إيران تقمع السجناء المطالبين باللإفراج توقيا من كورونا

الأمم المتحدة تعرب عن صدمتها لوفاة سجين تحت أساليب التعذيب القاتلة بالسجون الإيرانية، متخوفة على مصير 6 أشخاص آخرين تعرضوا للضرب عقب احتجاجات قام بها معتقلون للمطالبة بإطلاق سراحهم بسبب تفشي الفيروس.
قلق أممي من قمع السلطات الإيرانية للسجناء وسط تفشي الوباء
ارتفاع مروع لإصابات كورونا في إيران خلافا لمزاعم روحاني
'إيران إنترناشيونال عربي: وفيات كورونا يف غيران تبلغ 7065

جنيف - أكدت الأمم المتحدة الجمعة وفاة سجين قاصر في إيران بعد ثبات تعرضه للضرب على أيدي حراس عقب أعمال احتجاجية قام بها سجناء للمطالبة بإطلاق سراحهم بسبب فيروس كورونا.

وأعربت المفوضية عن صدمتها بسبب قضية دانيال زين العابدين الذي ثبتت المحكمة العليا حكم الإعدام بحقه على الرغم من حظر القوانين الدولية إعدام القصر.

وأشار كولفيل إلى أن زين العابدين ظل متمسكاً ببراءته، مضيفا "ندعو السلطات الإيرانية لإجراء تحقيق مستقل وغير منحاز في موت زين العابدين ومحاسبة المسؤولين عن ذلك".

وأضاف "نحن أيضا متخوفون على مصير 6 أشخاص آخرين قيل أنهم تعرضوا أيضا للضرب خلال أعمال الشغب في 28 مارس/آذار واقتيدوا إلى سجن مينادوب"، متابعا أنه حض السلطات الإيرانية "على اتخاذ كل الإجراءات لحماية أرواح السجناء".

وذكرت مفوضية حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة في جنيف، إنها تلقت معلومات حول وفاة زين العابدين بعد تعرضه للضرب خلال احتجاجات وأعمال شغب في سجن مهاباد في إقليم غرب أذربيجان.

وقال روبرت كولفيل الناطق باسم المفوضية للصحافيين في جنيف عبر الفيديو "نحن مصدومون لموت القاصر بعد الإبلاغ عن تعرضه لضرب مبرح على يد ضباط أمن".

وأضاف أن سجناء في مهاباد احتجوا على "ظروف سجنهم وعدم إطلاق السلطات سراحهم مؤقتا وسط جائحة كوفيد-19".

وإيران التي تضررت بشدة جراء انتشار فيروس كورونا أطلقت سراح نحو 10 آلاف سجين أو نحو 40 بالمئة من المحكومين لتخفيف الاكتظاظ في السجون.

أما زين العابدين الذي كان ينتظر تنفيذ حكم الإعدام بحقه لإدانته بارتكاب جريمة قتل وهو في الـ17 من عمره في سبتمبر/أيلول عام 2017 فقد تم وضعه في سجن انفرادي، حيث تعرض للضرب على يد رجال أمن في مهاباد.

ولاحقا تم نقله إلى سجن مينادوب في نفس المنطقة، حيث تعرض مجددا للتعذيب وفق معلومات لمكتب حقوق الإنسان.

وقال كولفيل أن "عائلته قالت انه اتصل بها في 31 مارس/آذار لإبلاغها انه تعرض لضرب مبرح وانه يتنفس بصعوبة ويحتاج للمساعدة. وتم تأكيد وفاته في 2 أبريل/نيسان".

وأعرب عن قلقه بشأن باقي السجناء في إيران لاسيما بعد الاضطرابات التي أثارتها المخاوف من تفشي الفيروس داخل السجون الإيرانية.

وأوردت وسائل إعلام إيرانية تقارير عن اضطرابات في عدة سجون، وهروب جماعي من منشأة في غرب البلاد، على الرغم من الإفراج المؤقت عن حوالي عن عشرات الآلاف للحد من اكتظاظ السجون.

وقال كولفيل "كما ترون في إيران وبعض الدول الأخرى، نرى أعمال شغب وسجناء خائفين يشعرون بالقلق بسبب فقدان الاتصال بشكل كبير مع أفراد أسرهم وغير ذلك. وبالتالي هناك قضايا كثيرة للغاية تتعلق بهذا الأمر".

إيران تأخرت كثيرا في فرض إجراءات الوقاية من كرونا
إيران تأخرت كثيرا في فرض إجراءات الوقاية من كرونا

وإيران واحدة من الدول التي تضررت بشدة من الفيروس. وقال متحدث باسم وزارة الصحة كيانوش جهانبور إن "إجمالي وفيات كورونا زاد الجمعة إلى 3294 بعد وفاة 134 شخصا بالمرض خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية".

وأضاف جهانبور أن 2715 إصابة إضافية سجلت خلال 24 ساعة ما يعني أن الحصيلة الإجمالية للإصابات باتت 53183، مشيرا إلى أن هناك 17935 شفاء، فيما لا يزال 4035 مصابا في حالة حرجة حاليا.

لكن مصادر إعلامية أفادت بأن الإصابات بكوفيد-19 وحالات الوفاة الناجمة عن هذه الإصابات ترتفع يوميا بشكل كبير في معظم المحافظات الإيرانية خلافا لمزاعم الرئيس الإيراني حسن روحاني.

وأكد موقع 'إيران إنترناشيونال عربي' أن حصيلة وفيات كورونا في إيران بلغت ما لا يقل عن 7065، ولكن الحكومة الإيرانية تتستر عن ذلك.

وظهر فيروس كورونا في إيران في الـ19 فبراير/شباط عن أولى حالات الإصابة والوفاة على أراضيها.

وأصيب بالفيروس العديد من المسؤولين الحكوميين والشخصيات العامة، كما أصيب 23 عضوا في البرلمان على الأقل، كان آخرهم رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني.

وبعدما تجنّبت الحكومة الإيرانية في الأسابيع الأولى فرض تدابير عزل أو حجر ما تسبب في تفشي الفيروس بين الإيرانيين، منعت في 25 مارس/آذار التنقل بين المدن.

ومن دون فرض الحجر بشكل رسمي، دعت السلطات السكان إلى البقاء في بيوتهم "قدر الإمكان".

وخلال اجتماع لمجلس الوزراء اعتبر روحاني الخميس إنه "من الصعب تحديد تاريخ معين نقول إن بحلوله سيتم القضاء على فيروس كورونا" المستجد.

وأضاف أن الفيروس "قد يبقى معنا لأشهر عدة مقبلة أو حتى نهاية" السنة الفارسية الحالية، في مارس/آذار العام 2021.

وأشار إلى أن الحكومة ستقرر الأحد الإجراءات التي ستتبعها بعد الثامن من أبريل/نيسان.

وأغلقت إيران مواقع الزيارات الدينية الرئيسية وعلقت صلاة الجمعة في المساجد وأغلقت مجلس الشورى. ومنذ نهاية فبراير/شباط. كما أوصدت المدارس والجامعات في بعض المحافظات قبل أن يوسع الإجراء ليشمل كامل البلاد.