الشرائية المنهارة للمواطن الايراني الذي يعاني تبعات العقوبات الأميركية المشددة.
وأكد المرشد الأعلى لجمهورية إيران الإسلامية آية الله علي خامنئي الأربعاء أنه تم "دحر العدو" بعد أيام من التظاهرات التي تخللتها أعمال عنف، على أثر زيادة أسعار الوقود.
وقال خامنئي في خطاب بثه التلفزيون "دحرنا العدو خلال الأحداث الأمنية في الأيام الأخيرة"، مشيرا إلى أن ما حدث "خلال الأيام الاخيرة كان ممارسات أمنية وليست شعبية". وأكد "فرضنا التقهقر على العدو".

المحتجون في ايران
النظام الايراني يرمي مسؤولية سياساته القمعية تجاه المتظاهرين على كاهل جهات اجنبية

وفي تأييد رسمي للرواية التي طرحها خامنئي ذكرت وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية أن الرئيس حسن روحاني أعلن الأربعاء انتصار الحكومة على الاضطرابات التي يتهم أعداء أجانب بإشعالها.
وقال روحاني في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء والتلفزيون الإيرانية على موقعها الإلكتروني "نجح الشعب الإيراني مرة أخرى في اختبار تاريخي وأظهر أنه لن يسمح للأعداء بالاستفادة من الوضع، رغم أنه ربما كانت لديه شكاوى بشأن إدارة البلاد".
ويبدو ان خامنئي وبقية القيادة الإيرانية يرون في الآلاف التي خرجت تذمرا من التدهور الاقتصادي والاجتماعي مجرد أعداء يمكن قمعهم والتعامل معهم تعاملا امنيا صرفا.
وكان الزعيم الإيراني الأعلى أنحى الأحد باللائمة في الاضطرابات على أعداء إيران الخارجيين، ومنهم الولايات المتحدة، وندد بالمحتجين ووصفهم "بالبلطجية" دون ان يشير الى دور النظام وسياساته المتهورة وتدخله في المنطقة في الإضرار باقتصاد الشعب بسبب تشديد العقوبات الغربية خاصة الأميركية.
واستعداء إيران لشعبها تجاوز مجرد التصريحات والتهديد الى استعمال العنف المفرط ضد المحتجين حيث أعربت المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة عن قلقها حيال التقارير التي تحدثت عن "سقوط عدد كبير من القتلى" جرّاء استخدام قوات الأمن الذخيرة الحية لمواجهة الاضطرابات.
وأكد مسؤولون سقوط خمسة قتلى بينما أشارت منظمة العفو الدولية إلى أنها تعتقد أن أكثر من مئة متظاهر قتلوا.
ويصعب التأكد من مدى عنف الأحداث الجارية جرّاء انقطاع خدمة الإنترنت، وهو ما أشار آنبوش إلى أنه ساهم في "عرقلة" جهود أعداء إيران في إثارة الاضطرابات.
وذكرت "إسنا" أن خدمة الإنترنت عبر "ايه دي إس إل" (خطوط الاشتراك الرقمية غير المتماثلة) عادت إلى العمل في عدة محافظات وفي بعض جامعات طهران.