إيران تصنّف القوات الأميركية إرهابية ردا على قرار مماثل

وزير الخارجية الأميركي يحذّر مصارف العالم من التعامل مع الحرس الثوري معتبرا أي تعامل معه دعما للإرهاب.
طهران وواشنطن تدشنان فصلا جديدا من التصعيد
لم يسبق لواشنطن أن صنّفت كيانا عسكريا حكوميا على قائمتها للمنظمات الإرهابية
الهدف من التصنيف الأميركي كبح أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار في المنطقة
مسؤول أميركي يحمل طهران مسؤولية مقتل 600 من القوات الأميركية في العراق
البحرين وإسرائيل ترحبان بقرار تصنيف الحرس الثوري منظمة إرهابية
تصنيف الثوري الإيراني منظمة إرهابية رسالة لإيران وقاسم سليماني
تصنيف الحرس الثوري منظمة إرهابية خطوة أميركية ضمن إجراءات أوسع

طهران/واشنطن - صنف مجلس الأمن الأعلى في إيران القوات المسلحة الأميركية "منظمة إرهابية" ردا على قرار واشنطن إدراج الحرس الثوري الإيراني على القائمة الأميركية للجماعات الإرهابية الأجنبية.

وقال التلفزيون الذي تديره الدولة في إيران اليوم الاثنين "مجلس الأمن الأعلى في إيران صنف القوات المسلحة الأميركية منظمة إرهابية".

وجاء القرار بعيد دعوة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الاثنين بلاده على تصنيف القوات الأميركية العاملة في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى والقرن الإفريقي في قائمة الجماعات التي تعتبرها طهران "إرهابية".

وكتب ظريف رسالة إلى الرئيس الإيراني حسن روحاني يحضه فيها على القيام بذلك، حسب بيان لوزارة الخارجية صدر بعيد الإعلان عن قرار واشنطن إدراج الحرس الثوري ضمن "قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية".

واعتبر ظريف في تغريدة أن القرار الأميركي يعتبر هدية لنتيناهو عشية الانتخابات الإسرائيلية، مضيفا أن هذا التصنيف مغامرة خطيرة للولايات المتحدة في المنطقة.

وقدمت وزارة الخارجية الإيرانية مذكرة احتجاج دبلوماسية للولايات المتحدة، عقب القرار الأميركي. وأوضح المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية الإيرانية علي نجفي خشرودي اليوم الاثنين، أن الخارجية الإيرانية قدمت مذكرة الاحتجاج لمكتب حماية المصالح الأميركية في سويسرا، مضيفا أن وزير الخارجية وصف الإعلان بـ"الخطير"، مؤكدا أن طهران ستتخذ الخطوات اللازمة ضده.

ويعد الحرس الثوري الذي تأسس بعد الثورة الإسلامية في إيران عام 1979 لحماية المؤسسة الدينية الحاكمة، أقوى منظمة أمنية في إيران ويسيطر على قطاعات كبيرة من الاقتصاد وله تأثير هائل في النظام السياسي.

وذكر التلفزيون الإيراني اليوم الاثنين أن قرار واشنطن تصنيف الحرس الثوري منظمة إرهابية أجنبية يتعارض مع القانون الدولي ووصفه بأنه "غير قانوني". وقال "ليس لأي دولة أخرى الحق القانوني في اعتبار قوة مسلحة في دولة أخرى إرهابية. نفوذ إيران في الشرق الأوسط ونجاحها في محاربة الدولة الإسلامية من الأسباب التي أدت إلى التصنيف".

وجاء الموقف الإيراني ردا على بيان الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم الاثنين الذي صنّف فيه الحرس الثوري منظمة إرهابية أجنبية في خطوة لم يسبق لها مثيل من شأنها أن تزيد التوتر في الشرق الأوسط.

وقال البيان إنّ تصنيف الولايات المتحدة الحرس الثوري الإيراني "منظمة إرهابية أجنبية"، يعد جزءا من الجهود الرامية إلى تعزيز الضغوط الدولية على طهران، مضيفا أنّ تلك الخطوة تعتبر "اعترافا بحقيقة أن إيران دولة تموّل داعمي الإرهاب وأنّ الحرس الثوري شريك نشطً في هذه العملية".

ولم تصنف الولايات المتحدة من قبل أي كيان أجنبي حكومي "منظمة إرهابية"، فيما أشار البيان إلى أنه التصنيف الأخير "سيعزل إيران بشكل أكبر"، ويؤكد أن الولايات المتحدة لن تتسامح مع دعم طهران المستمر للجماعات المتمردة وغيرها من الجماعات التي تزعزع استقرار الشرق الأوسط.

