إيران تشن حربا نفسية على إسرائيل لمنع هجوم بري على غزة
طهران - أطلقت إيران الإثنين تحذيرات شديدة اللهجة لإسرائيل من مغبة إطلاق عملية برية تستهدف قطاع غزة فيما يبدو أنها حرب نفسية تشنها طهران على السلطات الاسرائيلية لتفادي العملية البرية.
وحذرت السلطات الايرانية من "إجراء استباقي" محتمل ضدّ إسرائيل "خلال الساعات المقبلة" في اكبر تهديد توجه السلطات الإيرانية مع استمرار قصف سكان غزة في حين تتهيّأ الدولة العبرية لشنّ هجوم برّي على القطاع بهدف القضاء على حركة حماس.
وسبق أن حذّرت طهران مراراً الجيش الإسرائيلي من شنّ غزو برّي لقطاع غزة الخاضع لحصار مطبق، مشدّدة على أنّ أيّ عملية من هذا النوع ستقابَل بردّ من جبهات أخرى، ما أثار مخاوف من اتّساع نطاق النزاع وانخراط جهات أخرى فيه.
وقال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان في مقابلة تلفزيونية مساء الإثنين إنّ "اتّخاذ أيّ إجراء استباقي خلال الساعات المقبلة محتمل"، وذلك في معرض إشارته للقاء جمعه بالأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصرالله.
وكان عبداللهيان قد حذّر الإثنين من أنّ الوقت ينفد "لإيجاد حلول سياسية" قبل أن يصبح "اتّساع" نطاق الحرب بين إسرائيل وحماس "حتميًا".
كما حذّر الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، في اتصال مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، من أنّ "هجومًا بريًا" للجيش الإسرائيلي على غزة "سيؤدّي إلى حرب طويلة ومتعدّدة الجبهات"، وفق رسالة نشرها مستشاره السياسي محمد جمشيدي.
وفي المقابلة التفزيونية قال وزير الخارجية الإيراني "لن يسمح قادة المقاومة للكيان الصهيوني بالقيام بأيّ إجراء في المنطقة". متابعا "إذا لم ندافع عن غزة اليوم، فعلينا أن ندافع عن مدننا" غداً.
إذا لم ندافع عن غزة اليوم فعلينا أن ندافع عن مدننا غداً
من جانب اخر نقل التلفزيون الرسمي الإيراني عن الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي القول اليوم الثلاثاء انه وجب الرد على ما يحدث من جرائم إسرائيلية في غزة.
وقال إنه لن يتمكن أحد من إيقاف المسلمين حول العالم وقوى المقاومة إذا استمرت جرائم إسرائيل في غزة مطالبا بضرورة محاكمة المسؤولين الإسرائيليين على هذه الجرائم.
ودخل الحرس الثوري على خط التهديدات والحرب النفسية حيث نقلت وسائل إعلام رسمية إيرانية اليوم الثلاثاء عن نائب قائد الحرس الثوري قوله إن إسرائيل ستواجه موجة صدمة أخرى من محور المقاومة إذا لم تضع حدا "للفظائع" التي ترتكبها في غزة.
وقال علي فدوي إن "صدمات" محور المقاومة ضد (إسرائيل) ستستمر حتى استئصال هذا "الورم السرطاني" من خريطة العالم مضيفا أن "موجة صدمة أخرى في الطريق إذا لم تضع إسرائيل حدا للفظائع في غزة".
وكانت الادارة الاميركية قد حذرت من تدخل اطراف اخرى في الصراع وقامت بارسال حاملتي طائرات لشرق المتوسط ودعم الدولة العبرية بالذخيرة والسلاح كما ادى مسؤولون سياسيون وعسكريون زيارات متتالية لاسرائيل لتقديم الدعم لها.
وأعلنت إسرائيل الحرب على حماس غداة اختراق مقاتلي الحركة السياج الحدودي الشائك وتنفيذهم هجمات على مقرّات عسكرية وبلدات في جنوب الدولة العبرية خلّفت أكثر من 1400 قتيل، وفق مسؤولين إسرائيليين.
وأكّد الجيش الإسرائيلي الإثنين أن عدد الرهائن المحتجزين لدى حماس في قطاع غزة وصل إلى 199 شخصاً، وذلك في حصيلة جديدة بعد عشرة أيام من الهجوم المباغت الذي شنته الحركة على الدولة العبرية.
بدوره اكد الناطق باسم كتائب عز الدين القسام الذراع العسكرية لحركة حماس ابو عبيدة ان عدد الاسرى ما بين 200 و250 وان الكتائب لديها 200 اسير.
وفي قطاع غزة، أدّت سبعة أيام من القصف الجوي والمدفعي المتواصل إلى تسوية أحياء بالأرض ومقتل نحو 2750 شخصاً، غالبيتهم من المدنيين وبينهم عدد كبير من الأطفال.
وتتهدّد "كارثة إنسانية" قطاع غزة الخاضع لحصار مطبق منذ هجمات حماس المباغتة على إسرائيل، في حين يتهيّأ الجيش الإسرائيلي لشنّ هجوم بري على القطاع.
ورحّبت إيران بهجوم حماس لكنّها أكّدت أنّها غير ضالعة فيه رغم تقارير صحفية تشير الى امكانية مشاركتها في التخطيط للعملية.
ومنذ الثورة الإسلامية في إيران في العام 1979، أصبح دعم القضية الفلسطينية محورياً للنظام في طهران.