إيران تطلق أول قمر اصطناعي في غمرة كورونا والتوتر مع واشنطن

الولايات المتحدة تتهم طهران بانتهاك قرارات مجلس الأمن الدولي داعية إلى محاسبتها على سلوكها، وسط مخاوف من تصعيد جديد.
طهران تشكو من ضائقة مالية بينما تسرف في الإنفاق السكري
إسرائيل تندد بإطلاق إيران أول قمر اصطناعي عسكري
تفشي كورونا لا يثني طهران على الاستمرار في أنشطة عسكرية محظورة

طهران - أعلنت إيران الأربعاء أنها أطلقت بنجاح أول قمر اصطناعي عسكري، بعد شهرين من فشل وضع قمر اصطناعي علمي في المدار وفي خضم التوتر مع واشنطن وأيضا في ذروة تفشي فيروس كورونا.

وأكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب من جهته الأربعاء أنه أعطى الأمر بـ"تدمير" أي قطعة بحرية إيرانية "تستفز" السفن الأميركية في الخليج، في تصريح يأتي بعد حادث بحري جديد بين سفن أميركية وزوارق للحرس الثوري الإيراني في 15 ابريل/نيسان.

كما اعتبر وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الأربعاء أن إيران انتهكت قرارات مجلس الأمن الدولي عبر إطلاق القمر، معتبرا أنه ينبغي محاسبة طهران، فيما قال نائب رئيس هيئة الأركان إنه "من المتوقع أن نعلم بحلول الغد ما إذا كان إطلاق القمر الصناعي الإيراني قد نجح".

وتثير هذه التصريحات المخاوف من تصعيد جديد بين الطرفين لتزامنه مع تأكيد الحرس الثوري نجاح إطلاق القمر "نور 1". وقد أعلن عن وضع القمر في المدار مثنيا عبر موقعه على شبكة الإنترنت على "نجاح كبير تسجله الجمهورية الإسلامية وتطور جديد في مجال الفضاء".

وكتب موقع الحرس الثوري 'سباه نيوز' أن القمر 'نور 1' قد استقر في مداره حول الأرض على ارتفاع 425 كيلومترا".

وبث التلفزيون الحكومي صورا لما قدمه على أنه القمر الاصطناعي الذي تم تركيبه على صاروخ لإطلاقه الأربعاء. ويمكن على جسم الصاروخ قراءة اسمه 'قاصد' وكتابة "سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَٰذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ".

وقال وزير الاتصالات الإيراني محمد جواد أزاري جهرومي الأربعاء إنه زار موقع الإطلاق قبل ثلاثة أسابيع وأشاد "بالإنجاز الوطني العظيم"، معربا عن "تهانيه الخالصة للقوة الجوفضائية" لدى الحرس الثوري.

ونددت إسرائيل في بيان بما اعتبرته "واجهة لتطوير إيران تقنيات باليستية متطورة"، لافتة إلى أن في العملية خرق للقرار 2231 الصادر عن مجلس الأمن الدولي.

ويدعو القرار إيران إلى "الامتناع عن القيام بأي نشاط يتعلق بالصواريخ الباليستية المصممة لحمل رؤوس نووية، بما في ذلك تلك التي تستخدم فيها تكنولوجيا الصواريخ الباليستية".

وأكد جون بولتون المستشار السابق للأمن القومي في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في تغريدة أن إطلاق القمر الاصطناعي "دليل" على أن الضغط الذي يمارس على إيران غير كاف.

ويأتي ذلك بعد أكثر من شهرين على إطلاق إيران قمرا اصطناعيا أخفقت في وضعه في المدار في 9 فبراير/شباط. وقد أدانت فرنسا والولايات المتحدة إطلاق القمر حينها واتهمتا طهران بالعمل على تعزيز خبرتها في مجال الصواريخ الباليستية عن طريق إطلاق أقمار اصطناعية.

وكانت الولايات المتحدة قد وصفت إطلاق طهران صاروخا بهدف وضع قمر اصطناعي في المدار في يناير/كانون الثاني 2019 بأنه "استفزاز" وانتهاك لقرار مجلس الأمن.

وتؤكد طهران التي تنفي التخطيط لامتلاك سلاح ذري، أن برامجها الباليستية والفضائية قانونية ولا تنتهك القرار.

وتفاقم العداء المزمن بين طهران وواشنطن منذ أن قرر دونالد ترامب في مايو/ايار 2018 الانسحاب من جانب واحد من الاتفاق النووي الدولي مع إيران الموقع في 2015 وإعادة فرض عقوبات اقتصادية شديدة على الجمهورية الإسلامية.

وبلغ التوتر أشده بعد تصفية واشنطن لقائد فيلق القدس الإيراني الجنرال قاسم سليماني في غارة في بغداد فجر الثالث من يناير/كانون الثاني.

ومؤخرا، وضعت حادثة جديدة البحرية الأميركية والحرس الثوري وجها لوجه في 15 أبريل/نيسان في مياه الخليج. واتهمت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) حينها طهران بالقيام "بمناورات خطيرة" في البحر.

وفي صيف عام 2019، نجمت أزمة خطيرة بين إيران والولايات المتحدة وحلفائها على حلفية مصادرة ناقلات بحرية.

وتؤمن إيران بأحقيتها في منطقة الخليج وتستنكر الوجود العسكري الغربي في هذا المدخل البحري الحيوي لإمدادات النفط العالمية.

وتؤثر العقوبات الأميركية على قطاع النفط الإيراني، لكن أيضا على قدرة طهران في مواجهة وباء كوفيد-19، بحسب ما تقوله طهران، عبر الحد من قدرتها على الاقتراض في السوق الدولية.

ويفترض نظريا أن تكون السلع الإنسانية مثل الأدوية والمعدات الطبية على وجه الخصوص معفاة من العقوبات، لكن في الواقع تفضل البنوك الدولية رفض أي تحويل على صلة بإيران أيا كان المنتج المعني، بدلا من التعرض لسياط العقوبات الأميركية الانتقامية.

وأعلنت طهران في مارس/اذار أنها طلبت من صندوق النقد الدولي خط ائتمان طارئ يصل إلى نحو 5 مليارات دولار.

لكن واشنطن التي تملك حق النقض في المؤسسة المالية وتشن حملة ممارسة "أقصى ضغوط" على إيران قالت حتى الآن إنها لا تعتزم السماح بمثل هذا القرض متهمة طهران باستخدام مواردها لتمويل "الإرهاب في الخارج".

وسجلت إيران رسميا ما يقرب من 5400 وفاة بسبب فيروس كورونا المستجد ونحو 86 ألف إصابة وهي أعلى حصيلة في الشرق الأوسط.

ويقدر البعض سواء خارج البلاد أو داخلها، أن هذه الأرقام أقل من الحقيقة، متحدثين عن ارتفاع عدد الوفيات بأربع إلى خمس مرات.