إيران تطلق أيدي الشرطة الأخلاقية ضد معارضي إلزامية الحجاب

هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تعتقل بالتعاون مع الأجهزة الأمنية 300 من معارضي إلزامية الحجاب مع بدء تطبيق صارم لقانون العفة.
إيران تفرض قيودا صارمة على ارتداء الحجاب
وسائل إعلام محلية تنتقد تصرفات الشرطة الأخلاقية في إيران
هيئة الأمر بالمعروف تصف معارضي إلزامية الحجاب بـ"العصابات"
نائب المدعي العام في مشهد يصف تطبيق قانون العفة بـ"واجب الهي"

طهران - تشهد إيران سجالات وتجاذبات في خضم تجدد النقاش العام بشأن إلزامية وضع الحجاب، في ظل تقارير تؤشر إلى أن الضوابط بشأنه تصبح أكثر صرامة من ذي قبل.

وحين فاز رئيس جهاز القضاء إبراهيم رئيسي في الانتخابات الرئاسية، أجمعت كل التوقعات على أن إيران تتجه أكثر للمزيد من التشدد اجتماعيا وسياسيا لاعتبارات منها أن رئيسي يعتبر من كبار المتشددين في تيار المحافظين وأنه لن يخرج عن هذا المسار.

وفي دلالة على هذا التوجه أوقفت السلطات الإيرانية أكثر من 300 شخص من الناشطين ضد إلزامية الحجاب في الجمهورية الإسلامية، وفق ما نقلت وكالة "فارس" عن مسؤول في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

وقال المتحدث باسم الهيئة علي خان محمدي "لقد حددنا أكثر من 300 شخص ينشطون ضد ارتداء الحجاب بطرق مختلفة"، مضيفا "تم توقيف كل هؤلاء الأشخاص"، من دون تفاصيل إضافية بشأن الفترة الزمنية لحصول ذلك أو مكانه.

وفي أعقاب انتصار الثورة الإسلامية عام 1979، يلزم القانون النساء في إيران أيا تكن جنسيتهن أو انتماؤهن الديني، تغطية الرأس والعنق.

لكن الهوامش بشأن هذه القواعد اتسعت بشكل تدريجي خلال العقدين الماضيين. وتعمد العديد من النساء إلى وضع غطاء الرأس بشكل متراخ يكشف جزءا من الشعر، خصوصا في طهران ومدن كبرى.

وانتقدت وسائل إعلام محلية في الآونة الماضية تصرفات لبعض عناصر "الشرطة الأخلاقية" المكلّفة بالتحقق من تطبيق القواعد الإسلامية والذين يتواجدون في الشوارع ولهم صلاحية دخول الأماكن العامة للتأكد مما إذا كانت هذه القوانين مطبّقة.

وتراجع تواجد هذه الشرطة بعيد وصول المعتدل حسن روحاني إلى الرئاسة في 2013، لكن سجّل حضور متجدد لها في الأشهر الأخيرة في عهد خلفه المحافظ المتشدد إبراهيم رئيسي.

وفي يوليو/تموز، دعا رئيسي الذي خلف روحاني صيف عام 2021، إلى تطبيق قوانين وقواعد الحجاب "بشكل كامل"، مشددا على أن "أعداء إيران والإسلام" يستهدفون "الأسس الدينية وقيم المجتمع"، وفق ما نقلت عنه حينها وكالة "إرنا".

وأفادت وسائل إعلام محلية مطلع يوليو/تموز أن النساء اللواتي لا يلتزمن بالحجاب سيُمنعن من استخدام المترو في مشهد (شمال شرق)، ثاني كبرى مدن إيران والمقدسة لدى المسلمين الشيعة لاحتضانها مرقد الإمام الرضا.

كما أغلقت السلطات ثلاثة مقاه في مدينة قم المقدسة جنوب طهران، لأن النساء لم يلتزمن بوضع الحجاب فيها، وفق ما أوردت صحيفة "همشهري".

ويتزامن بدء تنفيذ سياسة صارمة في ما يتعلق بضوابط ارتداء الحجاب مع تطبيق السلطات ما تسميه 'قانون العفة والحجاب' وضغوط شديدة على المرأة الإيرانية. وفي عهد الرئيس السابق الإصلاحي حسن روحاني خلعت عدة إيرانيات الحجاب في الشارع في حركة تمرد على الضوابط الاجتماعية المفروضة عليهن. وتم اعتقال عدد منهن، لكن القيود والضوابط كانت أقل حدّة مما هي عليه الآن.

واعتبرت وكالة 'فارس' التابعة للحرس الثوري الإيراني أن تطبيق قانون العفة والحجاب في المؤسسات الحكومية هو "بداية الطريق"، مشيرة إلى أنه يفترض أن يطبق هذا القانون والقيود المتعلقة بارتداء الحجاب في الإدارات الأخرى.

وتقوم الشرطة الأخلاقية أو هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بتنفيذ القانون بالتعاون مع أجهزة الأمن والاستخبارات، ما يشير إلى توجه عام أكثر صرامة في تطبيق القيود الاجتماعية.

ويقول خان محمدي في تصريح لوكالة 'فارس'، إن "التعرف على العصابات المناهضة للعفة والحجاب واعتقال 300 من قادة العصابات يعد أحد الإجراءات التي اتخذتها وزارة المخابرات في هذا الصدد".

وكان نائب المدعي العام في مدينة مشهد قد أطلق يد قوات الأمن لتطبيق قانون العفة وقال إنه يمكن لقوات الأمن في الحدائق العامة "اتخاذ الإجراءات اللازمة لأداء هذا الواجب الإلهي".

وفي الأشهر الأخيرة فجر تطبيق ضوابط صارمة على ارتداء الحجاب جدلا واسعا بعد مشاحنات ومشادات بين إيرانيات وشرطة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ففي أغسطس/اب الماضي وقع اشتباك بالأيدي بين إيرانيات وعناصر من الشرطة الأخلاقية في أحد المتاجر في واقعة انتهت بإيقاف إيرانيتين.

وفي 16 يوليو/تموز الماضي وقع اعتقال الروائية سبيده رشنو، إحدى معارضي الحجاب الإجباري. وللإفراج عنها طالب السلطات بكفالة مالية قدرها 800 تومان.

وفي دلالة أخرى على تشديد القيود الاجتماعية قال متحدث باسم هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر  إن الأجهزة الأمنية تتعامل أيضا مع "واردات البضائع والملابس غير المألوفة".