إيران تحذّر إسرائيل وتأبى مغادرة سوريا

الإدارة الأميركية لم تثر بعد موضوع الوجود العسكري الإيراني في سوريا، بينما ترغب في العودة للاتفاق النووي للعام 2015 وهما ملفان يقلقان إسرائيل وسيكونان على الأرجح محور أول اتصال بين نتنياهو وبايدن منذ توليه الرئاسة قبل أقل من شهر.
إيران ترهن خروجها من سوريا بطلب رسمي من الحكومة السورية
دبلوماسي إيراني يهدد إسرائيل بردّ مؤلم إذا تجاوزت الخطوط الحمراء
مواقف أميركية متأرجحة ومغرقة في التردد تقوي شوكة إيران في سوريا

طهران - عاد ملف الوجود العسكري الإيراني في سوريا للواجهة في الفترة الأخيرة على ضوء إبداء إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن رغبتها في العودة للاتفاق النووي الذي انسحب منه الرئيس السابق دونالد ترامب في 2018 وأعاد بموجب ذلك فرض عقوبات قاسية على إيران لكبح أنشطتها المزعزعة للاستقرار في المنطقة وضمن تعزيز أمن إسرائيل.

ويعتقد أن العودة للاتفاق النووي للعام 2015 رغم الجهود المتعثرة، ستدفع إدارة بايدن أيضا لإثارة الوجود الإيراني في سوريا باعتباره تهديدا لإسرائيل في الوقت الذي تبدي فيه الأخيرة قلقا من اللين الذي تظهره الإدارة الديمقراطية حيال إيران.

لكن الرئيس الأميركي الذي تجنب حتى الآن التواصل مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في خضم مراجعة السياسات الخارجية التي أقرها سلفه (ترامب)، يعتزم عما القريب الاتصال بنتنياهو تفاديا لأي توتر في العلاقات مع إسرائيل التي التزمت واشنطن بتعزيز أمنها وتفوقها العسكري في المنطقة.

وفي خضم الالتباسات في المواقف الأميركية المتأرجحة، تبدو إيران أكثر وضوحا سواء بمواقفها التصعيدية من خلال الاستمرار في انتهاك الاتفاق النووي للعام 2015 أو في ما يتعلق بنفوذها في المنطقة.

وقد أعلنت صراحة اليوم الأحد على لسان كبير مساعدي وزير الخارجية علي أصغر حاجي أنها لن تغادر سوريا وسيستمر طالما رغبت الحكومة والشعب السوريان في ذلك.

وحذّر المسؤول الإيراني إسرائيل من أنها "ستواجه ردّا حاسما ستندم عليه في حال تجاوزت الخطوط الحمراء"، مؤكدا أن "وجود إيران في سوريا هو وجود استشاري وسيستمر طالما رغبت الحكومة والشعب السوري".

وليست هذه المرة الأولى التي تبرر فيها طهران تواجدها وتمددها العسكري في سوريا بمقولة "المشورة العسكرية" ونفت مرارا أي تواجد لقواتها على الأرض بينما فضحت جنازات العشرات من قتلاها في سوريا وبينهم جنرالات، تلك الادعاءات.

وتعليقا على غارات إسرائيلية متكررة استهدفت مواقع للحرس الثوري الإيراني ولحزب الله اللبناني في سوريا، قال أصغر حاجي في مقابلة مع وكالة 'سبوتنيك' الروسية، إن "طبيعة الكيان الصهيوني منذ نشأته طبيعة عدائية وقمعية في المنطقة وهذا كان سلوكهم ضد الشعب الفلسطيني وضد الدول المجاورة"، مضيفا أنه "في الوقت الذي تحارب فيه الحكومة السورية الإرهاب، تساعد إسرائيل الإرهابيين".

وقال أيضا "هدف وجودنا في سوريا هو مكافحة داعش والكيانات الإرهابية، لكن إذا أراد الكيان الصهيوني تجاوز الخطوط الحمراء سيواجه برد حاسم يندمه على تصرفاته هذه".

وأوضح ردا على سؤال حول خروج إيران من سوريا، أن بلاده لم تتسلم طلبا رسميا من الحكومة السورية بخروج القوات الإيرانية، مضيفا "نحن متواجدون بطلب من الحكومة السورية ووجودنا استشاري عسكري وسوف يستمر طوال الفترة التي يرغب فيها الشعب والحكومة السورية".

وتابع "الذين عليهم مغادرة سوريا هم من جاؤوا بصورة غير شرعية واحتلوا أراضيها، هؤلاء هم من عليهم ترك الأراضي السورية"، مؤكدا أن "المناطق السورية لابد أن تكون تحت السيادة السورية والحكومة السورية التي تتبنى استتباب الأمن فيها".

وتأتي تصريحات المسؤول الإيراني بعد أيام من مقتل 12 من مسلحي جماعات شيعية موالية لإيران تقاتل في سوريا في ضربة نفذتها طائرات التحالف الدولي بقيادة واشنطن.

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد ذكر سابقا أن إسرائيل استهدفت الأراضي السورية نحو 40 مرة خلال العام الماضي وأن الاستهداف الإسرائيلي تسبب بمقتل نحو 215 من القوات الإيرانية والميليشيات الموالية لها وقوات النظام السوري.