إيران تحرك ميليشياتها لتفكيك حراك عراقي مناوئ لنفوذها

جماعة تطلق على نفسها اسم أنصار الحشد الشعبي تهدد المحتجين العراقيين بأنها لن تبقى مكتوفة الأيدي إذا استمروا في 'الإساءة' لقيادة إيران.   

المشهد العراقي ينفتح على موجة عنف بدفع وترتيب إيراني
قاسم سليماني يشرف على مخطط تفكيك الاحتجاجات العراقية
'أنصار الحشد الشعبي' تلوح بالرد على من يشتم خامنئي وسليماني
ميليشيات إيران في العراق تتوعد 'المسيئين لخامنئي وسليماني

طهران/بغداد - هددت جماعة شيعية عراقية تطلق على نفسها اسم "أنصار الحشد الشعبي" بأنها لن تبقى مكتوفة الأيدي إزاء الشعارات والهتافات "المسيئة" لإيران وللمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي ولقائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني.

ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية ارنا عن بيان للجماعة الشيعية التي يبدو أنها أنشأت حديثا على خلاف ميليشيات شيعية أخرى منضوية تحت لواء الحشد، أن "أنصار الحشد" ترفض رفضا قاطعا الإساءة لإيران وقياداتها في المظاهرات التي يشهدها العراق.

وهذا أحدث وأوضح تهديد تطلقه جماعة شيعية موالية لإيران وسط أنباء عن تحريك طهران ميليشياتها في العراق لتفكيك الاحتجاجات التي رفعت فيها شعارات مناوئة لنفوذ إيران في العراق ومنددة بالفساد وبالتغلغل الإيراني في مفاصل الدولة.  

وبحسب البيان قالت أنصار الحشد "في ظل الأحداث الأخيرة والتظاهرات التي تنادي بالإصلاح ومكافحة الفساد في بغداد وبعض المحافظات، شاهدنا وللأسف الشديد بعض التصرفات والشعارات واللافتات التي تسيء إلى رموز الجمهورية الإسلامية الإيرانية سيما سماحة الإمام الخامنئي قائد الثورة الإسلامية والحاج قاسم سليماني، فما قد حصل أمر مؤلم جدا لا يمكن السكوت عنه".

وقاسم سليماني هو قائد فيلق القدس والمسؤول عن العمليات الخارجية للحرس الثوري وهو المشرف على وكلاء إيران في المنطقة.

ويتردد أنه يتولى في هذه المرحلة عملية تفكيك الاحتجاجات الشعبية العارمة التي قتل فيها العشرات بين موجتها الأولى والثانية في الوقت الذي يزداد فيه الغضب الشعبي من ارتهان إيران لسيادة العراق ومقدراته وثرواته.

وقالت أنصار الحشد الشعبي في بيانها أيضا، بحسب ما نقلت عنها وكالة ارنا الإيرانية "أغلبية الشعب العراقي يرفض هذه الإساءة مطلقا ولا يقبل بما حصل، فهو لا يرد الجميل بهذه التصرفات البعيدة كل البعد عن واقع المجتمع العراقي وما نجده في مسيرة الأربعين من لحمة ووحدة بين الشعبين العراقي والإيراني خير دليل على موقف الشعب العراقي من إخوته الإيرانيين".

احتجاجات العراق
احتجاجات العراق

وصدر هذا البيان قبل التطورات الأخيرة في كربلاء حيث هاجم المحتجون القنصلية الإيرانية وأضرموا النيران في جدرانها، في مشهد مناقض لما ورد في بيان جماعة أنصار الحشد.

وحاولت الجماعة الشيعية العراقية الترويج لما اعتبرته أفضال إيران على العراق قائلة إن "الجمهورية الإسلامية في إيران قد قدمت كل الدعم للشعب العراقي في محنته ومعاناته أيام نظام الطاغية صدام ووقفت مع العراق بعد الاحتلال الأميركي عام 2003 واهم مواقفها الساندة دعمها للقوات المسلحة العراقية وللحشد الشعبي حينما سقط عدد من محافظات العراق بيد داعش".

وتجاهلت في المقابل أن طهران استثمرت في أزمات العراق وحصلت على عقود تجارية بمئات مليارات الدولارات وارتهنت اقتصاده وتغلغلت في مفاصله فلم يعد بإمكان أي حكومة التخلص من هذا النفوذ.

ودافعت أنصار الحشد بشدّة عن خامنئي الذي تعرض للشتم وداس المحتجون العراقيون صوره، زاعمة أنه فتح مخازن السلاح الإيراني للعراقيين فور الهجوم الذي شنه داعش على العراق.

كما ذكّرت في بيانها بأن الجنرال قاسم سليمان حضر في ساحات القتال وقدم الدعم للعراق. وبالفعل أشرف سليماني على عمليات الحشد ليس من باب مساعدة العراق بل من بوابة تقوية نفوذ الحشد الموالي لإيران والذي أصبح رديفا لقوات الجيش العراقي.

وفي تهديدات ضمنية للأحزاب العراقية ومنها أحزاب اسلامية مناوئة للنفوذ الإيراني، قالت أنصار الحشد "عتبنا الشديد على الأحزاب السياسية الإسلامية ووسائل الإعلام والنخب الثقافية سيما على بعض الشخصيات العلمائية والسياسية التي نراها تعلق وتصرح في كل حدث صغيرا كان أو كبيرا، فلم نجد لهؤلاء أي موقف ولو بكلمة تجاه ما حصل من إساءة لقيادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية وهذا أمر مؤسف للغاية فهكذا يُردّ الجميل؟!"

كما انتقدت الجماعة الشيعية العراقية الموقف الرسمي من الشعارات والهتافات الشعبية المناوئة لقيادة إيران ولمرشدها الأعلى خامنئي وجنرالها قاسم سليماني، قائلة "أما الدولة العراقية، أفلا نسمع إدانة أو استنكارا منها؟ ألا يتطلب ذلك موقفا من الحكومة أو الخارجية العراقية أو غيرها؟ فما حصل في أرض العراق وفيه إساءة لدولة جارة، فلو كانت الإساءة لرمز من رموز الدول العربية سيما الخليجية لشاهدنا تصاعد المواقف والأصوات المستنكرة! فلماذا كل هذا الخنوع والسكوت؟".

واختتمت أنصار الحشد بيانها بالقول "وأخيرا نقول كان الأجدر لهذه القلّة التي تريد خروج إيران من العراق وتسيء لرموز الجمهورية الإسلامية الإيرانية، أن ترفع صوتها لخروج القوات الأميركية من العراق التي تثير الفتن والمشاكل والمصائب وتقدم الدعم لداعش وتنتهك سيادة العراق وتتدخل في شؤونه".