إيران تعيد الجدل حول طائراتها المسيّرة والصفقة المزعومة مع روسيا

150 طائرة مسيرة ستغطي ساحل إيران على الخليج في إطار مناورات حربية ضد عدو وهمي.
إيران تحاكي عملية دفاعية لصد عدو وهمي يهاجمها بالطائرات المسيّرة
طهران

أفاد التلفزيون الحكومي أن المناورات الحربية التي تستمر يومين ستشمل 150 طائرة مسيرة وستغطي ساحل إيران على الخليج ومعظم أراضيها. كما سيتم اختبار قدرات الدفاعات الجوي و"الحرب الإلكترونية" للبلاد ضد طائرات مسيرة لعدو وهمي.
وشرعت إيران الأربعاء، في تدريبات لاختبار طائراتها القتالية والاستطلاعية المسيرة، وسط مخاوف أمريكية من احتمال إمداد روسيا بطائرات مسيرة إيرانية الصنع لتستخدمها في الحرب في أوكرانيا.
وقال مسؤولون أميركيون في يوليو/ تموز الماضي، إن واشنطن تعتقد أن إيران تستعد لتزويد روسيا بما يصل إلى عدة مئات من الطائرات المسيرة. 
وقالت واشنطن إن مسؤولين من روسيا تدربوا في إيران في إطار اتفاق يتعلق بنقل طائرات مسيرة بين البلدين
وأعلنت الولايات المتحدة حينئذ على لسان المتحدث باسم خارجيتها نيد برايس استعدادها لفرض عقوبات جديدة على إيران إذا وافقت على تزويد روسيا بطائرات مسيرة.
ونفى وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان الاتهام في ذلك الوقت، واتصل هاتفيا بنظيره الأوكراني ديميترو كوليبا ليؤكد له عدم حدوث ذلك.
واعتمدت إيران على الطائرات المسيرة بشكل متزايد في السنوات القليلة الماضية في اليمن وسوريا والعراق ومضيق هرمز.
وطورت إيران صناعة أسلحة محلية كبيرة في مواجهة العقوبات والحظر الدولي الذي يمنعها من استيراد الكثير من الأسلحة.
وتلعب الطائرات المسيرة دورا مهما في العملية العسكرية بأوكرانيا، وتمثل عيون وآذان الجيش  الروسي هناك.
وهاجم الجيش الروسي لأول مرة مواقع القوات المسلحة الأوكرانية في منطقة زاباروجيا بمساعدة طائرات لانسيت 3 كاميكازي المسيرة، والتي كانت تستخدم سابقا في سوريا.
وبمساعدة الطائرات الروسية المسيرة تم تدمير أول أنظمة صواريخ من نوع هيمارس الأميركية التي وصلت إلى أوكرانيا مؤخرا.

تزايد الاهتمام الروسي بمسيّرات طهران إثر الصعوبات التي لقيتها إسرائيل في إسقاط مسيّرة إيرانية عام 2018 

ويقول خبراء روس إن إيران حققت نتائج جيدة جدا في صناعة الطائرات المسيرة، ولا يستبعدون اهتمام بلادهم بالطائرات المسيرة الإيرانية التي تشكل برأيهم أولوية بالنسبة لطهران التي تمكنت من تصنيع مجموعة واسعة من الطائرات لأغراض الاستطلاع والقصف.
وتزايد الاهتمام الروسي بالمسيرات الإيرانية بعدما إسقاط إسرائيل عام 2018 طائرة إيرانية مسيرة اخترقت مجالها الجوي، وتبين أنها كانت تقريبا نسخة طبق الأصل من طائرة لوكهيد مارتن الأميركية.
وأفاد الجيش الإسرائيلي وقتها أن الطائرة الإيرانية تمكنت من تجنب العديد من محاولات إسقاطها من قبل بطاريات صواريخ باتريوت، ولم ينجح الإسرائيليون في إسقاطها إلا بنيران المدفعية ومن مسافة قريبة.
وتعتزم روسيا وإيران إبرام اتفاقية تعاون إستراتيجي شاملة لمدة 20 أو 25 سنة قد يتم توقيعها قبل نهاية العام الجاري.
ويربط تحليل لموقع فوربس بين "نجاح إيران في تصنيع هذا النوع من الطائرات" والعقوبات التي فرضها الغرب على طهران التي "لم تكن قادرة على استيراد طائرات حربية، ولا على بناء طائرات مقاتلة كبيرة منذ سنوات".
وباتت إيران متخصصة في الطائرات القتالية من دون طيار التي تصدّرها لوكلائها في المنطقة مثل حزب الله في لبنان وميليشيا الحوثي في اليمن.

الجيش الإيراني عرض طائراته المسيرة على وفد روسي يومي 5 و8 يوليو في قاعدة كاشان الجوية

وكشف جيك سوليفان مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض الشهر الماضي، عن "زيارة مسؤولين روس إيران مرتين على الأقل هذا الصيف لمعاينة الطائرات المسيرة المقاتلة التي ستسلمها طهران إلى موسكو".
وأضاف أن "الجيش الإيراني عرض طائراته المسيرة على وفد روسي يومي 5 و8 يوليو في قاعدة كاشان الجوية"، البعيدة 200 كيلومتر جنوب طهران.
وكشفت الإدارة الأميركية وقتها عن صور بالأقمار الصناعية قال عنها سوليفان إنه  "تم التقاطها في يونيو/ حزيران الفائت، وتظهر الطائرات المسيرة الإيرانية التي اطلع عليها الوفد الروسي في ذلك اليوم"، مؤكدا أن ذلك يشير إلى استمرار الاهتمام الروسي بامتلاك طائرات مسيرة إيرانية مقاتلة".