القتل لمن يقترب من قنصلية إيران في كربلاء

مقتل أربعة متظاهرين بالرصاص أمام القنصلية الايرانية بعد أن حاولوا احراق المبنى احتجاجا على دعم ايران للنظام السياسي في العراق.

بغداد - حذرت وزارة الخارجية العراقية اليوم الاثنين، المتظاهرين من العبث بأمن البعثات والقنصليات، قائلة إنها "خط أحمر لا يُسمح بتجاوزه"، بعد قيام بعض المتظاهرين بالاعتداء على القنصلية العامة الإيرانية في محافظة كربلاء جنوب بغداد الليلة الماضية.

وأكدت الوزارة في بيان على موقعها الإلكتروني على "التزامها بحرمة البعثات الدبلوماسية التي كفلتها اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية، وضرورة عدم تعريض أمنها للخطر".

وشددت على أن "أمن البعثات والقنصليات خط أحمر لا يُسمح بتجاوزه".

وأطلقت قوات الأمن العراقية ليل الأحد الرصاص الحي باتجاه متظاهرين حاولوا إحراق مبنى قنصلية إيران التي يتهمها المحتجون بأنها خلف النظام السياسي العراقي "الفاسد" الذي يطالبون بـ"إسقاطه".

وشوهد متظاهران اثنان على الأقل ممددين بلا حراك بعدما أصيبا برصاص في الصدر.
واتهم شاب من المحتجين أمام مبنى القنصلية قوات الأمن بإستهداف المتظاهرين قائلا " لا يرمون (يطلقون النار) للأعلى، النية القتل وليس تفريق" المتظاهرين.
وأضاف "إنهم يحمون القنصلية الإيرانية ونحن نريد بلدنا حرا من أي بلد ثان، لا نريد أن يحكمنا بلد آخر".

وأطلقت قوات الأمن العراقية المسؤولة عن حماية المبنى الرصاص الحي تجاه المتظاهرين، ما أدى إلى مقتل أربعة منهم، وفقا لكوادر الطب العدلي في المدينة الواقعة على بعد مئة كيلومتر إلى جنوب بغداد.

وقالت وزارة الخارجية العراقية في بيانها إن السلطات الأمنية قد اتخذت جميع الإجراءات لمنع أي إخلال بأمن البعثات، كما أكدت على أن "مثل هذه الأفعال لن تؤثر في علاقات الصداقة وحسن الجوار التي تربط البلدين الجارين".

ويتهم جزء كبير من الشارع العراقي إيران بأنها مهندسة النظام السياسي في العراق، حيث يتركز غضب المتظاهرين المطالبين بإسقاط النظام خلال الأيام الماضية على إيران صاحبة النفوذ الواسع والدور الكبير في العراق.

انهم يحمون القنصيلة الإيرانية ونحن نريد بلدنا حرا. لا نريد ان يحكمنا بلد آخر

وقبل وقت قصير من إطلاق النار الغزير، رفع المتظاهرون الأعلام العراقية فوق الكتل الإسمنتية المحيطة بالمبنى القنصلي الواسع حيث يرفرف علم الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
وكتب المتظاهرون على الجدار الخارجي "كربلاء حرة، إيران برة (خارج)"، فيما ألقى آخرون أمام أنظار قوات الشرطة، الحجارة وقناني نيران تجاه القنصيلة.
كما أشعل آخرون إطارات سيارات حول القنصلية وعند أحد أبوابها.
وتستقبل مدينة كربلاء (100 كلم جنوب بغداد)، حيث مرقد الإمام الحسين ( ثالث الأئمة المعصومين لدى الشيعة الأثني عشرية)، ملايين الزوار الإيرانيين سنويا.
ويعتبر المحتجون إيران الداعم الرئيسي للأحزاب السياسية والنظام الذي يتهمونه بـ"الفساد".
وما أجج غضب المحتجين العراقيين الزيارات المتكررة لقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني اللواء قاسم سليماني للعراق، وتصريحات المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية علي خامنئي عن وجود "مخططات من الأعداء لإثارة الفوضى وتقويض الأمن في بعض دول المنطقة"، في اشارة للإحتجاجات المطلبية في العراق.
وتوقفت السلطات العراقية الأربعاء عن إعلان حصيلة ضحايا الاحتجاجات في بغداد و جنوب البلاد، بعدما أفيد عن سقوط 257 قتيلا على الأقل في الاحتجاجات التي انطلقت في الأول من تشرين الأول/أكتوبر، لكن مصادر طبية أعلنت مقتل عشرة متظاهرين منذ ذلك الحين.