إيران تقابل اتفاق السلام بين البحرين وإسرائيل بالتهديد

الحكومة الإيرانية تطلق حملة تهديد ووعيد ضد مملكة البحرين بعد خطوتها التاريخية ما يشير إلى نية طهران التصعيد في المنطقة.
السلطات الايرانية لا تزال تستغل القضية الفلسطينية لتدعيم مخططاتها في المنطقة
تشكل جبهة اقليمية للرد على التهديدات الايرانية
مخاوف من نشر ايران للاضطرابات في البحرين
السلطات البحرينية تؤكد ان خطوتها سيادية وهدفها الوحيد التاسيس للسلام
برلمان البحرين يؤيد اتفاق السلام ويدعو إلى التشاور معه بشأنه
مسؤول إسرائيلي يؤكد نية فتح سفارة بالبحرين مع توقيع اتفاق التطبيع

طهران - وجهت السلطات الإيرانية تهديدات صريحة لمملكة البحرين وذلك عقب إعلان اتفاق سلام مع إسرائيل برعاية أميركية في إطار استغلال طهران المعتاد للقضية الفلسطينية في مشاريعها الإقليمية.
وأدانت وزارة الخارجية الإيرانية السبت اتفاق التطبيع معتبرة انه يجعل من حكام المملكة الخليجية "شركاء في جرائم النظام الصهيوني".
واعتبرت الوزارة في بيان وزعته أن "حكام البحرين سيصبحون من الآن وصاعدا شركاء في جرائم النظام الصهيوني كتهديد مستمر لأمن المنطقة وكل العالم الإسلامي، وفي جذور عقود من العنف، الذبح، الحرب، الإرهاب، وسفك الدماء في فلسطين المضطهدة والمنطقة".
ويكشف هذا الخطاب المتوتر نية الحكومة الإيرانية للتصعيد في المنطقة وربما سيترجم على الأرض بهجمات تنفذها الفصائل الموالية لها.
وهذا الخطاب التحريضي أطلقته قبل ذلك الحكومة الإيرانية ضد الإمارات العربية المتحدة عند اتخاذها نفس الخطوة لكن ابو ظبي ردت بان قرارها بعقد اتفاق سلام هو قرار سيادي وانها عملت على حفظ المصالح الفلسطينية عير تأجيل خطة ضم اسرائيل لمناطق من الضفة الغربية.
وأعلنت إسرائيل والإمارات في 13 آب/أغسطس 2020 عن اتفاق بوساطة أميركية لتطبيع العلاقات بينهما، بعد سنوات شهدت تقارباً بين البلدين.
والتهديدات الإيرانية ليست بجديدة سواء عقدت الدول الخليجية اتفاقيات سلام مع اسرائيل او لم تعقدها فطهران حرضت حلفائها في المنطقة على شن هجمات زعزعت امن الخليج بل وقامت بتهديد الممرات المائية باستهداف ناقلات النفط.
لكن رد الفعل الإيراني هو في الحقيقة يعكس مخاوفها من تغير الخارطة الجيوسياسية في المنطقة حيث تحولت إيران واذرعها إضافة الى تركيا وأنصارها الى عدو حقيقي للشعوب الخليجية.

الامارات فتحت الباب امام جهود السلام في منطقة الشرق الاوسط
الامارات فتحت الباب امام جهود السلام في منطقة الشرق الاوسط

وتتشارك البحرين وإسرائيل نفس العداء تجاه إيران التي تتّهمها المنامة بدعم المعارضين الشيعة وبالسعي إلى التسبّب باضطرابات أمنية على أراضيها، وهو ما نفته طهران مراراً. وشهدت البحرين اضطرابات متقطّعة منذ حركة احتجاج اندلعت في شباط/فبراير 2011 في خضمّ أحداث "الربيع العربي".
ويقول المسؤولون الإسرائيليون ان اتفاق السلام مع الدول الخليجية سيؤدي الى تطوير العلاقات الأمنية والاستخباراتية بينهم لمواجهة تهديدات إيران.
وسعت ايران مرارا لاستغلال القضية الفلسطينية ومعاناة الفلسطنيين لتحقيق اطماعها الاقليمية حيث رفع الحوثيون في اليمن وجماعة حزب الله في لبنان والميليشيات في العراق وسوريا شعارات العداء لإسرائيل بهدف دغدغة مشاعر الشعوب لكنهم لم ينجحوا في ذلك بل تصاعدت الماسي والصراعات الطائفية والعرقية في المنطقة المتوترة.
وتورطت ايران في تهديد امن البحرين اثر التحركات المريبة التي قامت بها مجموعات شيعية موالية لطهران في 2011 وصلت الى حد استعمال العنف ضد قوات الامن البحرينية.

