إيران تسير في اتجاهين متناقضين لمسار التهدئة مع واشنطن

على خلاف رغبة الحكومة في الاستفادة من الوساطة اليابانية لتخفيف التوتر مع واشنطن، المرشد الأعلى في إيران يقطع الطريق على جهود شينزو آبي.
خامنئي على خلاف روحاني يعقد جهود الوساطة اليابانية
خامنئي يجدد عدم ثقته في أي تفاوض مع ترامب
شينزو آبي: ترامب لا يريد رؤية تصعيد للتوتر في المنطقة
تناقض في المواقف الإيرانية الرسمية يختزل حالة من الإرباك في مواجهة الأزمة

طهران - تشير التصريحات الإيرانية الرسمية إلى تناقض صارخ في المواقف بين الحكومة التي تدفع للخروج من مأزق التوتر المتفاقم مع الولايات المتحدة بأقل الأضرار الممكنة مستنجدة ومراهنة على عدة وساطات دولية في هذا الشأن وبين موقف المرشد الأعلى علي خامنئي الذي يقود التيار المتشدد.

وفي الوقت الذي أبدى فيه الرئيس حسن روحاني وكبار المسؤولين في حكومته خلال مباحثات مع الوسيط الياباني رئيس الوزراء شينزو آبي  الذي يزور طهران، رغبة في أن تلعب اليابان حليفة الولايات المتحدة دورا في نزع فتيل التوتر، قال خامنئي لآبي إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب "لا يستحق تبادل الرسائل معه".

وتابع "ليس لدي أي شك في حسن نواياكم وجديتكم، لكن في ما يخص ما تنقلونه عن الرئيس الأميركي، فأنا لا أرى بأن ترامب شخص يستحق تبادل الرسائل معه وليس لدي أي جواب له ولن يكون في المستقبل". ومن النادر أن ينقل التلفزيون الإيراني مقتطفات من محادثات بين المرشد الأعلى وزواره.

وبحسب ما نقل موقع خامنئي الرسمي على الإنترنت، فإن المرشد الأعلى أعلن أن إيران "لا ثقة لديها إطلاقا" في أميركا، فيما تشير المواقف الإيرانية المتناقضة إلى حالة من الارباك في التعاطي مع الأزمة الراهنة التي من المتوقع أن تزيد من عزلة طهران الدولية وتدفع اقتصادها إلى حافة الهاوية.

وفي إشارة إلى الاتفاق النووي الموقع بين إيران والدول الست الكبرى عام 2015 والذي انسحب منه ترامب من طرف واحد في 2018، قال خامنئي "لن نكرر أبدا تجربة المفاوضات الأخيرة مع أميركا".

آبي أجرى مباحثات مع الرئيس الإيراني حسن روحاني استهدفت تخفيف التوتر في الخليج
الوساطة اليابانية على طريق الفشل كسائر الوساطات العربية والأوروبية السابقة

وأبقى ترامب الباب مواربا لمفاوضات مع إيران على اتفاق جديد رغم حزمة العقوبات التي فرضتها واشنطن على طهران لكبح أنشطتها المزعزعة للاستقرار في المنطقة، لكن إيران رفضت الحوار محملة واشنطن المسؤولية عن التصعيد الأخير في المنطقة.

وتعهدت إيران بموجب الاتفاق الموقع في فيينا في العام 2015 بعدم السعي لامتلاك السلاح النووي ووافقت على الحد من مخزونها من المياه الثقيلة واليورانيوم المخصب، مقابل رفع قسم من العقوبات الدولية التي كانت تشل اقتصادها.

لكن ترامب خرج من الاتفاق في مايو/أيار 2018 معتبرا أنه لا يوفر ضمانات كافية وأعاد فرض عقوبات اقتصادية على طهران.

واليابان حليفة كبيرة لواشنطن وتقيم علاقات جيدة مع إيران، ما يؤهلها للعب دور وساطة في الأزمة الراهنة وتخفيف التوتر بين الجانبين في المنطقة.

وتأتي زيارة آبي لطهران على خلفية توتر كبير بين إيران والولايات المتحدة ما يثير مخاوف من تصعيد في الخليج.

وأورد موقع خامنئي أن آبي  قدم حاملا رسالة من ترامب، غير أن طوكيو تؤكد أن رئيس وزرائها لا يحمل رسائل لحساب أحد وأن الهدف الوحيد لزيارته هو المساهمة في خفض حدة التوتر.

وقال آبي  لصحافيين يابانيين بعد لقائه خامنئي "تقاسمت بصراحة تامة وجهات نظري الشخصية حول ما يجول في بال الرئيس الأميركي"، مشددا على أنه تباحث "عدة مرات" مع ترامب، مضيفا "قال الرئيس ترامب إنه لا يريد رؤية تصعيد في التوتر".

وآبي الذي التقى الأربعاء الرئيس الإيراني حسن روحاني، أول رئيس وزراء ياباني يزور إيران منذ الثورة الإسلامية في 1979.