واشنطن تسعى لكبح نفوذ الحرس الثوري الإيراني وعملياته في الخارج
القرار الأميركي رسالة أيضا لقاسم سليماني قائد فيلق القدس ومهندس عمليات الثوري الإيراني في الخارج

وشدد الرئيس الأميركي في البيان على مخاطر التعاون الاقتصادي أو دعم الحرس الثوري الإيراني، قائلا "إذا كنت تتعامل مع الحرس الثوري الإيراني اقتصاديا، فأنت تمول الإرهاب"، فيما اعتبر وزير خارجيته مايك بومبيو التحرك الجديد تجاه إيران بأنه "خطوة تاريخية، تبعث رسالة للحرس الثوري وقاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس".

وأضاف خلال مؤتمر صحفي أن "الحرس الثوري انخرط في الإرهاب على مدى السنوات الماضية ويقوم بتحويل أرباح نظام طهران إلى المنظمات الإرهابية".

وتابع "الحرس الثوري يحتل مكانه اليوم إلى جانب المنظمات الإرهابية الأخرى مثل حزب الله والجهاد الإسلامي وحماس"، مشيرا إلى أن الحرس الثوري الإيراني يقدم الدعم لـ"ميليشيات في لبنان والعراق إضافة إلى دعم منظمات فلسطينية (لم يحددها) تستهدف مدنيين إسرائيليين".

وقال "أوضحت للرئيس اللبناني (ميشال عون) أن الولايات المتحدة لن تتسامح مع صعود حزب الله في لبنان".

كما حذّر كل "الشركات والمصارف حول العالم" من التعامل مع الحرس الثوري الإيراني، بعيد إدراجه من قبل واشنطن على لائحة المنظمات الإرهابية.

وقال بومبيو إن "الشركات والمصارف حول العالم أمام مسؤولية واضحة تقضي بالتأكّد من أن كل المؤسسات التي يتعاملون معها ماليا، ليست على أي علاقة مادية بالحرس الثوري الإيراني"، معتبرا أن النظام الإيراني "لا يدعم الإرهاب فحسب بل هو نفسه متورط بأعمال إرهابية".

وفي موقف مماثل قال المنسق الأميركي من أجل مكافحة الإرهاب نثان سيلز أن الهدف هو "فضح الحرس الثوري الإيراني" أمام كل شركائه الأجانب المحتملين.

وتابع أن ذلك يعني تحديدا أن كل "دعم مادي" لهذا الجهاز الحكومي الإيراني الذي تعتبره واشنطن بأنه "عصابة" تعتمد على "الابتزاز"، سيعدّ "جريمة فدرالية".

وأكد بومبيو الذي أعلن قبل عام عن 12 شرطا صارما لرفع الولايات المتحدة "ضغوطاتها القصوى" عن طهران، أن الهدف النهائي لإدارة دونالد ترامب هو الحصول على "تغيير في سلوك" النظام الإيراني المتهم بـ"زعزعة استقرار" الشرق الأوسط.

وقال المبعوث الأميركي الخاص بإيران براين هوك، إن الحكومة الأميركية فرضت منذ عامين 25 سلسلة من العقوبات ضد كيانات إيرانية، مضيفا أن عقوبات الاثنين "ليست سوى فصل جديد وسيكون هناك غيرها"، مشيرا في الوقت ذاته إلى سيطرة الحرس الثوري على نصف اقتصاد طهران.

كما حمّل إيران مسؤولية مقتل جنود أميركيين. وقال "أكثر من 600 جندي أميركي قتلوا في العراق بسبب العبوات الناسفة الإيرانية".

وفي أول رد فعل على القرار الأميركي رحبت وزارة الخارجية البحرينية اليوم الاثنين بقرار الولايات المتحدة تصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية أجنبية.

وتتهم البحرين إيران بدعم الجماعات الشيعية المناهضة للحكومة على أراضيها. وتنفي طهران تلك الاتهامات.

وفي إسرائيل أشاد رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو الاثنين بقرار قائلا "إن الرئيس دونالد ترامب قد استجاب لطلبي".

وأضاف في تغريدة على صفحته بتوتير عشية الانتخابات الإسرائيلية التي يسعى من خلالها للفوز بولاية خامسة في رئاسة الحكومة "شكرا يا صديقي العزيز رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب، على قرارك تصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية. شكرا لك على الاستجابة لطلب آخر مهم يخدم مصالح بلدينا وبلدانا أخرى في المنطقة".

وتعتبر إسرائيل إيران عدوها اللدود وتندّد بأنشطتها النووية وبتصرفاتها في المنطقة لاسيما في سوريا المجاورة.

وتعهد نتانياهو على تويتر بأن إسرائيل والولايات المتحدة ستواصلان "العمل معا ضد النظام الإيراني الذي يهدّد واشنطن وتل أبيب والسلام في العالم".