إيران تعتقل 7 آلاف شاركوا في احتجاجات أخمدتها بالقوة

طهران لم تعلن عددا رسميا لقتلى الاضطرابات، لكن منظمة العفو الدولية قالت هذا الأسبوع إنها وثقت مقتل ما لا يقل عن 143 محتجا وهو عدد تنفيه الحكومة.

طهران تتمسك برواية 'المؤامرة الخارجية' لتبرير أكبر حملة قمع واعتقالات
المخابرات الايرانية تقول انها اعتقلت 7 من عملاء سي اي ايه أثناء الاحتجاجات
وزير الداخلية الإيراني يتحدث عن إحراق 731 بنكا و140 موقعا حكوميا
الاضطرابات في إيران بدأت بسبب رفع أسعار البنزين ثم اتخذت منحى سياسيا
طهران تقول إن 200 ألف إيراني شاركوا في الاحتجاجات الأخيرة
خامنئي يثني على ميليشيات الباسيج لإخمادها احتجاجات وصفها بـ"المؤامرة"  

جنيف/طهران - ألقت إيران بعض الضوء اليوم الأربعاء على نطاق أكبر احتجاجات مناهضة للحكومة منذ إعلان الجمهورية الإسلامية قبل 40 عاما إذ قال مسؤولون إن 200 ألف شخص شاركوا فيها وتحدث نائب عن اعتقال سبعة آلاف.

وفي أقوى تصريحات له منذ أن وصلت الاضطرابات إلى ذروتها، وصف الزعيم الأعلى الإيراني علي خامنئي العنف الذي استمر أسبوعين بأنه "مؤامرة خطيرة جدا" فيما أصر على إخماد التوتر بالكامل.

وتأتي تصريحات خامنئي فيما ذكرت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية اليوم الأربعاء أن أجهزة الأمن الإيرانية اعتقلت ثمانية أشخاص على الأقل على صلة بوكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي اي ايه) أثناء الاضطرابات التي شهدتها البلاد الأسبوع الماضي احتجاجا على رفع أسعار البنزين.

ونقلت الوكالة عن وزارة الاستخبارات قولها "هذه العناصر تلقت تدريبا مولته سي.آي.إيه في عدة دول تحت ستار أن يصبحوا صحفيين... تم اعتقال ستة أثناء مشاركتهم في أعمال الشغب وتنفيذ أوامر المخابرات الأميركية في حين تم اعتقال الاثنين الآخرين أثناء محاولتهما إرسال معلومات إلى الخارج".

ولم تعلن إيران عددا رسميا لقتلى الاضطرابات، لكن منظمة العفو الدولية قالت هذا الأسبوع إنها وثقت مقتل ما لا يقل عن 143 محتجا وهو عدد تنفيه طهران.

ومثل هذا العدد من القتلى سيجعل الاحتجاجات المناهضة للحكومة هي الأكثر دموية منذ أن أحبطت السلطات "ثورة خضراء" من الاحتجاجات على نتيجة الانتخابات عام 2009 بل ومنذ الثورة الإسلامية نفسها عام 1979.

وتعذر معرفة تفاصيل الاضطرابات خارج إيران خاصة بعد أن حجبت السلطات الإنترنت. ودأبت طهران على سياسة التعتيم على مثل هذه الأحداث وعلى ردّها العنيف على أي حراك مناهض للنظام.

وتأتي الاحتجاجات الأخيرة التي أخمدتها طهران بالقوة وتكتمت عن حصيلة قتلى سقطوا فيها برصاص ميليشيات الحرس الثوري، في الوقت الذي يعاني يقف فيه الاقتصاد على حافة الهاوية بفعل عقوبات أميركية قاسية.

وتسببت العقوبات الأميركية في انخفاض حاد في صادرات إيران النفطية هذا العام وفي ظل مظاهرات حاشدة في العراق ولبنان احتجاجا على حكومات تعتمد على دعم فصائل موالية لطهران.

واشتعل فتيل التوتر يوم 15 نوفمبر/تشرين الثاني بعد الإعلان عن زيادات في أسعار البنزين، لكنه سرعان ما اتخذ منحى سياسيا بالمطالبة بالإطاحة بكبار الزعماء.

خامنئي: إنها مؤامرة ضخمة وواسعة وخطيرة جدا أُنفقت عليها أموال كثيرة ودمرها الشعب

وفي المقابل حمّلت الحكومة من وصفتهم بـ"بلطجية" على صلة بشخصيات في المنفى المسؤولية وكذلك الولايات المتحدة وإسرائيل والسعودية.

وقال خامنئي في اجتماع مع أفراد في قوة الباسيج (واحدة من ميليشيات الحرس الثوري) التي شاركت في قمع الاحتجاجات "إنها مؤامرة ضخمة وواسعة وخطيرة جدا أُنفقت عليها أموال كثيرة... ودمرها الشعب".

وقال وزير الداخلية عبدالرضا رحماني فضلي إنه جرى إحراق حوالي 731 بنكا و70 محطة بنزين و140 موقعا حكوميا.

ونشرت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء تصريحات للوزير قال فيها إن أكثر من 50 قاعدة تستخدمها قوات الأمن هوجمت.

ونسبت الوكالة إلى رحماني قوله إن ما يصل إلى 200 ألف شخص شاركوا في الاضطرابات على مستوى البلاد، بينما قال حسين نقوي-حسيني وهو عضو في لجنة الأمن القومي بالبرلمان، إن السلطات ألقت القبض على نحو سبعة آلاف شخص، وفقا لما نشره موقع انتخاب الإخباري.

وتتمسك السلطات الإيرانية برواية "المؤامرة الخارجية" لتشويه الحراك الشعبي ولايجاد ذرائع لتبرير القمع والاعتقالات.

وزادت مصاعب المواطن الإيراني العادي لتلبية احتياجاته منذ العام الماضي عندما انسحبت واشنطن من الاتفاق النووي للعام 2015.

ونقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية عن وزير النفط بيغن زنغنه قوله إن الاستهلاك اليومي للبنزين انخفض حوالي 20 مليون لتر منذ زيادة الأسعار.

وكانت شركة توزيع الوقود الحكومية قالت الثلاثاء إن الاستهلاك اليومي كان حوالي 98 مليون لتر قبل الزيادة.

وقالت الحكومة إن زيادة أسعار البنزين أكثر من 50 بالمئة تهدف إلى جمع حوالي 2.55 مليار دولار سنويا لتقديم دعم إضافي إلى 18 مليون أسرة منخفضة الدخل.