إيران ترغب في استئناف العلاقات مع السعودية وعينها على لبنان

وزير الخارجية الإيراني يقول من بيروت إن طهران تأمل في إعادة تطبيع العلاقات الدبلوماسية مع المملكة وإعادة فتح سفارتي البلدين بعد سنوات من التوتر والقطيعة.
طهران مستعدة لتأهيل مصانع إنتاج الطاقة الكهربائية المتهالكة في لبنان
إيران تبارك خطوات المصالحة التركية السورية
وزير الخارجية الإيراني يزور بيروت ودمشق

بيروت - قالت إيران اليوم الجمعة إنها تأمل في إعادة تطبيع العلاقات الدبلوماسية مع السعودية، معبرة أيضا عنها استعدادها لمساعدة لبنان على تجاوز أزمته بينما تسعى لتحصين نفوذها والتغلغل أكثر في الساحة اللبنانية من بوابة المساعدات، فيما رحبت كذلك بخطوات التقارب التركي السوري.

وتتحرك إيران على مجمل هذه المحاور، بينما تواجه ضغوطا داخلية مع استمرار احتجاجات شعبية منذ منتصف سبتمبر/أيلول الماضي وخارجية مع حزمة عقوبات غربية ردا على قمع الحراك الاحتجاجي وأخرى على صلة ببرنامجيها النووي والصاروخي وبرنامج الطائرات المسيرة.

وأعرب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان الجمعة من بيروت عن استعداد بلاده لمضي في مسار تطبيع العلاقات مع السعودية بما يشمل إعادة فتح سفارتي البلدين في طهران والرياض.

وقال عبد اللهيان الخميس في مؤتمر صحافي مع نظيره اللبناني عبدالله بو حبيب "نحن نرحب بعودة العلاقات الطبيعية بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والمملكة العربية السعودية وصولاً الى افتتاح المكاتب التمثيلية او السفارات في طهران والرياض في اطار الحوار الذي ينبغي أن يستمر بين البلدين".

وحول اللقاء الأخير بنظيره السعودي قال عبداللهيان "كان هناك اتفاق في وجهات النظر على استمرار الحوار السعودي-الإيراني بالشكل الذي يمكن أن يؤدي بنهاية المطاف لإعادة تطبيع العلاقات بين البلدين".

وفي أول تحرك ايجابي مؤخرا، التقى وزير الخارجية الإيراني الشهر الماضي نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان على هامش القمة الإقليمية التي عقدت في الأردن برعاية فرنسية تحت اسم 'مؤتمر بغداد 2'.

وكانت الرياض قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع طهران مطلع العام 2016، في أعقاب تعرض بعثات دبلوماسية عائدة لها، لاعتداء من محتجين تنديدا بإعدامها رجل الدين الشيعي البارز نمر النمر في قضايا تتعلق بالإرهاب.

وبدأ الخصمان الإقليميان في أبريل/نيسان 2021 حوارا في بغداد سعيا لتهدئة التوترات، لكن الحوار دخل في حال من المراوحة في الأشهر الماضية وأُجريت آخر جولة معلنة منه في أبريل/نيسان 2022.

ورحب عبداللهيان الذي تعد بلاده مع روسيا أبرز داعمي النظام السوري ويفترض أن يزور دمشق السبت، باللقاءات بين مسؤولين سوريين وأتراك بعد 11 عاما من القطيعة بين الدولتين الجارتين.

وقال "نحن سعداء بهذا الحوار الذي يجري بين سوريا وتركيا واللقاءات التي تجري بين مسؤولي البلدين ونعتقد أن هذا الحوار ينبغي أن ينعكس بشكل إيجابي في مصلحة هذين البلدين".

والتقى وزيرا الدفاع التركي والسوري في موسكو في نهاية الشهر الماضي في أول لقاء رسمي على هذا المستوى بين الدولتين منذ بدء النزاع في سوريا في 2011، كما من المفترض أن يُعقد قريبا لقاء على مستوى وزيري الخارجية.

وقبل اندلاع النزاع العام 2011، كانت تركيا حليفا اقتصاديا وسياسيا أساسيا لسوريا، لكن العلاقات بينهما انقلبت رأسا على عقب مع بدء الاحتجاجات ضد النظام في سوريا ودعوة أنقرة التي باتت داعما أساسيا للمعارضة السورية والفصائل المقاتلة، الرئيس السوري بشار الأسد إلى التنحي.

واعتبر الأسد الخميس أن اللقاءات السورية-التركية برعاية روسيا يجب أن تكون مبنية على إنهاء "الاحتلال"، أي التواجد العسكري التركي في شمال سوريا "حتى تكون مثمرة" وذلك في أول تعليق له على التقارب بين الدولتين.

واعتبر أن "الطريقة الأفضل لإيجاد مخرج لمسألة العلاقات السورية التركية" تتمّ عبر الالتزام بمفاوضات أستانا حول سوريا التي ترعاها منذ سنوات طهران وأنقرة وموسكو، مع "إعطاء دور للحضور السوري في هذا الحوار".

ومن المفترض أن يصل عبداللهيان السبت إلى دمشق، وفق صحيفة 'الوطن' السورية المقربة من الحكومة.

وخلال زيارته إلى بيروت، التقي عبداللهيان الجمعة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، كما سيلتقي رئيس مجلس النواب نبيه بري.

وأعرب عبداللهيان مجددا عن استعداد إيران لمدّ لبنان بالفيول وتأهيل مصانع إنتاج الطاقة الكهربائية المتهالكة أو بناء أخرى في حال تم الاتفاق مع الحكومة اللبنانية.

ووسط انهيار اقتصادي منذ صيف 2019، يشهد لبنان أزمة كهرباء اتسمت بتخطي ساعات التقنين 22 ساعة، فيما السلطات عاجزة عن استيراد ما يكفي من الفيول لتشغيل معامل الإنتاج.

وقال بوحبيب من جهته "هناك محاولات جدية للاستفادة من المساعدات الإيرانية وهناك عوائق واختلاف سياسي في لبنان وضغوط خارجية"، مضيفا "لكن المحاولة قائمة ونحن متفقون مع الإخوان في إيران على استمرار هذه المحاولة".