واعتقلت وحاكمت  السلطات البحرينية عشرات من مواطنيها الشيعة في قضايا الارهاب وسحبت منهم الجنسية على خلفية تلك الاحداث.

ولا يستبعد ان تلجا ايران لنفس السياسات عبر نشر القلائل والاضطرابات داخل البحرين واستغلال الطائفة الشيعية لاحداث بلبلة وتنفيذ هجمات دامية على غرار ما حصل في 2011.

لكن هذه التهديدات لن تخيف الجانب البحريني حيث أكد وزير الداخلية البحريني الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة أن إعلان تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين مملكة البحرين ودولة إسرائيل يعد إجراء سياديا .

ونقلت وكالة أنباء البحرين (بنا) اليوم السبت عن الشيخ راشد قوله إن ذلك يمثل موقفا شجاعا يعكس حكمة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد ورؤيته الثاقبة مضيفا أن هذا الأمر سينعكس على خدمة  المصالح العليا لمملكة البحرين، داخليا وخارجيا ويساهم في تعزيز الأمن والاستقرار ونشر مظاهر النماء والازدهار.

وأوضح أن البحرين تبقى وطن السلام والأمان ومهد التعايش والانفتاح على الآخر وهو نهج أصيل وممتد في إطار عهد الولاء والانتماء والروح الوطنية الأصيلة.

وبالتوازي مع ذلك دعا البرلمان البحريني ممثلا بمجلسي الشورى والنواب، حكومة البلاد إلى التشاور مع السلطة التشريعية بشأن اتفاق التطبيع المعلن مع إسرائيل برعاية أمريكية.

جاء ذلك في بيان مشترك نشره الموقع الإلكتروني لمجلس الشورى، ليل الجمعة/السبت، عقب إعلان التوصل إلى اتفاق "كامل" لتطبيع العلاقات بين المنامة وتل أبيب.

وذكر البيان أن مجلسي الشورى والنواب يدعوان "الحكومة إلى التشاور مع السلطة التشريعية عند اتخاذ أي خطوات قادمة في هذا السياق (التطبيع)".

ومع ذلك رحب المجلسان بالاتفاق، قائلين إنهما "يباركان إعلان اقامة العلاقات مع إسرائيل، ويؤكدان أن الخطوة تصب في مصلحة أمن المنطقة واستقرارها"، بحسب البيان.
ويشمل الهيكل التشريعي في البحرين غرفتين، مجلس النواب ويتمتع بالعديد من الصلاحيات التشريعية والرقابية، ومجلس الشورى (استشاري بصلاحيات أقل) يعينهم الملك مباشرة.

وقال مسؤول كبير بوزارة الخارجية الإسرائيلية، السبت، إن بلاده ستعمل على افتتاح سفارة في البحرين مع التوقيع على اتفاق التطبيع الثلاثاء المقبل.
ونقلت التصريح وسائل إعلام عبرية بينها القناة "12" الخاصة وهيئة البث الرسمية والقناة "13" الخاصة دون الإشارة إلى اسم المسؤول الإسرائيلي.
وقالت هيئة البث إنه بالإضافة إلى إقامة السفارات وتعيين سفراء، اتفقت إسرائيل والبحرين على إطلاق رحلات جوية مباشرة بينهما ومشاريع للتعاون في مجالات متنوعة.
ولم يوضح الإعلام العبري إن كان سيجرى افتتاح السفارة بالتزامن مع حفل التوقيع على اتفاق التطبيع، أو في وقت لاحق.

ورغم التأييد الكبير للقرار البحريني لكن نددت بعض الاطراف المرتبطة بايران كالحوثيين وحركة حماس اضافة الى تركيا والسلطة الفلسطينية بالخطوة البحيرينية التاريخية.